بعد الموسم الكارثي والتراجع الرهيب لمستوى فريقه، قرر الرئيس مدوار إحداث ثورة في التشكيلة والإقدام على تسريح عدد قياسي من اللاعبين مقابل البحث عن عناصر قادرة على تشكيل فريق جيد، حيث استطاع الرئيس دخول معترك سوق التحويلات بقوة كبيرة من خلال ضمانه وفي وقت قياسي لخدمات جملة من اللاعبين يرى غالبية المتتبعين أنهم قادرون على رفع التحدي والعودة بجمعية الشلف إلى واجهة أحداث البطولة، إقبال الرئيس على جلب ثمانية لاعبين دفعة واعدة هو في الواقع سابقة لم يعرفها الفريق من قبل، وبالتالي فقد نجح مدوار في تشكيل الفريق الذي يريده الأنصار والذي سيشرف على تدريبه القدير مزيان إيغيل. التدعيمات مست كل الخطوط وبإلقاء نظرة ولو سطحية على الأسماء الجديدة في الجمعية والمناصب التي تنشط فيها نجد أن الرئيس مدوار عرف كيف يضمن ازدواجية المناصب في الفريق وتفادي تكرار سيناريو الموسم الماضي عندما ظل المدرب سليماني يعتمد على سياسة الترقيع وإشراك عناصر في غير مناصبها مع اللجوء في الكثير من المرات إلى الاستنجاد بلاعبي الأواسط، فمباشرة بعد التأكد من رحيل زيان شريف وعدم الرغبة في تجديد عقد الحارس الدولي الوناس ڤاواوي، راح مدوار يخطف الحارس غالم وبعده الظهيران زازو وسنوسي ويدعم منطقة الوسط بصاحب الخبرة عبد السلام وابن الفريق بن طوشة، دون أن يغفل عن تدعيم الخط الأمامي بواحد من أفضل المهاجمين في البطولة ونعني به محمد سوكار مقابل ترقية الشاب بلهاني. ولأجل تفادي الأخطاء التي كلفت الفريق تضييع الكثير وجعلته يتكبد هزائم تاريخية، وجد الرئيس مدوار نفسه أمام حتمية إعادة النظر كلية في التركيبة البشرية للاعبي الخط الخلفي، فكانت البداية بجلب حارس مرمى متمكن حيث وقع الاختيار على الحارس السابق لاتحاد البليدة غالم محمد الذي ساهم كثيرا في إنقاذ الفريق البليدي من شبح السقوط الموسم الماضي بدليل تلقي شباكه نصف عدد الأهداف التي تلقاها الحارس الدولي الوناس ڤاواوي مع الشلف، إضافة إلى هذا يبقى التعاقد مع الظهيرين زازو وسنوسي من أبرز الصفقات المحسوبة على مدوار وهو الثنائي الذي سيخلص الطاقم الفني كلية من إشكال الرواقين، كما خلص الرئيس إلى قناعة الاكتفاء بما تحويه التشكيلة من لاعبين ينشطون في محور الدفاع رغم رحيل الركيزة زيان شريف إلياس، وهذا باللجوء إلى خيار الاعتماد على متعدد المناصب صبري غربي مدافعا في حال الضرورة. وسط ميدان دفاعي ثري حتى وإن كان رحيل الإيفواري يوسف سيديبي خسارة كبيرة للجمعية بما أنه ركيزة مهمة في الوسط الدفاعي، إلا أن مدوار عرف كيف يخطف واحدا من أبرز الناشطين في هذه المنطقة الحساسة جدا ونعني به لاعب اتحاد عنابة سابقا شريف عبد السلام الذي سيكون إلى جانب المخضرم عبو علي، محمد رابح، زاوش وسلامة خير الدين، وحتى استعادة وسط ميدان مولودية سعيدة معمر بن طوشة قد تعطي الإضافة إلى وسط الميدان بالنظر إلى الدور الذي لعبه هذا الأخير سواء مع مولودية الجزائر قبل موسمين أو مع سعيدة الموسم الأخير. مسعود وسوڤار قوة وسط الميدان الهجومي وباستقدام لاعب شبيبة القبائل محمد سوڤار واستعادة ابن الفريق معمر بن طوشة وترقية الثنائي شريف ناصري - إسماعيل بن طيب إلى جانب صانع اللعب الدولي محمد مسعود وصاحب الخبرة ياسين حمادو، ستكون نقطة قوة الجمعية الموسم المقبل منطقة الوسط الهجومي. هجوم شاب يقوده الهداف سوداني كريم علي حاجي، بياڤا بوول إيميل، العربي هلال سوداني يضاف إليهم الثنائي الشاب بلهاني منصور - محمد بوسلة هو الخماسي الذي ستوكل له مهمة الوصول لهز شباك الأندية المنافسة وقيادة الجمعية التي تحقيق الانتصارات التي وجد “الشلفاوة“ صعوبة كبيرة في تحقيقها الموسم المنقضي حتى أمام الأندية الصغيرة ليبقى سيناريو اجتياز وفاق سور الغزلان واتحاد تلمسان في منافسة كأس الجمهورية في أذهان جميع المتتبعين . ------------------------------- سليمي: “غربي بإمكانه خلافة زيان وعلى الأنصار ترك إيغيل يعمل” في البداية، أين تقضي أيام الراحة؟ صدقني أنني في راحة تامة مباشرة عقب نهاية الموسم واليوم أتواجد في مسقط رأسي بشار وأريد الاستفادة أكثر من هذه العطلة رغم أنها تبدو للكثير طويلة خاصة وأننا عانينا كثيرا هذا الموسم، حيث لم نكن محظوظين على الإطلاق خاصة في الشطر الثاني إذ أنهينا الموسم بصعوبة كبيرة. كيف تقيم أداءك المقدم في الموسم الكارثي للفريق؟ على العموم أنا راض عن مردودي مع الفريق رغم أنني لم أكن محظوظا بالنظر إلى العدد الكبير من اللقاءات التي غبت عنها لأسباب يبقى المدرب يعلمها، رغم ذلك إلا أنني في الكثير من المرات كنت نجما من نجوم الدفاع حيث أعتقد أن الجميع يتذكر الدقائق التي لعبتها أمام النصرية ومساهمتي في تأهل الفريق إلى الدور ثمن النهائي من منافسة كأس الجمهورية. رغم أنك راض عما قدمته للفريق، إلا أن سليماني وحتى الأنصار كانوا يقفون دائما على الخلل الكبير في منطقة الدفاع. أعرف هذا جيدا لكن على المتتبع أن يضع في حساباته أن المنطقة الخلفية لم يكن يشغلها سليمي فحسب بل هناك جملة من اللاعبين، أنا لا أقول إن الشلف كانت ضعيفة في الدفاع أو الوسط، الحقيقة أن الفريق مر جانبا هذا الموسم وفقط والدليل أن الهزائم أو النتائج السلبية كانت في غالبيتها تافهة وكنا قادرين على تفاديها بسهولة. مزيان إيغيل سيكون المدرب القادم للجمعية، كيف ترى هذا التعيين؟ أولا، إيغيل غني عن كل تعريف والجمهور لا ينتظر حتى يقول سليمي من هو إيغيل أو ماذا يمثل هذا المدرب خاصة وأن شهرته تعدت الحدود الوطنية سواء كمدرب أو رئيس فريق من قبل، وتكفي المواسم الاستثنائية التي قضاها مع النصرية أو المنتخب الوطني والصرامة الكبيرة التي غرسها بين لاعبي الفريق في تلك الفترة. البعض يقول إن إيغيل لا يمكنه التأقلم بسرعة مع الشلف، كيف تعلق على هذا؟ لا أعتقد أن هناك موانع تجعل إيغيل يجد الصعوبة في التأقلم مع الفريق خاصة وأن التعداد الحالي في الشلف معروف تقريبا لدى الجميع في الوطن، فمثلا وجود زاوي، مسعود وعبو والآخرين كاف بالنسبة لإيغيل ليجد السهولة التي يتمناها أي مدرب في أي فريق. الشلف تمكنت من ضمان خدمات عدد من اللاعبين المعروفين على الساحة الوطنية... أعتبر استقدام سوكار صفقة الموسم بما أنه يعتبر واحدا من أفضل المهاجمين في البطولة، فقط لم يكن موفقا مع الشبيبة، كما أن التعاقد مع الحارس غالم والظهيرين زازو وسنوسي سيقدم الإضافة إلى الخط الخلفي دون أن ننسى تدعيمات خط الوسط الهجومي. هل نرتقب حضورك للتدريبات الأولية عند مباشرتها في يومها الأول أو الثاني؟ سأعمل المستحيل لأكون في الموعد، وإذا ضيعت تدريبات اليوم الأول أو الثاني فأنا معذور. --------------------- بن طيب، ناصري وبلهاني الموجة الجديدة إضافة إلى المهاجم بوسلة هناك جملة أخرى مهمة جدا من الشبان الذين يعلق عليهم الكثير من الآمال خاصة عندما نتكلم عن لاعب الوسط الهجومي بن طيب إسماعيل الذي اكتشفه الجمهور في بعض اللقاءات التي لعبها الموسم الماضي مع الفريق الأول، إضافة إلى المهاجم منصور بلهاني صاحب الديناميكية الكبيرة في الهجوم والذي يبقى المرشح الأول لشغل منصب مهاجم صريح وتحدي الكامروني “بياڤا بوول“ المقاطع للأهداف طيلة الموسم الماضي، إضافة إلى هذا الثنائي لا يستبعد تفجير الشاب ناصري شريف لمواهبه في الوسط الهجومي والكشف عن مهاراته الفنية. الشلف ستؤكد أنها مدرسة حقيقية والأكيد أن ترقية ثلاثة إلى أربعة لاعبين من فئة الأواسط إلى الفريق الأول لن يكون مفاجأة للأنصار بما أنه سبق وأن تمت ترقية تسعة لاعبين في عهد المدرب رشيد بلحوت قبل موسمين، ليتيقن الجميع أن الجمعية كانت ولا زالت مدرسة حقيقية تمول الكرة الجزائرية بلاعبين ممتازين حيث نجد أن الشلف المدرسة الوحيدة التي تملك عددا قياسيا من الشبان في مختلف أصناف المنتخب الوطني، الأمر الذي يجعلنا نتنبأ بمستقبل كبير وزاهر لبوسلة ورفقائه في السنوات القليلة القادمة.
