كانت عودة جمال عبدون سهرة أول أمس موفقة في تنقل نادي نانت إلى لافال، أين رجع بنقطة بعد أن فرض تعادلا سلبيا على الفريق المحلي في مباراة كان فيها نانت أفضل خلال 65 دقيقة، قبل تراجعه في الدقائق الأخيرة بعد أن أصبح يلعب منقوصا... في الوقت الذي تألق عبدون في أول مباراة له في الموسم وكان حاضرا في معظم هجومات فريقه، مؤكدا تعرضه الى الظلم في المباريات الثلاث الأولى، وبالتأكيد فإن مردوده رغم التعب من شأنه أن يعبّد له الطريق لضمان مكانته الأساسية في المباريات القادمة. خطر على مستوى الجناحين وعبدون دخل صلب الموضوع مباشرة وكما كان منتظرًا وأشرنا إليه في عدد “الهداف” يوم أمس فقد دخل عبدون أساسيا بعد أن فضل مدربه جانتيلي إحداث تغييرات على مستوى بعض المناصب لضخ دماء جديدة في عروق فريقه الذي كان أفضل وتحرك كثيرا على مستوى الجناحين، خاصة في ظل مستوى عبدون على اليمين والوجه الرائع الذي قدمه الشاب ليونال كارول على الجهة اليسرى لفريق “الكناري”، فيما لم يتأخر عبدون في دخول اللقاء حيث نفذ في الدقيقة الأولى ركنية الى رأسية زميلة بابا مليك علت بقليل فوق العارضة. كان وراء معظم الكرات الثابتة وصنع الخطر في عدة مناسبات وقد نفذ عبدون خلال المقابلة التي لعبها كاملة معظم الكرات الثابتة لفريقه خاصة التي كانت على مستوى جهته، أين لعب ركنية قصيرة مع أحد زملائه على اليمين (د11) وفتح الى بكمينغا قبل تدخل أحد المدافعين في آخر لحظة، كما نفذ مخالفة (د22) مرت أمام زميليه جورجيك وبكمينغا، وفضلا عن هذا فقد حاول تنشيط اللعب ومساعدة زملائه في الوصول الى الشباك فيما طالب بخطأ داخل منطقة الجزاء (د41) بعد تدخل من مدافع لافال شابوي عليه، وهي اللقطة التي أثبتت الإعادة أنها لا تستحق منح ركلة جزاء. إستفاد من هدية من الحكم في لقطة طريفة (د38) أثارت هيجان الجمهور واستفاد عبدون (د38) من هدية من حكم المباراة بعد أن رد له فتحة من أحد لاعبي لافال بالظهر عن طريق الخطأ أين انطلق بها الدولي الجزائري بسرعة في هجوم معاكس، لم يأت بالجديد، لكن الوضعية المناسبة لصاحب الرقم 22 في المنتخب أسالت العرق البارد لجمهور لافال الحاضر بملعب فرانسيس والذي ثار على الحكم بالتصفيرات ولم يتوقف إلا بعد عدة دقائق من ذلك، رغم أن الحكم جزء من اللعبة وأمور مثل هذه تحصل. كاد يخادع حارس “لافال“ بكرة ساقطة (د69) وواصل عبدون في الشوط الثاني مستواه الطيب رغم إفراطه في بعض المناسبات في الاحتفاظ بالكرة، أين كان خطيرا من الناحية الهجومية، كما جرب حظه (د60) بقذفة قوية مرت بقليل فوق العارضة، كما حاول أن يسجل هدفا جميلا وذكيا (د69) بعد أن رفع الكرة فوق رأس حارس لافال بعد أن وضعها ساقطة لكنها علت بقليل فوق الإطار الأفقي للمرمى، وكان فريق نانت قد خسر لاعبه بابا مليك (د63) الذي طرد بعد جمعه إنذارين ما جعل “الكناري” يتحمل عبء اللعب ويعود الى الخلف في ما تبقى من وقت للحفاظ على التعادل. صنع آخر فرصتين ل نانت رغم التعب الذي ظهر عليه وواصل عبدون تولي مسؤولية الكرات الثابتة، ففي (د74) سدد مخالفة من 35 مترا بشكل طويل مرت أمام زميليه بالجون وزرقة، فيما جرب حظه في (د90+1) بتسديده قذفة قوية لكنها مرت جانبية، كما مرر لاعبنا الدولي (د90+3) الى زميله الكوري لي لكن هذا الأخير فضّل التظاهر بالسقوط بحجة عرقلته واكتفى بالحصول على ركنية أخيرة لم تعد بالفائدة على “الكناري”، لينتهي اللقاء بتعادل إيجابي لفريق نانت خاصة أنه حققه من خارج دياره وب 10 لاعبين في الوقت الذي كان مردود عبدون في اللقاء موفقا رغم تعبه في الدقائق الأخيرة، إضافة الى بعض