خرج كل الأخصائيين والمدربين بخلاصة واحدة من مشاركة “الخضر” في كأس العالم، وبعيدا عن الأداء المشرّف والحصاد الضعيف اتفق الجميع أن أداء الخط الهجومي كان كارثيا للغاية، وغير مشرّف أبدا، كما أن الفريق الجزائري كان يفتقد الى اللاعب الذي يتوجّه الى المرمى، أين كان المهاجمون يعوّلون على الكرات التي لا يوجد من يوصلها، وقد انتهت الكأس العالمية بالإتفاق على انتهاء عمر الصلاحية الكروية لصايفي، غزال وجبور، ما جعل الحديث يتعلق بهوية اللاعبين الذين يمكنهم تقديم الدعم مستقبلا على مستوى هذه المناصب. براهيمي أفضل مرشح في الهجوم أول المرشحين من قبل الأخصائيين والنقاد وحتى المتابعين لحل المشكل الهجومي هو براهيمي ياسين لاعب كلارمون فوت الفرنسي الذي أبدع الموسم الماضي، وأكد مستواه الكبير الى درجة أن الكثير من الفرق الكبيرة عالميا على غرار ريال مدريد أبدت رغبتها في الحصول على خدماته، وكان سعدان قد اعجب بمستواه الفني والمهاري وقدراته الهجومية الكبيرة التي رشّحته لتقمص ألوان منتخب آمال فرنسا، لكن المعني تردّد كثيرا حتى قبل أن يصله الاستدعاء بسبب الضغوط الشديدة التي تعرّض لها من قبل المديرية الفنية الفرنسية وحتى من طرف بعض مقربيه. منتخب فرنسا صار لا يغري أحدًا فما بالك العرب ومعروف أن اللاعب براهيمي برر رفضه المنتخب الوطني الجزائري في تصريحاته ل “فرانس فوتبال” بكونه لا زال صغيرًا ولا يريد حرق المراحل لأن هدفه حاليا ليس لعب المونديال وإنما حمل ألوان منتخب آمال فرنسا، بالإضافة الى ما لم يصرّح به من الضغوط التي عانى منها في تلك الفترة، إلا أن المعطيات تغيّرت كثيرا، وحتى كأس العالم التي خاف من أن يوصف بسببها أنه انتهازي ولم تكن هدفه انتهت، ثم إن المنتخب الفرنسي لم يعد يغري أحدًا لا العرب ولا غيرهم، بعد ما وقع له من فضائح في كأس العالم الأخيرة أين هزت المشاكل والخلافات سمعته ولطختها وجعلته يشبه منتخبا هاويا. فرنسا لن تخرج من صدمتها إلاّ بعد مدة طويلة وهذا في صالحنا ودون شك عقب ما حصل فإن الكرة الفرنسية لن تخرج من صدمتها إلا بمرور فترة من الوقت، بعدما كبرت القضية ووصلت الى الرئاسة أين تدخل الرئيس ساركوزي شخصيا واستدعى الى قصر الإليزي تيري هنري. وهي الفضيحة التي ستكون من دون شك في صالح المنتخب الوطني الذي قدم أداءً مشرفا ومُرضيا في الدورة بصرف النظر عن النتائج، أين سيكون ما وقع دفعا لمن كان لديه أي تردد في الموافقة ومراجعة نفسه، وهو أمر ننتظره مع براهيمي الذي يدرك جيدا ما صار يعانيه العرب من تمييز وإقصاء في المنتخب الفرنسي بعد أن همّش بن زيمة، وناصري وبن عرفة لصالح لاعبين آخرين أثبت مونديال جنوب إفريقيا أنهم ليسوا أحسن على غرار غوفو، جينياك و تولالان. إذا وافق بعد المونديال، فيعني حسن نيّته وسننسى رفضه سابقًا وإذا وافق براهيمي وحتى غيره من اللاعبين على قبول استدعاء “الخضر” فإن هذا من شأنه أن يجعل الجميع ينسى مواقفهم