إذا كانت مشاركة المنتخب الوطني في مونديال جنوب أفريقيا مثلما إنعكست بالإيجاب على بعض اللاعبين خاصة بوڤرة، حليش وبلحاج، فإنها جعلت عددا آخر من اللاعبين يصابون بخيبة أمل شديدة وفي مقدمتهم الحارس الوناس ڤاواوي صاحب الخبرة الطويلة مع “الخضر”، لكن هذه الخبرة لم تكن في صالحه في المونديال بل وقفت ضده طالما أن لا أحد من الأندية سواء الجزائرية أو الأوروبية اتصل به، وحاليا عقده انتهى مع جمعية الشلف. غيابه عن كأس أفريقيا همّشه كثيرا وبعد أن كان ڤاواوي قريبا جدا من الإنتقال إلى نادي “نيم” الفرنسي في مرحلة التحويلات الشتوية الماضية، فإن رفض إدارة الشلف للعرض وغياب ڤاواوي عن كأس أمم أفريقيا بأنغولا بسبب المرض جعل قيمته في سوق التحويلات تقل تدريجيا وهو ما همّشه كثيرا حتى أن إهتمامات الأندية الفرنسية غابت. مونديال دون مشاركة حجب عنه الأضواء ولم يكن ڤاواوي محظوظا لا في نهائيات كأس أمم أفريقيا ولا في المونديال، حيث كان يأمل أن يعوض غيابه عن دورة أنغولا بمشاركة في المونديال يلفت بها أنظار المناجرة والأندية، لكن ذلك لم يحدث حيث لم يشارك في المباريات الثلاث التي خاضها “الخضر“ بل حتى اللقاءين الوديين أمام أيرلندا أو الإمارات العربية المتحدة بقي بعيدا عنهما وهذا ما تسبب في حجب الأضواء عنه كثيرا. تألق مبولحي زاد متاعبه ولعل الأمر الآخر الذي أتعب الوناس ڤاواوي كثيرا ليس فقط غيابه عن كأس أمم أفريقيا ولا تهميشه في المونديال ولا حتى عدم تأهل الجزائر إلى الدور الثاني، بل هو بروز حارس كبير وقوي قادم من الضفة الأخرى للمتوسط وهو وهاب رايس مبولحي الذي كان إكتشاف المونديال. الأندية الجزائرية لم تعد تهتم به وإذا كانت الأندية الأوروبية لم تهتم بخدمات الحارس ڤاواوي فإن الأمر إلى هذا الحد يعتبر عاديا طالما أنه لم يشارك في المونديال ولا حتى في كأس أمم أفريقيا، لكن الأمر الغريب هو غياب العروض من الأندية الجزائرية لضم ڤاواوي وهذا ما يعكس حالة الإحباط التي يوجد فيها. وقع للشلف على موسم واحد وعودته مستبعدة وكان ڤاواوي قد اتفق مع رئيس جمعية الشلف مدوار قبل مباراة زامبيا العام الماضي وبالضبط يوم 14 جوان 2009 على الإنضمام إلى التشكيلة الشلفية لموسم واحد، وهذا الأمر كان بمثابة سابقة في تاريخ الشلف لأنها لم يسبق أن جلبت أي لاعب لموسم واحد وبقيمة مالية أقل ما يقال عنها إنها خيالية، لكن الأمر الذي لم يكن ڤاواوي يتوقعه هو الإصابات التي لحقته وأيضا التهميش الذي عاشه مع “الخضر”، وهذا ما جعل عودته إلى الشلف مستبعدة للأسباب التي سنذكرها. جلب غالم أغلق الأبواب أمام ڤاواوي وبقي الرئيس الشلفي ينتظر ما الذي سيقرره ڤاواوي بخصوص مستقبله بل حتى أن مصادرنا أكدت أن مدوار اتصل في العديد من المرات بالحارس سواء حينما كان في سويسرا ب”كرانس مونتانا” أو في ألمانيا ب”نورمبرغ” أو في جنوب أفريقيا، وهذا كله يعكس رغبة الرئيس الشلفي في إبقاء حارسه ضمن التشكيلة، لكن هذا الصبر نفد تدريجيا وهو الأمر الذي جعل مدوار ينظر إلى مصلحة ناديه وعدم انتظار ڤاواوي طويلا، ليقوم في بداية هذا الأسبوع بالتعاقد مع الحارس السابق لرائد القبة والبليدة محمد غالم. حتى نادي “نيم” شطبه من اهتماماته ولم تكن جمعية الشلف النادي الوحيد الذي نزع ڤاواوي من اهتماماته بل حتى نادي “نيم” الفرنسي قام بذلك، حيث أكدت مصادرنا أن إدارة هذا النادي تعاقدت مؤخرا مع حارس آخر لتزيل القلق الذي انتابها العام الماضي من ضعف حراسها، وهذا ما يعني أن “نيم” شطب اسم ڤاواوي نهائيا من مفكرته. هواتفه مغلوقة ويبقى دائما خارج مجال التغطية الأمر الآخر الذي يؤكد أن ڤاواوي يعيش فترة عصيبة هذه الأيام هو إغلاقه كامل هواتفه حتى صار الإتصال به مستحيلا في الوقت الحالي، وهذا ما يؤكد أن الحارس يرغب في أخذ قسط من الراحة ليبتعد عن الضغط الذي يعيشه، حيث كنا نأمل أن نأخذ منه تقييما لمشوار المنتخب في المونديال على اعتبار أنه كان عنصرا في التشكيلة وأيضا أن نعرف وضعيته ومستقبله إلا أن ڤاواوي يبقى دائما خارج مجال التغطية.