خاض المنتخب المغربي مساء أول أمس لقاء وديا تحضيريا أمام منتخب غينيا الاستوائية، وقد انتهى اللقاء بفوز أسود الأطلس على الغينيين بهدفين مقابل هدف واحد، لكن الفوز لم يكن مقنعا، إذ عانى المغاربة الأمرين أمام تشكيلة غينية متواضعة باعتراف مدربها..ولم يتمكنوا من حسم الأمور إلا في الدقائق الأخيرة من اللقاء، ورغم أن تشكيلة كوبرلي سيطرت على الكرة وعلى اللعب بصفة عامة، إلا أن هذه السيطرة كانت عقيمة، وميزتها العديد من الفرص الضائعة، أمام منافس لا يملك إمكانات للهجوم، واكتفى بتحصين الدفاع، ورغم هذا تمكن من مفاجأة تشكيلة كوبرلي، والتي ينتظرها عمل كبير. غينيا جاءت دون تحضير وب17 لاعبا فقط ضعف غينيا الاستوائية ليس حكما اتخذناه بعشوائية، وإنما نظرا لعدة معطيات، سواء من خلال المباراة أمام المنتخب المغربي، أو الطريقة التي قدموا بها إلى المغرب، فقد أكد المدرب الأورغوياني دييارت كارلوس أن تشكيلته جاءت دون تحضير لهذا اللقاء، وأنهم جاءوا للعب فقط، هذا إضافة إلى كون غينيا الاستوائية جاءت بتشكيلة منقوصة، حيث تنقل إلى المغرب 17 لاعبا فقط، وهو أمر يوضح ضعف هذا المنتخب على جميع الأصعدة، لكنه رغم هذا أسال العرق البارد لرفقاء الشماخ. المغاربة كانوا منهزمين في الشوط الأول الشوط الأول كان ضعيف المستوى وكان فيه اللعب عشوائيا من الجانبين، حيث تمركز الغينيون في الخلف، بينما تحكم المغاربة في الكرة بطريقة عشوائية، ودون نجاعة هجومية، حيث راح كل لاعب يتفنن في تضييع الفرص، وهو ما يؤكد أن مشكلة الجدية في المنتخب المغربي لازالت مطروحة، لكن المفاجأة جاءت في (د39) بعد أن تمكن أنسلمو إيڤي من التسجيل عن طريق قذفة مخادعة، نزلت كالصاعقة على الجمهور المغربي القليل الذي كان حاضرا في مدرجات ملعب مولاي عبد الله بالرباط، لينتهي الشوط الأول بفوز الغينيين بطريقة مفاجئة. حاجي والعلودي قلبا الأوضاع بداية الشوط الثاني لم تكن مغايرة كثيرا لنهاية الشوط الأول، حيث بقيت السيطرة العقيمة للمغاربة، والتي أظهرت مشكلة كبيرة في وسط منتخب أسود الأطلس، وهي غياب الروح والرغبة، حيث أن طريقة لعبهم كانت شبه ميتة، ولا ترى الكثير من اللاعبين يحاولون العمل من أجل المجموعة، وكل واحد يحاول إظهار مهاراته الفردية، لكن المدرب المساعد لغيرتس، كوبرلي عرف كيف يصحح الأوضاع بعد أن أشرك كلا من يوسف حاجي لاعب نانسي الفرنسي وسفيان العلودي لاعب العين الإماراتي مكان عادل تاعربت ونبيل الزهر على التوالي، وهو ما حرك الفريق والهجوم بصفة خاصة، إذ تمكن يوسف حاجي من تسجيل هدفين حاسمين في (د67) و(د76) منح بهما الفوز لأسود الأطلس وجنب المنتخب المغربي الكارثة، خاصة أن الخسارة في هذه المباراة كانت ممنوعة تماما رغم طابعها الودي. المباراة أظهرت نقائص كثيرة والروح غائبة مباراة أول أمس، أظهرت نقائص كبيرة على مستوى المنتخب المغربي، وأكدت أن الأزمة في بيت الأسود لازالت موجودة، رغم إمكانات اللاعبين الكبيرة، حيث ينشط معظمهم في أندية أوربية محترمة، لكن عندما يلعبون في المنتخب مستواهم ينخفض بدرجة كبيرة، وهو الأمر الذي يطرح عدة تساؤلات لم يجد لها المغاربة إجابات مقنعة، أو حلولا ناجعة، فقد لاحظنا مساء أول أمس أن مجرد تسجيل المنتخب المنافس هدفا على المغاربة أفقدهم الرغبة، والروح في اللعب، وهو أمر غير عادي بالنسبة للاعبين ينشط معظمهم في أندية محترفة. اختيارات المدرب المساع محل انتقادات عديدة ورغم الفوز الذي حققه في الأخير المغاربة على منتخب غينيا الاستوائية، إلا أن هذا لم يشفع للمدرب المساعد كوبرلي، إذ تعرض لانتقادات لاذعة من طرف الصحافة المحلية، وهو ما وقفنا عليه خلال تواجدنا بينهم في الملعب، وكذا في الندوة الصحفية، حيث لم تلق اختياراته الاجماع، وطالبه