السابقة سواء برفض الإستدعاء أو تردّدهم في تحديد موقفهم، خاصة أن الأمر يتعلّق ببداية مسيرة أخرى وهي تصفيات كأس إفريقيا ستكون شاقة للغاية، وهو أمر يدل على النية الصافية لهؤلاء اللاعبين الذين قد يكون فيهم من رفض الدعوة في وقت سابق لأنه لا يريد أن يشارك في كأس العالم مكان لاعبين آخرين هم من أهّلوا المنتخب الجزائري وفق منطق لحسن مدحي. فغولي وعد بالإنفجار في فالونسيا وقد يكون صانع الألعاب المفقود كما أن وسط الميدان الهجومي فغولي سفيان الذي انتقل الى نادي فالونسيا الإسباني يملك الكثير من الإمكانيات التي قد تجعله واحدا من الحلول على مستوى صنع اللعب، هذا اللاعب الذي يكمل خلال ديمسبر القادم عيد ميلاده رقم 21، وبعد موسم فاشل في غرونوبل بسبب الإصابات، وعد بأن ينفجر في البطولة الإسبانية، وسبق للكثير ممن يعرفونه أن أكدوا أنه يمكن أن يكون ورقة رابحة ل “الخضر” لكن المعني صرّح لإذاعة “أر.أم. سي” أنه متردّد، ولو أن السؤال الذي يطرح هنا هو هل سيبقى على موقفه مترددا في وقت تعيش فرنسا واحدة من أسوأ فتراتها الكروية ؟ طافر وبلفوضيل لمَ لا ! ومناجير مغترب ضروري بسببهما كما يتحدّث البعض عن الشابين بلفوضيل (18 سنة) وطافر (19 سنة) اللذين يلعبان للفريق الإحترافي لأولمبيك ليون رغم أنهما لم يشاركا كثيرا خلال الموسم الماضي بسب صعوبة المنافسة ونقص خبرتهما، إلا أنهما يبقيان استثمارًا حقيقيا خاصة إذا غيّر طافر كما يكتب في الصحافة الفرنسية الألوان بحثا عن نفسه في فريق من الدرجة الأولى الفرنسية بعد أن تلقى إتصالات عديدة، كما أن بلفوضيل صاحب القامة الهائلة رغم أنه من مواليد 1992 إلا أنه يملك إمكانيات فنية وبدنية كبيرة يقال عنها الكثير، حتى أن فريقه رفض إعارته وأصر على الإحتفاظ به حيث قد يفرض نفسه الموسم القادم، خاصة أنه يتألق مع منتخب فرنسا للأواسط، وتدعو وضعية هؤلاء اللاعبين وحتى آخرين الى تواجد مناجير مغترب من طراز بلماضي كما يتم التفكير فيه الآن من طرف مسؤولي الإتحادية للإحاطة بهم، كما أن لاعبا دوليا سابقا ومغتربا يفهمهم أكثر من أي شخص آخر بشكل يجعل التواصل يكون سريعا. البعض بدأ يُغيّر قناعاته بخصوص زياية حل آخر من الحلول الأخرى المتوفرة يتمثل في زياية عبد المالك الذي سبق أن رفض المنتخب لأسباب كما هو معروف تتعلّق بمشكلته مع سعدان الذي تعمّد إقصاءه بشكل مبالغ فيه في كأس إفريقيا، ما جعل الأخير يرفض قبول الاستدعاء ما دام سعدان مدربا، ولأن هذا الأخير يكون قد أنهى مشواره فإن عودته باتت ممكنة، خاصة أن مصلحة المنتخب تفرض ذلك بعد ما وضع النقاط على الحروف معه، ومثلما عفت الإتحادية عن لموشية يمكن أن تفعل مع زياية، كما أن كثيرين تناسوا بمجرد نهاية المونديال مواقفهم من زياية وأكدوا أنه كان ينقص المنتخب كثيرًا لأنه لو كان حاضرًا كان يمكن أن يحل مشاكل الفريق الهجومية ويصل الى الشباك بإعتبار أن الفريق خلق فرصا لكنه لم يمتلك لاعبا قناصا.