لقد كنا ننتظر صعوبة في ذلك اللقاء وأداء في المستوى من طرف المنتخب المكسيكي بالنظر إلى الإمكانيات الكبيرة التي يحوز عليها هذا الفريق، بحيث يحسنون لعب كرة القدم بطريقة وجدتم صعوبات عديدة للإطاحة بالمنتخب المكسيكي، أليس كذلك؟ لقد كنا ننتظر صعوبة في ذلك اللقاء وأداء في المستوى من طرف المنتخب المكسيكي بالنظر إلى الإمكانيات الكبيرة التي يحوز عليها هذا الفريق، بحيث يحسنون لعب كرة القدم بطريقة جماعية بالإضافة إلى الفرديات التي يمتاز بها المكسيكيون، ولو تتذكر فإن نفس هذه المجموعة قدّمت الكثير في كأس أمريكا اللاتينية 2007. ما هو المفتاح الذي وجدتموه للإطاحة بالمكسيك؟ لقد استغللنا قدر المستطاع المساحات التي أتيحت أمامنا والأخطاء التي ارتكبها مدافعوهم، وكنا ندرك قبل اللقاء بأنه في مثل هذا النوع من المواجهات فإن كل شيء يحسم على حيثيات صغيرة، وهو ما حدث بالضبط، فصحيح أنهم كانوا أحسن منا من حيث الاستحواذ على الكرة لكننا حققنا الأهم والتأهل إلى الدور ربع النهائي الذي يعتبر شيئا رائعا بطبيعة الحال. في ال 20 دقيقة الأولى من اللقاء، لاعبو المكسيك سيطروا على اللعب وجعلوكم تركضون كثيرا، ألم تخش حينها أن تتلقوا هزيمة والإقصاء؟ صحيح أننا ركضنا كثيرا مثلما شاهدتم في المرحلة الأولى وبحثنا كثيرًا عن الكرة من دون فائدة، لكن في نهاية المطاف الكلمة الأخيرة عادت لنا وحققنا الفوز والتأهل إلى الدور المقبل، ففي مباراتنا أمام نيجيريا سيطرنا بالطول والعرض على مجريات اللقاء ولكننا لم نتمكّن إلا من تسجيل هدف وحيد وبصعوبة كبيرة، ففي كأس العالم لا يجب أن تفتخر باستحواذك على الكرة وتقديم أداء جميل بل يجب أن تسجل وتفرح بالفوز، وهو ما يسجله التاريخ في النهاية، ففي مباراتنا أمام المكسيك أتيحت لنا خمس فرص وحوّلنا ثلاثًا منها إلى أهداف وهذا أمر رائع من حيث الفعالية على عكس ما حدث لنا أمام نيجيريا أين خلقنا أكثر من عشر فرص لكننا سجلنا واحدة فقط، وهذا ما يؤكد من جهة أخرى أننا تطورنا كثيرا فيما يخص الفعالية مع تقدم الأدوار. هل كنت في وضعية تسلّل في لقطة الهدف الأول؟ ربما كنت في وضعية تسلل، فسأعيد رؤية اللقاء فيما بعد (الحوار أجري مباشرة بعد انتهاء المباراة)، وهذا لا يخصني في حقيقة الأمر لأن هناك ثلاثة حكام في الملعب وهم من يقرّرون إن كنت في تسلّل، وما دام أنهم لم يعلنوا ذلك فهدفي صحيح لا أكثر ولا أقل. تسجيلك هدفين في هذه المباراة كافٍ لكي يمنحك الثقة في النفس أكثر، أليس كذلك؟ بطبيعة الحال فالهدفان اللذان سجلتهما في هذا اللقاء منحاني ثقة أكبر في النفس، فقبل انطلاق كأس العالم قلت في قرارة نفسي يجب أن أواكب تطور الفريق مع مرور المباريات ولا يجب أن أقلق حتى لو لم أتمكن من التسجيل في الدور الأول، وأملي كبير في أن أكون في المستوى المطلوب وفي لياقة عالية لمواجهة المنتخب الألماني في الدور المقبل. رأينا أن مارادونا كان يحضنك بشدة بعد توقيعك للهدف الثاني، ماذا قال لك حينها؟ تأكدوا أن مارادونا مدرب خاص جدا ولم يسبق لي العمل مع مدربين مثله في حياتي، فلديه مشاعر رائعة ويحب جميع اللاعبين ولمّا يتوقّع لك شيئا فإنه يحدث، ففي عشية اللقاء جمعنا حديث أين قال لي : “كارليتوس في الغد أنت من سيسجل ويمنحنا التأهل أمام المكسيك وستفك عقدتك الهجومية وتفتح بذلك عدادك التهديفي في هذا المونديال“، وبعد توقيعي للهدف الثاني حضنني وقال لي : “لقد قلتها لك بالأمس، ولكنك هذه المرة لم تفتح فقط شهيتك التهديفية بل سجلت هدفين وأنت قريب من هدافي المونديال“، وفي حقيقة الأمر تملّكني شعور لا يمكنني أن أصفه فأنا أعشق مارادونا منذ كنت طفلا صغيرا. هل ستسجل كذلك أمام الألمان في الدور ربع النهائي؟ أتمنى ذلك وسنرى ماذا سيحدث في ذلك اللقاء، بل سنرى ماذا سيقول لي مارادونا عشية اللقاء (يضحك)، بكل صراحة اللقاء سيكون غاية في الصعوبة لأن لاعبي المنتخب الألماني يقدّمون مستويات كبيرة في هذا المونديال وتفوّقهم على المنتخب الإنجليزي ليس صدفة بل أداء ونتيجة، فالألمان يوجدون في أحسن أحوالهم منذ بداية هذه الدورة تقريبا مثلنا، وعليه فإننا سنشهد لقاء كبيرا وطريقتين للعب مختلفتين للغاية، وبالنسبة لنا سندخل هذه المواجهة بإرادة كبيرة من أجل تحقيق الفوز والتأهل إلى الدور نصف النهائي، وسنستمتع بذلك بطبيعة الحال لأننا نعوّل على الفوز بكل المباريات التي نلعبها ونفرح شعبنا الكبير الذي ينتظر منا الكثير في هذا المونديال، ومنذ قدوم مارادونا تغيّرت أمور كثيرة داخل المجموعة وبالنسبة للقاء ألمانيا فلا أريد الحديث عنه كثيرًا لأنني أفضل الاسترجاع لكي أكون جاهزًا ليوم المباراة (يضحك)، ومن جهتنا سنحضّر كما ينبغي وعلينا استغلال معنوياتنا المرتفعة حتى نواصل سلسلة النتائج الإيجابية التي حققناها في هذا المونديال لحد الآن. لقد أصبح وصول المنتخب الأرجنتيني إلى الربع نهائي عادة والخروج منه، ألا تخشون أن يتكرّر معكم هذا السيناريو؟ لا تهمنا مثل هذه الأمور، فبالنسبة لنا فإن كأس العالم تنطلق من الدور ربع النهائي للمنتخبات التي جاءت لكي تبحث عن اللقب العالمي، لأنه ستكون هناك المنتخبات الثمانية الأحسن في العالم والهدف واحد بطبيعة الحال. شاهدناك منزعجًا بعض الشيء عندما أخرجك المدرب وعوّضك بزميلك فيرون، لماذا هذا الانزعاج؟ صحيح أنني لم أكن أريد الخروج في ذلك الوقت بل أردت مواصلة اللعب لأنني كنت متأكدا من قدرتي على تقديم المزيد خاصة أن ثقة كبيرة كانت تحدوني عقب توقيعي لثنائية في ذلك اللقاء، لكن حينما عانقني المدرب مارادونا بتلك الطريقة فرحت كثيرا ونسيت تماما أن اللقاء لا يزال لم ينته خاصة بعد الكلمات العطرة التي سمعتها من مدربي، فقد زال كل ذلك الانزعاج والدليل على ذلك أنني ابتسمت بعدها وألقيت التحية على مارادونا وجميع رفاقي في دكة الاحتياط، وحتى أنني اعتذرت للمدرب بعد انتهاء اللقاء وحتى لزميلي فيرون الذي دخل مكاني. ميسي- تيفيز – هيغوايين هو من دون شك أقوى هجوم في العالم، أليس كذلك؟ أنا سعيد جدا باللعب الى جانب ميسي أحسن لاعب في العالم بالإضافة إلى هيغوايين، ولكننا لسنا أحسن هجوم في العالم وعلينا أن نؤكد أكثر. ربما لقاء المكسيك هو من أحسن مبارياتك منذ مدة طويلة، أليس كذلك؟ ربما هو أحسن لقاء لي منذ مدة مع المنتخب الوطني، فلقد تعودت على التسجيل بنفس الطريقة في البطولة الإنجليزية فيما يخص هدفي الثاني أمام المكسيك لكن لم يسبق أن فعلتها مع المنتخب، وهذا ما سيمنحني ثقة أكبر في النفس لكي أكون في المستوى في المباريات المقبلة.