الزيادات حيث فضّل في عدة مناسبات الاحتفاظ بالكرة بشكل مبالغ فيه، وأحيانا التسديد عوض التمرير الى زملائه الذين كان بعضهم في وضعيات مناسبة، ولكن على العموم يبقى مرشحا بالنظر الى جهده الكبير في هذا اللقاء الى البقاء أساسيًا بداية من لقاء فان القادم. عبدون يشكر أنصار القبائل على هامش حوارنا مع وسط ميدان “الخضر” جمال عبدون، ذكر لنا تأثره الشديد للوقفة التضامنية التي يلقاها من أنصار ومحبي المنتخب الوطني الذين يلقاهم في كل مكان، وخصّ بالذكر أنصار شبيبة القبائل الذين شكروه بطريقتهم الخاصة بمناسبة لقاء الشبيبة أمام الأهلي المصري، وتعليق الأنصار راية عملاقة مكتوب عليها “عبدون.. ماجر غير المرغوب فيه”. لاعب الكناري الفرنسي، عبدون قال إنه يتشرّف كثيرا حينما يقارنه الأنصار بنجم كبير في الكرة المستديرة الجزائرية مثل ماجر. ------- عبدون : “سأكون أكثر من جاهز أمام تانزانيا” “أتفاهم بشكل جيّد مع جانتيلي فهو صديقي قبل أن يكون مدربي“ كان أول ظهور لك هذا الموسم مع ناديك “أف. سي. نانت” أمس أمام “لافال” (الحور أجري أمس) وقد شاركت كأساسي، ما هو تقييمك لمستواك في هذا اللقاء؟ نعم، فبعد أن ضيّعت الثلاثة لقاءات الأولى من البطولة، فها أنا أعود إلى المنافسة مع فريقي والمناسبة كما تعرفون كانت أمام “لافال”. وبكل صراحة وتواضع أقول أنني قمت بدوري كما يجب، كما طبقت تعليمات المدرب بحذافيرها وقدمت ما طلب مني، وأعتقد أنني شرّفت ثقته بي، أحمد اللّه على عودتي إلى المنافسة وأعتقد مرة أخرى أنني قدمت مباراة كبيرة. كيف شعرت من الناحية البدنية؟ أكيد أنني ما أزال أشعر ببعض النقص من ناحية الريتم ومسايرة سيرورة اللقاء، خاصة مع البداية التي ظهرت عليّ، لكن عليّ القول هنا أنني حافظت على مستواي البدني طيلة ال90 دقيقة. فأنا أشعر بنوع من التحسّن من هذا الجانب، وهذا أمر واضح يجعلني أقول إن مشاركتي في لقائين أو ثلاثة متتالين ستجعلني أستعيد لياقتي وجاهزيتي الفنية والبدنية. نريد أن نعرف منك لماذا لم يعتمد عليك المدرب في الثلاثة لقاءات الأولى من البطولة؟ أولا فيما يخص الجولة الأولى، فلم أكن على أتم الإستعداد والجاهزية، لأنه كما تعلمون فقد كانت عودتي إلى التدريبات مع الفريق متأخرة بعض الشيء، أما الأمر الثاني فقد كُنت مع المنتخب الوطني في اللقاء الدولي الودي الذي جمعنا أمام الغابون، أما ثالثًا فقد كنت أشعر ببعض الآلام على مستوى الفخذ وانطلاقا من مبدأ الحيطة والحذر فضّلت عدم المغامرة في اللقاء الثالث وتفادي المخاطر، وهذا كل ما في الأمر. ماذا عن علاقتك بمدربك في الفريق، “بابتيست جانتيلي”؟ هي جيّدة جدا، “بابتيست”، ليس مدربي في الفريق فقط، بل هو صديق قبل كل شيء. فنحن نتفاهم بشكل جيد، وقد كشف لي أنه سيعتمد عليّ كثيرا في الموسم الجديد. لا أخفي عليكم فإن رغبتي كبيرة في تقديم مستوى جيد ومشوار كبير جدا مع نادي “أف. سي. نانت”، وأبرهن للعالم جميعا ما حقيقة عبدون. هل يمكننا القول أنه من هنا إلى لقاء تانزانيا ستكون جاهزا ومحضّرا بشكل جيد؟ أكيد، فحينما يتعلّق الأمر ببلدي فسأكون دائما جاهزا، فما يزال يفصلنا 12 يومًا عن هذا اللقاء، وهي فرصة سأجتهد وأعمل فيها بجد لأكون في لياقة جيدة وفي أحسن حالة بدنية وفنية لأقدّم ما هو مطلوب مني إن شاء اللّه. المباراة ستجرى أخيرًا في البليدة، هل من كلمة؟ لا يهمني شخصيًا المكان الذي ستجرى فيه المقابلة، المهم بالنسبة لي هو الفوز، وهذا كل ما في الأمر، ملعب البليدة أو 5 جويلية، الفوز في أغلب الحالات لن يفلت منا، وعلى كل أنا جاهز لألعب في أي منصب يريده مني المدرب الوطني.