يستعد منتخبنا الوطني إلى خوض إختبار ودي هام أمام نظيره الغابوني في إطار الإستعداد لدخول تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012، وعلى مدار أربعة عقود خاض منتخبنا العشرات من المباريات الودية، منها من نساها الجميع، ومنهما من بقيت عالقة في ذهن الجمهور. طاقم “الهدّاف“ و“لوبيتور“ بمساهمة بطروني، بيرة وبويش ناصر، يقدم لكم أفضل وأقوى عشر مباريات ودية خاضها المنتخب الوطني منذ الإستقلال. 1) الجزائر 1 – بيرو 1 مدرب بيرو رشّح الخضر إلى التتويج بكأس العالم بعد نهاية المباراة لعبت بتاريخ 24 أفريل 1982، هي برأي كثيرين أقوى مباراة ودية قدمها منتخبنا الوطني منذ نشأته وهذا لاعتبارات عديدة، أهمها الأداء الراقي جدا الذي قدمته تشكيلة المدرب محي الدين خالف يومها إلى درجة أن مدرب بيرو “تيم” أدلى بتصريحه الشهير بعد نهاية المباراة ورشح من خلاله “الخضر“ إلى المنافسة على لقب كأس العالم بإسبانيا وكان المنتخبان يحضّران له بجدية. بيرو التي تنقلت إلى الجزائر بعد أسبوع من فوزها على منتخب فرنسا على ملعب “حديقة الأمراء“ وكانت سباقة إلى التهديف عن طريق كيتو في (د34) عندما باغت عمارة بتسديدة قوية، قبل أن يعود منتخبنا بقوة ويفرض إيقاعا قويا ويهدر العشرات من الفرص قبل أن يتمكن ماجر من معادلة النتيجة في آخر دقائق المباراة. المدرب بيرة يذكر تلك المباراة جيدا ويؤكد أن منتخبنا قدّم أفضل عرض له أمام نجوم بيرو يتقدمهم اللاعب الشهير كوبيلاس، ال 80 ألف متفرج الذين غصت بهم مدرجات ملعب 5 جويلية خرجوا راضين عن أداء “الخضر“ ومقتنعين أكثر بقدرة تشكيلة المدرب خالف على التألق في المونديال الإسباني. 2) الجزائر 2 – ألمانيا 0 منتخبنا يكتشف المستوى العالمي بفوز على منشط نهائي المونديال هي أقوى وأهم مباراة خاضها المنتخب الوطني بعد الإستقلال، لعبت بتاريخ الفاتح جانفي 1964 على ملعب 20 أوت بأرضيته الترابية، المنافس كان من العيار الثقيل جدا، منتخب ألمانيا الإتحادية بطل العالم قبل ذلك بعشر سنوات الذي كان بصدد بعث جيل جديد تحت قيادة المدرب ساب هاربارڤار، ومنتخبنا كان على موعد مع اكتشاف المستوى العالمي وتحت قيادة المدرب إسماعيل خباطو قدّم أداء كبيرا وتفوّق بالأداء والنتيجة بفضل ثنائية ماحي والراحل أحمد وجاني في تشكيلة ضمت أسماء شهيرة مثل الحارس بوبكر، مصطفى زيتوني، سوكان، أحمد عراب، وجاني وغيرهم، وما أعطى قيمة أكبر إلى هذه المباراة وهذا الفوز أن منتخب ألمانيا سنتين بعدها بالأسماء نفسها تقريبا (مع إضافة فرانز بيكنباور) تمكن من الوصول إلى نهائي كأس العالم 1966 الذي خسره أمام المنتخب الإنجليزي. 3) بلجيكا 0 – الجزائر0تشكيلة ماجر تُبهر في آخر ظهور له لا أحد كان يُراهن على تشكيلة المدرب رابح ماجر خلال تلك المباراة، المنافس كان في أحسن أحواله ويتأهب لخوض نهائيات مونديال 2002 بكوريا واليابان، في حين منتخبنا كان يمر بمرحلة انتقالية صعبة وخرج من مشاركة متواضعة جدا في أمم إفريقيا 2002 في مالي وتلقى هزيمة ثقيلة أمام المنتخب الفرنسي برباعية، وأكثر من هذا المباراة لعبت على ميدان “هيسل“ الشهير ببروكسل و“الخضر“ لعبوا بتشكيلة محلية ضمت أسماء غير معروفة مثل بلغربي، ديس، أكنيوان وغيرهم كانوا في مواجهة نجوم كبار مثل مارك ويلموتس، ويسلي سونك، لوك نيليس وغيرهم، ومع ذلك وفق ماجر في وضع الخطة المناسبة لشل تحركات اللاعبين البلجيكين الذي فشلوا في اختراق الدفاع الجزائري لدرجة أن أصحاب الأرض لم يصنعوا سوى فرصة واحدة ردتها العارضة، بعد نهاية المباراة إعترف روبير واسيج بقوة المنتخب الجزائري والصعوبات التي واجهها أمامه، وكان درسا مفيدا للمنتخب البلجيكي الذي حقق مشوار جيدا في مونديال اليابان حيث وصل للدور الثاني على حساب روسيا قبل أن ينهزم بخطأ تحكيمي أمام صاحب اللقب البرازيل. في الجهة المقابلة كانت مباراة بلجيكا الأخيرة في مشوار ماجر مع المنتخب الوطني بعد أن قرر رئيس “الفاف“ آنذاك تنحيته على خلفية حوار مفبرك نسبته جريدة “لوسوار“ البلجيكية لماجر انتقد فيه طريقة التسيير في الاتحادية. 