الصحفيون بتفسيرات، اكتفى بالاجابة عنها بقوله: “نحن نعرف ما الذي نقوم به”، وهو ما يؤكد أن الأمور لازالت لم تصحح في المغرب رغم جهود الجامعة المغربية لكرة القدم، وأن عملا كبيرا لازال ينتظرهم. خط الاسترجاع الحلقة الأضعف الأمر الذي لاحظناه أول أمس، هو أن المنتخب المغربي يملك لاعبين في المستوى ويشكلون خطوطا قوية، فالدفاع يتميز بخفة وقوة كبيرة بتواجد كل من ميشال باصير، لهادي بن عطية وشكيب بن زوكان، كما أن خط الهجوم يعد نقطة قوة الفريق، رغم عجزه عن التسجيل في مباريات عديدة، حيث يتشكل من أرمادة من اللاعبين الممتازين، على رأسهم الشماخ المنتقل حديثا إلى أرسنال الإنجليزي، ويوسف حاجي، حسين خرجة، عادل تعرابت...وكلها أسماء رنانة، لكن أضعف خط هو خط الوسط، أو بالأحرى خط الاسترجاع، والذي لاحظنا أنه الحلقة الأضعف في المنتخب المغربي، وهو ما كان وراء معاناته أول أمس، حيث بدا وكأن المغاربة يلعبون بخطين فقط هما الدفاع والهجوم. مبارك بوصوفة أحسن عنصر والمحرك الرئيسي للفريق ولحسن حظ كوبرلي أنه يملك في صفوفه لاعبا اسمه مبارك بوصوفة الذي قام بكل شيء في وسط الميدان، حيث كان يعود إلى الخلف من أجل جلب الكرة، ومنحها للمهاجمين، وساعد الهجوم كثيرا، وشكل حلقة الربط بين الخطوط في ظل الأداء المتواضع لبقية لاعبي خط الوسط، وكان بمثابة رجل اللقاء، وهو الأمر الذي لم يدهش الصحفيين المغاربة ولا الجمهور المغربي، لأنهم يعرفون إمكاناته التي سمحت له بالفوز بلقب أحسن لاعب أجنبي في البطولة البلجيكية 3 مرات، وهذا بفضل كل ما يقوم به مع ناديه أندرلخت. الشماخ حمل راية القيادة لأول مرة ويبقى مروان الشماخ نجم النجوم في المغرب، ولا يوجد أحد لا يحبه، ولا يعتبره الأفضل في تشكيلة أسود الأطلس، حتى الطاقم الفني للتشكيلة المغربية يعترف بذلك، وهو ما جعله يمنحه شارة القيادة في لقاء غينيا، وهي المرة الأولى التي يحمل فيها الشماخ شارة القيادة مع أسود الأطلس، وقد يكون الأمر مؤقتا فقط بوجود خرجة وحاجي اللذين يعتبران أقدم من الشماخ في المنتخب. خرجة والحمداوي غابا بسبب الاصابة تشكيلة أسود الأطلس شهدت بعض الغيابات أول أمس، حيث كانت محرومة من صانع ألعبا جنوة الإيطالي حسين خرجة، وكذا نجم أجاكس أمستردام الهولندي منير الحمداوي، واللذان يعانيان من إصابة، لكنهما فضلا حضور التربص من أجل البقاء مع المجموعة، وتدعيم زملائهما، وقد كان غيابهما مؤثرا على أداء المنتخب المغربي، خاصة خرجة الذي عانى وسط الميدان في ظل غيابه. الجمهور المغربي قاطع اللقاء كانت تنتظر الصحافة المغربية أن يكون الحضور الجماهيري متواضعا في اللقاء الودي أمام منتخب غينيا الاستوائية، وهو ما تأكد خلال اللقاء، حيث كان ملعب مولاي عبد الله شبه فارغ، ولم يدخل أكثر من 5 آلاف مناصر، حاولوا تدعيم تشكيلة الأسود الأطلسية، وقد تأكدنا أن الجمهور المغربي يقاطع منتخبه، بعد النتائج المخيبة للآمال في التصفيات المؤهلة لكأسي إفريقيا والعالم 2010، ولازالوا لم يغفروا لرفاق الشماخ عدم تأهلهم حتى إلى كأس إفريقيا بأنغولا. عقليته تشبه كثيرا جمهور 5جويلية ورياضي كثيرا الأمر الذي لاحظناه على الجماهير المغربية التي كانت موجودة في ملعب مولاي عبد الله بالرباط أنها تملك تقريبا نفس عقيلة جمهور 5 جويلية الجزائري، إذ أنهم حاولوا تدعيم أسود الأطلس في بداية اللقاء، لكن بعد أن لاحظوا غياب الروح على الفريق، وتقديم اللاعبين أداء باهتا في الشوط الأول، بدءوا بالتصفير على لاعبيهم وتشجيع المنافس، لكن ليس لوقت طويل، إذ حاولوا بذلك إثارة لاعبيهم وهو الأمر الذي نجحوا فيه، والأمر الذي يجب ذكره، هو أن هذه الجماهير كانت رياضية للغاية، حيث صفقت على هدف الغينيين، وعلى كل لقطة جميلة يقوم بها الضيوف.