يبقى دائما المدرب الفرنسي “ڤي رو” حاذقا بتحاليله الكروية ومتابعته الدقيقة لمباريات كأس العالم. فبالنسبة إليه، الجزائر عليها ألا تنظر إلى مشاركتها في كأس العالم بشكل سلبي، وإنما لابد عليها من النظر إليها على أنها بداية للمشاركة المنتظمة في المونديال. ما الذي يمكنك أن تقوله لنا عن مباراة الأرجنتين – المكسيك؟ المنتخب الأرجنتيني كان أحسن ومستواه عالٍ ولهذا فإن فوزه يعتبر منطقيا، أتأسف فقط للهدف الأول الذي أخطأ فيه الحكم، وهذا برأيي ما أثر بشكل أو بآخر على حظوظ المنتخب المكسيكي، وعلى كل فقد كانت ردة فعلهم جيدة وجميلة في النهاية بدليل الهدف الجميل الذي سجلوه في نهاية اللقاء وبطريقة تؤكد اللعب الجميل الذي يتمتع به المكسيكيون. ولكن الهدف لم يكن كافيا.. لا، ولكن لا يحق لنا ارتكاب خطأ فادح كالذي وقع فيه المدافع المحوري أمام “إيغواين” بعدها. عدد كبير من المتتبعين اعتبروا أن الدور الأول لم نشاهد فيه مستوى عاليا، فما السبب برأيك؟ اللاعبون لم يستفيدوا من راحة طويلة، وكان التحاقهم بالمونديال مباشرة بعد نهاية مهمّتهم مع أنديتهم، وقاموا أيضا بتربصات وتحضيرات مع منتخباتهم قد تكون في ڤير المستوى إن لم نقل ليست ناجحة، وهذا ما انقلب بالعكس على مستوى المنتخبات ولم نشاهد الانسجام الكبير بين اللاعبين مقارنة بالأندية وما نراه من مستوى، صحيح أننا في الدور الأول كنا بعيدين عن مباريات رابطة الأبطال، وقد توقعت أن يكون المستوى أحسن وجيّدا ونلاحظ مردودا وفرجة في الدور الأول، ولكن شيئا من هذا القبيل لم نجده. هذا لا يمنعنا من أن نطلب منك تقديم رأيك عن مشوار الجزائر.. بكل صراحة لم أتابع مباريات المنتخب الجزائري في الدور الأول جميعها، وهذا بسبب ارتباطاتي وتنقلي بين الملاعب، ولكن يجب على الجزائر أن تأخذ كأس العالم ليس من جانب خسارتها وإقصائها في الدور الأول، وإنما من ناحية انطلاقتها من جديد نحو الأمام بنجاح وتميّز. في الجزائر يركّز الجميع حول عقم الهجوم وعدم قدرة المنتخب على التسجيل، لاعب مثل تاسفاوت كانت الجزائر بحاجة إليه أليس كذلك؟ أكيد أن مشاركة حفيظ كانت قد تجلب نوعا من الإضافة للمنتخب الجزائري، ولكن للأسف الشديد أمر مستحيل أن نقوم بمقارنة بين عدة أجيال، وإلا فيمكنني أن أقول أن ماجر بإمكانه أن يضبط العقم الهجومي ويسجل. خمسة منتخبات إفريقية من بين ستة غادرت في الدور الأول، إنه أمر مؤسف في هذا المونديال، أليس كذلك؟ لا أعتقد ذلك، بل أعتبر أن التقدم الذي لحق بالمنتخبات الآسيوية وأيضا من أمريكا الجنوبية والإمكانيات الكبيرة التي كشفوا عنها تأكيد على تطورهم وتقدمهم في العمل، وهذا ما حجب الأضواء عن المنتخبات الإفريقية، بل وصعدوا على حسابها في أول مونديال يقام على القارة الإفريقية، بينما أوروبا فقد دافعت عن كل حظوظها رغم الإقصاء الذي لحق بإيطاليا وفرنسا. سؤال صعب بعض الشيء، لماذا هذه الكارثة بالكرة الفرنسية؟ بكل صراحة مشاركة فرنسا في الدورة كانت كارثية، ولكن يجب تشخصيها ودراستها، أعتقد أن السبب واضح وبسيط : لقد اخترنا مدربا وطنيا فاشلا وبقينا متمسّكين به. هل ترى أن “لوران بلان” هو الرجل صاحب الحل؟ نعم، نثق به لإعادة المنتخب إلى الطريق.