4) الجزائر 3 – جوفنتوس 2 بلومي خطف الأضواء من بلاتيني قد يرى كثيرون أن مواجهة “الخضر“ لنادي جوفنتوس في الخامس فيفري 1985 هي الأفضل في تاريخ مواجهات المنتخب، لكن قد يكون ذلك صحيحا لو أن تشكيلة المدرب سعدان واجهت النادي الإيطالي الشهير بطل أوروبا في ذلك العام على حساب ليفربول بكامل العناصر الأساسية، فإذا كان بلاتيني وبونياك قد سجلا حضورهما في ملعب 5 جويلية فإن الدوليين الإيطاليين مثل كابريني، تارديلي أو روسي غابوا عن الموعد بسبب ارتباطهم بمنتخب “الأزوري”، لكن هذا لا يقلل كثيرا من قيمة تلك المباراة الشهيرة ولا الأداء الممتاز الذي قدمه المنتخب يومها بقيادة لخضر بلومي التي وصف المباراة بالأفضل في مشواره على الإطلاق، لدرجة أن مدرب “اليوفي“ جيوفاني تراباتوني عرض عليه اللعب لفريقه بعد المباراة، هذا لم يكن ممكنا بعد أن تعرض لخضر أياما بعد ذلك لإصابته الخطيرة الشهيرة في ليبيا. المباراة للتذكير انتهت بتفوق منتخبا بثلاثة أهداف وقعها ماروك، بلومي ومغيشي مقابل هدفين سجلهما بونياك وبرانديلي لليوفي. ) مصر 1 - الجزائر 2 الدرس الذي جعل الفراعنة يُتوّجون بكأس إفريقيا في بوركينا فاسو وجد المنتخب الجزائري خلال العشرية السوداء مشاكل حقيقية في إيجاد منافسين لخوض مباريات تحضيرية ودية، حيث رفضت كل المنتخبات دعوات الاتحادية الجزائرية لمواجهة منتخبنا بداعي تردي الأوضاع الأمنية، وعلى هذا الأساس استقبل منتخبنا دعوة الاتحاد المصري لمواجهة المنتخب المصري بترحيب شديد، “الخضر“ الذين كانوا قد حققوا التعادل في آخر ظهور لهم برسم إقصائيات كأس أمم إفريقيا 1996 بجنوب إفريقيا تمكنوا من هزم المنتخب المصري بهدفين مقابل هدف واحد، وهو أول فوز جزائري يتحقق على الأراضي المصرية رسميا كان أم وديا مع أداء مقنع لتشكيلة المدرب عبد الرحمان مهداوي على أرضية ملعب أسوان التي سجلت مرتين على مرمى عصام الحضري بفضل بن عمارة (د62) وموسى صايب (د60) مقابل هدف هادي خشبة (د88)، أياما بعدها “الخضر“ يفوزون مجددا وبالنتيجة نفسها في مباراة جرت هذه المرة في الإسكندرية مما أثار ضجة في الصحافة المحلية وقتها. الهزيمتان كانتا درسا للمدرب محمود الجوهري الذي راجع أخطاءه وصححها وهو ما سمح له بالتتويج بالعناصر نفسها بكأس إفريقيا التي جرت ببوركينا فاسو، على عكس ما كان الحال بالنسبة لمنتخبنا الذي دفع الثمن غاليا لحالة الفوضى وعدم الاستقرار التي ضربت الجزائر ككل في تلك الفترة وخرج بطريقة مهينة من الدورة نفسها برصيد خال من النقاط. 6) الجزائر 2 – ريال مدريد 1 مباراة التأكيد قبل المونديال هي واحدة من أقوى المباريات في سلسلة اللقاءات الودية التي خاضها منتخبنا للتحضير لنهائيات كأس العالم إسبانيا 1982. بحضور 80 ألف متفرج احتشدوا بملعب 5 جويلية لمتابعة نجوم الريال يتقدمهم هداف النادي والمنتخب الإسباني سانتيلانا والجناح الطائر بينيدا الذين كانوا باسطين سيطرتهم على الدوري الإسباني ولعبوا نهائي رابطة الأبطال الأوروبية عاما من قبل أمام ليفربول (خسروا بهدف مقابل صفر)، بينيدا نفسه كان وراء إحراز هدف التقدم في (د50) قبل أن يعود “الخضر“ بقوة ويفرضوا سيطرة مطلقة مع أداء مميز جدا أثمر معادلة النتيجة بطريقة جميلة عن طريق ماجر قبل أن يضيف ناصر بويش الإصابة الثانية سبع دقائق قبل النهاية، المباراة لعبت بعد أيام فقط من مباراة بيرو الشهيرة وجعلت الجزائريين ككل واثقين بأن منتخبهم سيقول كلمته في مونديال إسبانيا. 