شن محللو أغلب القنوات المغربية ليلة أول أمس هجوما لاذعا على لاعبي ومدرب المنتخب المغربي، في أعقاب التعادل الذي فرضه منتخب جمهورية أفريقيا الوسطى على أسود الأطلس، لحساب الجولة الأولى من تصفيات كأس أمم أفريقيا 2012، وهو التعادل الذي ضيع على رفقاء الشماخ فرصة الانفراد بصدارة المجموعة، بعد اكتفاء المنتخب الجزائري بالتعادل على ملعبه أمام المنتخب التانزاني. وكانت أشد الانتقادات الموجهة للاعبين المغاربة تلك الصادرة عن ضيوف قناة “الرياضية” المغربية، التي نقلت مباراة المغرب أمام أفريقيا الوسطى على المباشر حيث شن محللا القناة هجوما عنيفا على رفقاء تاعرابت، مبدين استياءهم من المستوى الذي قدموه أمام منتخب مغمور لم يسبق أن تأهل إلى كأس أمم أفريقيا بل ويحتل المركز 202 في ترتيب “الفيفا” وهو الانتقاد الموجه للمدرب المساعد “دومنيك كوبيرلي” الذي كان بعيدا - - عن المباراة، وأكد أنه لا يتمتع بأي ميزة تجعله أهلا لقيادة منتخب بحجم المنتخب المغربي، بعدما عجز عن قراءة المنافس بين شوطي المباراة ومنه إحداث التغييرات اللازمة في الشوط الثاني. معظم المحترفين لعبوا باقتصاد في الطاقة واتهم محلل قناة “الرياضية” هشام المهدوفي بعض المحترفين المغاربة الذين شاركوا في لقاء أفريقيا الوسطى بالعودة إلى طباعهم القديمة من خلال التحايل على الجمهور المغربي واللعب باقتصاد كبير في الطاقة، متسائلا إذا كان المردود الذي قدمته بعض العناصر المحترفة في لقاء السبت على غرار الشماخ والحمداوي هو نفسه الذي تقدمه هذه العناصر مع أنديتها الأوروبية، وإذا كان المدرب كوبيرلي ومن ورائه ڤيراتس محقين في استدعاء هؤلاء المحترفين الذين أصبحوا يتماطلون في تلبية الدعوة التي يوجهها لهم الطاقم الفني بحجج مختلفة. يجب على كوبيرلي مراجعة الكثير من الأمور وإسقاط عدة أسماء من قائمة تانزانيا وفي حديثه عن المردود المخيب لمعظم المحترفين المغاربة في لقاء أفريقيا الوسطى، دعا المحلل الرياضي هشام المهدوفي الطاقم الفني لمنتخب بلاده إلى مراجعة الكثير من الأمور داخل التشكيلة المغربية، قبل المواجهة المقبلة لأسود الأطلس أمام منتخب تانزانيا المقررة بداية شهر أكتوبر المقبل، مؤكدا أن المدرب كوبيرلي مطالب بإعادة النظر في التركيبة البشرية للمنتخب المغربي وإسقاط بعض الأسماء المحترفة التي لا تقدم الإضافة المرجوة منها، خاصة -يقول المتحدث- أن المنتخب المغربي في حاجة إلى لاعبين يلعبون بحرارة وإرادة قوية، من أجل التأهل إلى كأس أمم أفريقيا التي تأكد أن بلوغها ليس سهلا كما كان يتوقعها المغاربة، وأن المنافسة في مجموعة المغرب لن تنحصر بين أسود الأطلس و”الخضر”، بعدما كشر منتخبا أفريقيا الوسطى وتانزانيا عن أنيابهما منذ الجولة الأولى، وأكدا بأنهما لن يكونا جسر عبور لدورة غينيا الاستوائية والغابون. لا غرابة إذا اعتذرت بعض العناصر المحترفة عن تلبية الدعوة مستقبلا وأجمع محللا قناة “الرياضية” بأن المنتخب المغربي مقبل على فترة صعبة جدا قد تعيده إلى نقطة الصفر، لاسيما في غياب المدرب الرئيسي إيريك ڤيراتس الذي سيغيب حتى عن المواجهة القادمة أمام تانزانيا، كما أكدا بأن الأيام المقبلة قد تحمل الكثير من المفاجآت لأنصار المنتخب المغربي، من ذلك رفض بعض اللاعبين المحترفين تلبية دعوة كوبيرلي قصد تجنب التنقل إلى تانزانيا أو ادعاء الإصابة من أجل التملص من هذا الواجب، وهو ما سيزيد متاعب مدرب أسود الأطلس في مواجهة تانزانيا التي شبهها مقدم حصة “المباشر” بالجحيم، خاصة في ظل المعنويات المرتفعة للاعبي المنتخب التانزاني بعد النتيجة الإيجابية التي عادوا بها من الجزائر. الحمداوي غاضب لتغييره ويرفض مصافحة كوبيرلي وبعيدا عن ردود فعل المحللين المغاربة، وفي موقف يزكي نظرة هؤلاء لمستقبل أسود الأطلس، ذكرت صحيفة “المنتخب” على موقعها الإلكتروني بأن اللاعب منير الحمداوي المحترف بنادي “أجاكس” الهولندي، قد رفض مصافحة مدربه كوبيرلي عقب استبداله في لقاء أفريقيا الوسطى بزميله يوسف العرابي المحترف في نادي “كاين” الفرنسي، ووجهت الصحيفة انتقادا ضمنيا ل الحمداوي معاتبة إياه على تصرفه غير اللائق ومردوده الباهت، الذي جعل الجميع يتساءل حسب الصحيفة إذا كان الحمداوي الذي واجه أفريقيا الوسطى هو نفسه الذي يصنع أفراح نادي “أجاكس”، بل ويعتلي صدارة هدافيه رفقة اللاعب الأورغوياني لويس سواريز. وادو يرفض العدول عن قرار الاعتزال وذكرت الصحيفة بأن اللاعب عبد السلام وادو المحترف في البطولة القطرية، قد رفض الدعوة التي وجهها له الناخب المغربي الذي كان يراهن عليه لإعادة التوازن للدفاع المغربي الذي بدا سهل الاختراق خلال لقاء أفريقيا الوسطى، ونقلت الصحيفة تصريحات وادو أكد فيها أن قرار اعتزاله دوليا الذي أعلن عنه في شهر فيفري الفارط نهائي ولا رجعة فيه، وأنه لا يفكر في العودة إلى المنتخب المغربي تحت أي ظرف، بل ويفضل ترك مكانه للشبان الذين بإمكانهم تقديم الإضافة للمنتخب المغربي.