رغم بعض السلبيات التي ميزت أداء المنتخب الجزائري في مونديال جنوب إفريقيا خاصة من حيث اللعب الهجومي، إلا أن المدرب الوطني نجح في إعطاء دم جديد ل “الخضر” بإقحام الوجوه الجديدة في أول مشاركة رسمية لها مع المنتخب الجزائري.. وهي مغامرة تخوّف من عواقبها عدة لاعبين وفنيين بسبب مشكل غياب الإنسجام وعدم اندماج البعض في أول مشاركة لهم مع “الخضر”، لكن المنافسة والمواجهات الثلاث أسقطت كل هذه التوقعات وظهر قادير، بودبوز ومبولحي بمستوى مشرّف وكأنهم يلعبون في المنتخب منذ عدة سنوات. قادير يُفاجئ ويتألق في الرواق الأيمن استطاع المدرب الوطني سعدان أن يحل مشكلة الجهة اليمنى من الدفاع في ظل التخوّف من عدم وجود مدافع أيمن حقيقي، حيث لم يخطئ سعدان في رهانه بوضع الثقة في قادير الذي يلعب وسط ميدان في فالونسيان على الجهة اليمنى ليقوم بالدور الذي كان يقوم به مطمور في التصفيات في ظل اعتماد المدرب الوطني على خطة (3 - 5 - 2) في المواجهات الثلاث ليكتشف الجمهور الجزائري إمكانات هذا اللاعب الذي أصبح قطعة أساسية في تعداد “الخضر“ منذ أول مباراة أمام سلوفينيا. بودبوز النجم الجديد في هجوم “الخضر” وقد كان رياض بودبوز موهبة مؤكدة وأكد الإمكانات الفنية العالية التي يتمتع بها من خلال الوجه الطيب الذي كشف عنه في المباراة الثانية أمام إنجلترا، ولكن اللاعب لم يستفد من فرصة ثانية أمام أمريكا وحرمه سعدان من التألق مجددا ليؤكد أحقيته في مكانة مع 11 لاعبا بعدما أخفق المهاجمون الذين منحهم سعدان الثقة على غرار مطمور، جبور وغزال في التهديف وحل عقدة الهجوم. ڤديورة لم يُخيّب رغم الإحتياط وقد كان ڤديورة الأقل إستعمالا من طرف سعدان، حيث كان في كل مباراة يُقحمه بديلا إلا أن اللاعب لم يُخيّب واستطاع القيام بدور المسترجع، خاصة في مباراة إنجلترا وفي مواجهة أول أمس أمام أمريكا كاشفا إمكانات تؤهله لخلافة يبدة أو لحسن في المناسبات القادمة خاصة في ظل غياب الثنائي عن مواجهة تنزانيا شهر سبتمبر القادم. مبولحي إكتشاف المونديال استطاع الحارس القادم من بلغاريا وهاب رايس مبولحي أن يتقدم من حارس رابع واحتياطي إلى الحارس الأول منذ مواجهة إنجلترا، حيث استغل الفرصة وتألق أمام روني واستطاع أن يكسب ثقة الطاقم الوطني مهمّشا شاوشي الذي فقد منصبه لفائدة حارس سلافيا مثلما حدث لڤاواوي عندما ضيّع مكانته أمام شاوشي منذ مباراة أم درمان. مصباح يُحرم من اللعب بسبب الخطة لم يحظ لاعب ليتشي الإيطالي جمال مصباح بالثقة التي منحها سعدان للثلاثي الأول بسبب اعتماد “الخضر“ على خطة (3 - 5 - 2) والتي يُفضّل فيها سعدان وضع الثقة في بلحاج الذي يحسن اللعب في الرواق الأيسر، حيث كان سعدان يريد إشراك مصباح مدافع أيسر لتغطية بلحاج في خطة تعتمد على أربعة مدافعين مثلما كان الحال في المواجهة الودية أمام إيرلندا. مجاني المدافع اللغز المدافع كارل مجاني يبقى نقطة استفهام ولغز التعداد الذي شارك في المونديال، لأنه اللاعب الوحيد الذي لم يشارك في أي مباراة ودية أو رسمية ولم نتمكن من الوقوف على إمكاناته الحقيقية. بلعيد الورقة الفاشلة في الجدد يعتبر المدافع حبيب بلعيد الورقة الجديدة الوحيدة التي لم تقنع وكان مستواه مقاربا لمستوى زاوي والعيفاوي ولم يقدّم أي إضافة بعدما منحه سعدان الفرصة في مباراة إيرلندا، كما أكد اللاعب محدوديته في المواجهات التطبيقية ليبقى تساؤل المختصين حول الفائدة من ضم هذا اللاعب الذي يملك أيضا الجنسية التونسية والفرنسية. الخلف مضمون مع الجدد وقد نجح المدرب الوطني بتوصية من سعدان من ضمان الخلف وأسماء جديدة بإمكانها أن تواصل المشوار على غرار مبولحي، بودبوز وقادير في انتظار التحاق كل من شرفة، شاقوري وفغولي في التربصات القادمة لتحضير منتخب يشرف الجزائر ويضمن لها مكانة في مونديال 2014 الذي سيجرى في البرازيل.