7) الجزائر 3 – أندرلخت 1 ثلاثية أمام أفضل فريق أوروبي كان نادي أندرلخت البلجيكي من أفضل وأقوى الأندية الأوروبية خلال تلك الفترة، فبالإضافة لسيطرته المطلقة على الدوري المحلي كانت تشكيلة المدرب البلجيكي الشهير ريمون قوتالس قد توجت بكأس أوروبا للأندية الفائزة بالكؤوس مرتين 1976 وقبل أيام قليلة من تنقله للجزائر توج بالثانية ليعوض خسارته للنهائي عاما من قبل، وهذا بفضل نجوم كبار من طينة الهولندي روزبريك والبلجيكيين جان تيسان، ديكوكس وغيرهم، منتخبنا كان بصدد التحضير لنهائيات الألعاب الإفريقية التي نظمتها بلادنا شهرين بعد ذلك (المباراة لعبت بتاريخ 23 جوان 1978 بملعب 5 جويلية)، “الخضر“ فازوا بالأداء والنتيجة بثلاثية حملت توقيع بلكدروسي، المرحوم عويس وصفصافي مقابل هدف مارتينس، فيما تمكن مهدي سرباح من صد ركلة جزاء من الهولندي رونبريك، المباراة يذكرها عمر بطروني جيدا ويعتبرها من أفضل ما شاهد (لم يشارك في تلك المباراة)، المباراة كانت اختبارا جيدا لتشكيلة المدرب مخلوفي التي استعادت ثقتها بنفسها بعد أن تزعزعت عقب تضييعها لتأشيرة المونديال لفائدة المنتخب التونسي لتتوج بالميدالية الذهبية. 8) الجزائر 1 – سانتوس 1 بيلي البرازيلي في مواجهة بيلي الجزائري لم يكن إدراج المباراة الودية التي جمعت المنتخب الوطني بنظيره البرازيلي بملعب وهران مطلع جوان 1965 مع أفضل وأقوى المواجهات الودية ل “الخضر“ مادام أنهم تلقوا هزيمة ثقيلة ثلاثية نظيفة، بالمقابل تبقى مواجهة نادي سانتوس البرازيلي في التاسع جوان 1969 أمام خيرة نجوم السامبا يتقدمهم أحسن لاعب في العالم بيلي راسخة في أذهان الجيل السابق، ومن بين هؤلاء عمر بطروني الذي أكد أن المنتخب قدم أداء رفيعا للغاية وأمتع الجمهور الذي غصت به مدرجات ملعب الشهيد زبانة بوهران، تونينيو سجل هدف التقدم لفائدة سانتوس قبل أن يرد هداف “الحمراوة“ السابق فريحة بهدف التعديل في مرمى جيلمار في مباراة أخرجت لاعب الشباب الجيلالي سالمي لأضواء الشهرة بعد أن مرر الكرة بين قدمي الجوهرة بيلي واستحق من يومها لقب بيلي الجزائري. 9) إيطاليا 0 – الجزائر 1 نجوم “الكالتشيو“ يفوزون بفضل تسلّل طلب المدرب الإيطالي فيتشيني مواجهة المنتخب الجزائري بعد المستوى الذي قدمه منتخبنا أمام نظيره الدنماركي في دورة مالطا، المباراة لعبت بتاريخ 11 نوفمبر 1989 قبل تحول تشكيلة المدرب كرمالي إلى القاهرة لمواجهة المنتخب المصري في إطار المباراة الفاصلة لنهائيات كأس العالم 1990، منتخبنا واجه من دون عقدة نجوم “الكالتشيو“ وصمد أمام هجمات فيالي، دونادوني وباجيو قبل أن يسقط بهدف من وضعية تسلل من توقيع البديل سيرينا في مرمى الهادي العربي. 10) الجزائر 3 – الأرجنتين 4 بلحاج يخطف الأضواء من ميسي أشد المتفائلين عندنا راهنوا على خسارة ثقيلة للمنتخب الوطني عندما واجه نجوم “التانڤو“ على ميدان نيوكامب ببرشلونة في شهر جوان من سنة 2007 المنتخب الأرجنيتني بمجموعة من النجوم يتقدمهم أفضل لاعب في العالم ليونيل ميسي، تشكيلة المدرب كافالي كذبت التوقعات وملعب نيو كامب ببرشلونة كان شاهدا على مباراة قوية وكبيرة قدمها المنتخب الوطني الذي كان يرد في كل مرة على تقدم تشكيلة المدرب ألفيو بازيل بفضل الكرات الثابتة والدقيقة ل نذير بلحاج الذي خطف الأضواء من ميسي، المباراة انتهت بأربعة أهداف مقابل ثلاثة ومنحت الجمهور الجزائري مساحة كبيرة من الأمل والثقة في منتخبهم سرعان ما ضاعت أياما بعد ذلك عقب الخسارة القاسية والمرة أمام المنتخب الغيني.