في وقت يتحدث الكثير عن ذهاب المدرب رابح سعدان من العارضة الفنية للمنتخب الوطني بعد إقصاء هذا الأخير من المونديال فإن الحديث في الساعات الأخيرة يدور فقط حول إسم المدرب الجديد الذي سيخلفه، وإذا كانت الأسماء الأكثر تداولا هي التي انفردت “الهدّاف” بنشرها في وقت سابق ويتعلق الأمر ب “فيليب تروسيي” الملقب بالساحر الأبيض، إذا تم الرهان على المدرب الأجنبي... أو على خالف أو ماجر، إذا اختار روراوة الإستنجاد بالمدرب المحلي، فإن وضع مدرب المنتخب الوطني المحلي والآمال عبد الحق بن شيخة يبقى غامضا، خاصة وأن هذا الأخير كان قبل سنة من الآن، عند قبوله عرض “الفاف” للعمل مجددا في الجزائر، كان المرشح الأول إلى خلافة سعدان بعد المونديال. روراوة وعد بن شيخة بإستخلاف سعدان بعد المونديال ومثلما يعلم الجميع، فإن المفاوضات بين الرئيس روراوة والمدرب بن شيخة لم تكن سهلة نهاية الموسم ما قبل الفارط من أجل إقناع الأخير بالعودة إلى العمل في الجزائر بعد التجربة الناجحة جدا له في تونس سواء مع نادي جرجيس أو النادي الإفريقي الذي تُوج معه بالبطولة، وكان الرئيس روراوة من أجل إقناع بن شيخة -حسب ما علمته “الهدّاف”- قد استعمل بطاقة المنتخب الوطني الأول حيث أنه وعد بن شيخة ببساطة في حال قبوله الإشراف على منتخبي المحلي والآمال بتدريب المنتخب الوطني الأول بعد رحيل سعدان في نهاية كأس العالم. “الجنرال” ما كان يعود إلى الجزائر لولا هذا الرهان والأكيد أن هذا الوعد فقط الذي قطعه روراوة على “الجنرال”- مثلما كان يُلقب بن شيخة في تونس- هو الذي جعله يقبل بعرض “الفاف” مادام طموحه كان يتعدى تدريب منتخب المحليين، خاصة وأن المنافسات التي يلعب فيها هذا المنتخب هي شرفية أكثر من أي شيء آخر مادامت “الفيفا” لا تعتمد نتائجها، في وقت أن تعيينه مدربا لمنتخب الآمال كان لأجل العمل على المستوى المتوسط وتحضير تصفيات الألعاب الأولمبية 2012 التي ستحتضنها العاصمة الإنجليزية لندن. روراوة أراد تحضيره لأجل قيادة الأكابر وضمن له راتبا كبيرا وجاء تنصيب بن شيخة مدربا للمنتخب الوطني للمحليين ومنتخب الآمال كتحضير له من أجل قيادة منتخب الأكابر بعد إنسحاب سعدان، وهو الأمر المتفق عليه بين روراوة وبن شيخة الذي تم تعيينه مدربا لمنتخبين وطنيين من أجل منحه راتبا كبيرا يُعادل أو يفوق ما كان يتلقاه في النادي الإفريقي ويصل تقريبا إلى الراتب الذي كان يتلقاه مدرب الأكابر رابح سعدان، كما أن الرئيس روراوة أراد اعتماد السياسة التي اعتمدتها فرنسا عندما قامت مند 6 سنوات بتعيين “دومينيك” مدربا لمنتخب الأكابر بعد أن أشرف قبلها على منتخب الآمال وهو ما أراد روراوة فعله مع المدرب بن شيخة. بن شيخة تنازل عن عروض مغرية من أجل المنتخب الأول ويبقى الأمر الذي يطرح الكثير من التساؤلات حول مصير بن شيخة الآن، بعد الحديث عن رحيل سعدان عن العارضة الفنية ل “الخضر” (رغم تطمينات روراوة بالتمسّك به) هو أنه تنازل عن عروض مغرية جدا نهاية الموسم ما قبل الفارط سواء من النادي الإفريقي الذي ألح على بقائه أو من عدة أندية في الخليج، خاصة نادي “السيلية” القطري الذي كان مستعدا لدفع مبلغ مالي كبير لأجل قبول “الجنرال” تدريبه، وجاء رفض بن شيخة كل هذه العروض لسبب واحد وهو المنتخب الوطني الأول الذي وعده روراوة بتدريبه مباشرة بعد رحيل سعدان. لن يعمل مساعدا لأي مدرب ستجلبه “الفاف” وفي وقت بدأت الأسماء المرشحة إلى خلافة سعدان تظهر منذ إقصاء زملاء يبدة من المونديال، فإن إسم بن شيخة لم يتم ذكره تماما كمدرب رئيسي حيث أن كل الأخبار الواردة من محيط المنتخب الوطني تفيد أن بن شيخة قرّر روراوة وضعه كمساعد للمدرب القادم ل “الخضر”، وهو الأمر الذي إن تأكد فإن بن شيخة سيرفضه قطعيا حيث سبق له وأن أعلن لمقربيه منذ وقت طويل أنه سيرفض منصب مساعد لأي مدرب سيتم إستقدامه مهما كان إسمه وتاريخه وسجله في التدريب. شرطه أن يكون مدربا أولا أو يملك الصلاحيات نفسها مع المدرب الجديد وكشف مصدر مقرب من بن شيخة ل “الهدّاف” أن سبب رفضه منصب مساعد وطني لا يعود لإخلال روراوة بالوعد الذي قطعه معه حين قام بجلبه إلى تدريب المنتخب الوطني للمحليين ومنتخب الآمال، ولكن أيضا لأنه يرى أنه بلغ من المستوى ما يسمح له بتدريب زملاء لحسن دون مشكل بعد أن سبق له وأن درب أندية كبيرة، على غرار النادي الإفريقي، مولودية الجزائر، شباب بلوزداد وحتى منتخبي المحليين والآمال، ولذات السبب فإن بن شيخة صرح لمقربيه -حسب ذات المصدر- أنه سيشترط على الرئيس روراوة العمل كمدرب رئيسي أو كمدرب يملك نفس الصلاحيات إذا أصرّ رئيس “الفاف” على جلب مدرب كبير مثلما يعتزم القيام به. روراوة لا يريد التفريط في بن شيخة وكل المعطيات قد تنقلب ويبقى الأكيد في كل هذا أن روراوة لا يريد التفريط تماما في بن شيخة وهو مصر على أن يكون في الطاقم الفني للمنتخب الوطني وهو الذي فعل المستحيل من أجل إعادته إلى العمل في الجزائر، رغم العروض المغرية التي كانت له من عدة أندية تونسية وخليجية. ودون شك، فإن إصرار بن شيخة أن يكون مدربا أولا ل “الخضر” ومع عدم قدرة “الفاف” على التعاقد مع مدرب أجنبي كبير بسبب تعليمة الوزير الأسبق ڤيدوم من جهة، وعدم تأكد قبول ماجر المرشح الأول إلى خلافة سعدان عرض “الفاف” بسبب علاقته مع روراوة، وكذا خالف بسبب عامل السن، فإن هذا الأخير قد يلجأ إلى تعيين بن شيخة مدربا جديدا ل “الخضر” ومنه يفي بالوعد الذي قطعه معه قبل سنة من الآن.