ودع المنتخب الوطني أمس المنافسة القارية من الباب الخلفي في أعقاب فشله في تخطي عقبة المنتخب الطوغولي وتجرعه الخسارة في مباراة الحظ الأخير، حيث خسر رفقاء فغولي بثنائية نظيفة تداول على تسجيلها أديبايور و وومي. الخضر نسخة وحيد حليلوزيتش خيبوا الآمال وخرجوا من مجموعة الموت يجرون أذيال الخيبة، بعد أن عجزوا حتى على حفظ ماء الوجه بتسجيل ولو هدف يبقى في حوليات الكان، ما جعل منتخبنا الوطني أول منتخب يخسر رهان المرور إلى الدور الثاني ويدخل مباريات الجولة الثالثة بلا روح ولا رهان. إقصاء مر يصعب تجرعه، على اعتبار أن لحسن ورفاقه خسروا أمام منتخبين في المتناول، ونتيجة أخطاء بدائية من القاطرة الخلفية، في الوقت الذي عانى خط الهجوم من عقم صارخ ليس له ما يبرره في مثل هذه المواعيد، والأغرب أن خيارات «الكوتش وحيد» تبقى محل استفهام وتساؤل، فالرجل لم يهتد إلى خطة لعب معينة ولم يستقر على تشكيلة غلى مدار الخرجتين السابقتين، فرغم أنه تخلى أمس عن تحفظه المبالغ فيه أمام تونس، وعمد إلى انتهاج أسلوب هجومي محض غابت اللمسة الأخيرة ومعها الفعالية أمام المرمى، فوقع المنتخب تحت ضغط رهيب أفقده البوصلة وكلفه الخروج من الدور الأول بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها. مباراة أمس التي دخلها منتخبنا مهاجما منذ صافرة البداية أكدت للمرة نون أن التشكيلة الحالية مطالبة بالتمرس وكسب مزيدا من التجربة والخبرة على هذا المستوى، كما أن البحث عن قناص يجسد الفرص من أولويات حليلوزيتش قبل العودة إلى تصفيات مونديال البرازيل شهر مارس القادم، فكل من تابع لقاء الطوغو احترقت أعصابه مع الكرات الضائعة من سليماني وقديورة وقادير وبقية اللاعبين، الذين صنعوا كما هائلا من الفرص وكرروا سيناريو مباراة تونس، حيث تحكم فغولي ورفاقه في الكرة واللعب وخلقوا عديد الفرص السانحة للتهديف، غير أن غياب التركيز والفعالية أمام مرمى المنافس، فوت عليهم فرصة التقدم في النتيجة، بداية من الدقيقة 14 أين منح فغولي كرة في ظهر المدافعين لرأس الحربة سليماني الذي لم يؤطر كرته رغم تواجده في المكان المناسب داخل المنطقة، وبعدها ركنية فغولي في القائم الثاني لكن الحارس الطوغولي أنقذ مرماه بعد رأسية رائعة من قديورة، وما دامت المصائب لا تأتي فرادى فقد تعرض الخضر لتحكيم «مهزلة» من الملغاشي حمادة الذي حرم الخضر من ضربة جزاء شرعية بعد أن حولت يد مدافع طوغولي مسار كرة لحسن التي كانت في طريقها إلى الشباك (د23)، وفيما كان المنتخب يهدر الفرص السهلة استغل أديبايور خطأ فادحا منة محور الدفاع ليهز شباك مبولحي بهدف ضد مجرى اللعب، وهو الهدف الذي رد عليه دوليونا بسيل من الفرص التي لم تجسد ولا واحدة منها، وأبرزها الإنفراد الصريح من سليماني الذي أودع كرته أحضان الحارس، ما جعل رفاقه يعودون إلى غرف حفظ الملابس على تأخر غير مستحق. بعد الاستراحة تواصل ضغط الخضر وتألق مرة أخرى الحكم الملغاشي بغضه الطرف عن ضربة جزاء بعد عرقلة فغولي داخل المنطقة (د49)، و»يكافئ» قائد المنتخب ببطاقة صفراء مجانية بحجة الاحتجاج على قراره، وبعد تسع دقائق يصر الحكم على إبقاء الطوغو متقدما بحرمانه سليماني من ضربة جزاء لا غبار عليها، وفي المقابل واصل لاعبونا إهدار الفرص، مع غياب كلي لفؤاد قادير الذي كان ظلا لنفسه ولم يحسن استغلال الكرات الثابتة على كثرتها، حيث كان تنفذ الركنيات والمخالفات بطريقة غريبة تجاه القائم الأول أو بين أحضان الحارس في منطقة الست أمتار، وأمام حالة الإحباط وغياب الفعالية والتركيز جاءت تغييرات حليلوزيتش متأخرة حيث أن أول تغيير بدخول بزاز (د66) وعودية (د75) وبوعزة (د83) لم تعط ثمارها في ظل إصرار المنتخب على الكرات الطويلة التي سهلت من مهمة المنافس، الذي طعن الخضر في الظهر عند الدقيقة 93، إثر مرتدة كشفت عيوب المحور والحارس مبولحي الذي لم يحسن التعامل مع وضعية إنفراد، ورغم أن الحكم أضاف قرابة عشرين دقيقة بعد لجوء المنظمين إلى تغيير إطار المرمى ، لم يتمكن منتخبنا من تغيير نتيجة ولا مجرى المباراة ليخرج اللاعبون تحت سخط الأنصار الذين لم يهضموا إقصاء منتخبنا بهذه الطريقة. ليبقى الأمل معلقا على تصفيات مونديال البرازيل بداية من شهر مارس المقبل، أين يتحتم على «الكوتش» وطاقمه حصر النقائص والمسارعة بمعالجتها. نورالدين - ت * تصوير: الشريف قليب