بعد تجربة كروية ناجحة كلاعب في صفوف نانت ومونبوليي الفرنسيين، خاض الفرانكو أمريكي ميشال دار زكاريان تجربة التدريب واستطاع أن يحقق نجاحا في هذا المجال، بدليل النتائج التي يسجلها في الإشراف على العارضة الفنية لنادي كليرمون فيرون من الدرجة الفرنسية الثانية.. وهو بالتالي مدرب الثنائي الجزائري ميكائيل فابر- ياسين براهيمي المرشح بقوة لتقمص ألوان المنتخب الوطني، فهو يوجد في مفكرة الناخب الوطني رابح سعدان... وفي هذ الحوار يتحدث دار زكريان عن هذا الثنائي وما الذي يمكن أن يقدمه ل “الخضر“ باعتباره مدربه في كليرمون فيرون خاصة، وأنه ظهر يملك معلومات عن المنتخب الجزائري من خلاله متابعة مبارياته في التصفيات المزدوجة لنهائيات أمم إفريقيا في أنغولا وكأس العالم بجنوب إفريقيا، دون أن ينسى التطرق إلى مردود لاعب الوسط الجزائري جمال عبدون خلال مشاركته مع “الخضر” في نهائيات أمم إفريقيا الأخيرة مادام سبق ودربه في نانت الفرنسي... في البداية حدثنا عن مشوارك مع ناديك كليرمون فيرون هذا الموسم؟ إنه أول موسم لي في كليرمون فوت وأعتقد أن الأمور تسير جيدا بالنسبة للفريق، فنحن نحقق موسما جيدا بتسجيل نتائج حسنة سمحت لنا بتحقيق التقدم وكسب مراتب إضافية في الترتيب العام للمسابقة. هل أنتم ضمن الفرق المرشحة لتحقيق الصعود؟ ليكن في علمك أن الأمور أصبحت معقدة بالنسبة إلينا، فتحقيق هدف الصعود يتطلب العديد من النجاحات إلى غاية النهاية. أنا أريد أن أوضح أنه يتوجب عليك تحقيق مشوار دون خطأ ولهذا أرى أن العديد من الفرق في الوقت الحالي من الموسم مرشحة للعب على السقوط كما أن هناك من تلعب ورقة الصعود، وفي كرة القدم كل شيء ممكن، فكرة القدم رياضة لا تخلو من عامل المفاجأة، وأعتقد أن هدفنا هو اللعب إلى غاية نهاية الموسم وحصد أكبر عدد من النقاط وهذا دون أية حسابات. ما الذي ينقص فريقك حتى يتنافس على ورقة الصعود؟ أظن أنه كانت تنقصنا الشدة في اللعب والنجاح في أحيان أخرى في أغلب اللقاءات، إلى جانب ذلك وفي بعض اللحظات افتقدنا لقليل من الحظ، ففريقي كان بمقدوره التنافس على ورقة الصعود لكننا ضيعنا العديد من النقاط بسهولة ولهذا فإن العودة للمنافسة ليست بالشيء السهل. تمكنتم من تحقيق سلسلة من النتائج الإيجابية بعد فترة إخفاقات كادت تعصف بالنادي، فما تعليقك على ذلك؟ أجل هذا صحيح، لقد تمكنا من كسب ثلاث لقاءات متتالية في ظرف أسبوع واحد وهذا مفيد بالنسبة إلينا بعدما كنا قد مررنا بمرحلة صعبة، وحول هذه النقطة قلت لك إننا افتقدنا الانضباط من حيث النتائج خاصة في أصعب اللحظات من الموسم، لكن على العموم الجميع راض بما نحققه حاليا ومشوارنا مشرف ونحن نحقق ما سطرناه، فالهدف الذي حددناه هو احتلال مرتبة ضمن العشرة الأوائل في نهاية الموسم. في الفترة الأخيرة يظهر أن حارسكم ميكائيل فابر يلعب دورا مهما في النتائج الإيجابية المسجلة، أليس كذلك؟ بطبيعة الحال؟ فمثل أي حارس مرمى فإن فابر مر بظروف صعبة، لكنه استطاع العودة بقوة للواجهة وأدى مباريات كبيرة بفضل تدخلاته الحاسمة وهنا أعترف أنه سمح لنا بكسب العديد من النقاط هذا الموسم. ألهذا الحد دوره حاسم مع النادي؟ هذا واضح، وأعترف أنه ساهم كثيرا بفضل أدائه، في المشوار الناجح للفريق، واستطعنا تحقيق نتاج إيجابية في الفترة الأخيرة. إذن دعوته للمنتخب الجزائري لن تكون مفاجأة إن تأكدت؟ نعم ...نعم هذا أكيد، ففابر حارس تألق بسرعة بفضل إمكانايته ومؤهلاته التي أظهرها هذا الموسم في بطولة الدرجة الثانية الفرنسية، وأظن أنه بالنظر للمردود الذي يقدمه في الفترة الأخيرة فإنه يستحق المشاركة في المونديال مع منتخب الجزائر وصراحة إنه لا يتوقف عن التقدم نحو الأمام. باعتبارك مدربه في كليرمون فيرون، هل يمكنك أن تحدثنا عنه؟ إنه محترف بأتم معنى الكلمة ولديه حضور قوي داخل الميدان ويفرض نفسه بشكل واضح في منطقته، وهو شخص محترم ويحترم عمله كثيرا ولن أتردد في القول إنه يملك الإمكانيات والمؤهلات التي تجعل منه حارس مرمى ذا قيمة كبيرة. هناك لاعب آخر فرنكو جزائري يلعب عندك ومرشح هو الآخر للانضمام ل “الخضر” ويتعلق الأمر بياسين براهيمي... كلمة حول هذا اللاعب ؟ براهيمي لاعب شاب في سن ال20 فقط، وهو ملك لنادي رين من الدرجة الأولى الذي يبقى مرتبطا معه، وقد استطعنا اكتشافه في شباب غامبارديلا (كأس فرنسا لأقل من 19 سنة تحت إشراف الاتحادية الفرنسية لكرة القدم)، لقد أعجبني كثيرا فهو يملك القدرة على التحكم في الكرة وثقته كبيرة في النفس حين يلعب، وهذا الوسم هو يؤكد كل الثقة التي وضعتها فيه، وهو بصدد تحقيق الكثير من الأمور الإيجابية ويؤدي موسما استثنائيا مع كليرمون فيرون، لقد أدى مباريات كبيرة وسجل أهدافا حاسمة واستطاع أن يفرض نفسه رغم صغر سنه وأصبح أحد أهم اللاعبين في التشكيلة. ما هي خصائص هذا اللاعب ومؤهلاته؟ إنه سريع ويتمتع بتقنايت كبيرة في اللعب، لذا أرى أنه لاعب يعد بالكثير مستقبلا ويتطور بشكل كبير و ذلك يجعله مرشحا لأن يكون لاعبا كبيرا في المستقبل، فطريقة لعبه ومداعبته الكرة تسمح له بفعل ما يريد وقت ما يريد، ما يجعله لاعبا مهما في الفريق إضافة إلى أن أهم إمكاناته هي طريقة تغطيته الكرة. إذا كان الأمر محسوما بالنسبة لفابر الذي عبر عن استعداه اللعب للجزائر دون تردد، فيبقى العكس بالنسبة لبراهيمي الذي يرفض الفرنسيون التفريط فيه ويسعون لضمه ل “الديكة”، ما رأيك في ذلك؟ اسمعني جيدا، لا أريد الخوض كثيرا في هذا الموضوع لأنه يخص المسؤولين عنه فقط، وهما اللاعبان لأنه خيار شخصي يحدده اللاعب، يجب أن يتحمل مسؤولية خياره، فبراهيمي ما يزال شابا والمستقبل ما يزال أمامه لذا فالقرار بيده وحده...هو لاعب مهاري ويعد بمستقبل زاهر ومن حقه أن يحلم باللعب في المستوى العالي. لكن لعب كأس العالم أيضا من المستوى العالي؟ أنا متفق تماما معك، فهذه الفرصة لا يمكن تعويضها أوالتفريط فيها، ولكن القرار الأخير يعود إليه من حيث الاختيار. هناك العديد من اللاعبين الجزائريين تقمصوا ألوان منتخب فرنسا الأول وبعد ذلك وجدوا أنفسهم خارج المنتخبين، فما تعليقك على ذلك؟ هذا صحيح ونظرا لذلك قلت لك إنه يتوجب على أي لاعب تحمل المسؤولية وتبعات قراره فيما بعد، فبراهيمي يجب أن يعرف ما يفعل تماما، ويجب أن يفكر جيدا قبل أن يعلن قراره النهائي، فهو ما يزال شابا والمستقبل مازال أمامه. بماذا تفسر أن لاعبين من أصول جزائرية مثل كمال مريم وسمير ناصري تقمصوا ألوان منتخب فرنسا الأول لكنهم لم يتألقوا بالشكل المنتظر منهم؟ هناك أيضا مراد مغني الذي التحق بمنتخب بلادكم الجزائر، ولكي أعود إلى سؤالك، ليس من السهل اللعب في المستوى العالي أين تبقى المنافسة شرسة وقوية بين اللاعبين إضافة إلى عامل مهم وهو الإصابات التي من شأنها أن تعرقل تقدم أي لاعب. تحدثت عن مراد مغنيظ، يظهر أنك تعرفه جيدا؟ هذا طبيعي، إنه لاعب اسمه يتحدث عنه، وهو يعد بالكثير وفرض نفسه لكن للأسف الإصابات لم ترحمه ولم يسلم منها، فمن الناحية الفنية هو لاعب رائع ويلعب بذكاء كبير ومشاهدة طريقته في اللعب ممتعة جدا. مغني لا يلعب حاليا بسبب تعرضه لإصابة أبعدته عن الميادين ... أنا على علم بذلك، وهذا أمر مؤسف بالنسبة للاعب مثله، أتمنى بقليل من الحظ أن يعود سريعا للمنافسة ويتمكن من المشاركة في المونديال وأنا متيقن أنه إذا كان في كامل إمكاناته ولياقته سيقدم أداء رائعا ويخرج كل ما يملك من مؤهلات. لكنه ليس للاعب الوحيد الذي يعاني من الإصابة في صفوف المنتخب الجزائري في هذه المرحلة بالذات، هل ترى أن من شأن ذلك أن يضر بالمنتخب؟ أكيد أنك عندما يكون أغلب لاعبيك مصابين، فهذا مؤشر غير جيد بالنسبة للفريق جميعا، ولكن يجب الانتظار قليلا قبل إصدار الحكم النهائي حول هذه النقطة، وأعتقد أن تعافي هؤلاء اللاعبين سريعا، ومع فترة إعداد جيدة للمونديال، الأمور ستكون على أحسن حال وسيسترجعون كامل إمكاناتهم، دون أن ننسى الجانب المعنوي، فالمشاركة في المونديال تبقى عاملا مهما ومحفزا لأي لاعب وتجعله يقدم كل ما لديه. هل عرفت لاعبين جزائريين آخرين؟ ليس الكثير، لكن هناك لاعب خط الوسط الدولي جمال عبدون الذي أشرفت عليه في نانت. كيف ترى هذا اللاعب؟ إنه لاعب مهاري وجيد من الناحية الفنية ولكن ما يعاب عليه في بعض الأحيان احتفاظه الكثير بالكرة، لكن على العموم إنه لاعب جيد بدليل أنه كان ضمن تشكيلة المنتخب الجزائري في نهائيات أمم إفريقيا الأخيرة التي جرت في أنغولا وتميزت بمستوى عال. ما هي النصيحة التي يمكنك أن تقدمها لعبدون الذي لا يعتمد عليه المدرب الوطني كثيرا ليفرض نفسه ويظفر بمكانة أساسية؟ يجب أن يعمل أكثر بجد ويعتمد كثيرا على اللعب الجماعي فوق الميدان مع رفاقه، وأظن أنه بدأ يتحسن من هذا الجانب. عبدون لاعب جيد ومتأكد أنه سيتمكن مع مرور الوقت من فرض نفسه في التشكيلة الأساسية للمنتخب وهو ما يزال شابا ويملك مؤهلات كبيرة ستسمح له بفرض نفسه. مادوني يلعب هو الآخر في كليرمون فيرون، أليس كذلك؟ أجل ... ومادوني يعتبر من ركائز الفريق ويقدم موسما استثنائيا ورائعا ولديه خبرة طويلة وبإمكانه كسب مكانة في المنتخب الجزائري. هل تعتقد ذلك؟ أكيد، فبالنظر للمستوى الذي يقدمه معنا هذا الموسم في بطولة الدرجة الثانية أقول إن مادوني يبقى لاعبا مميزا والمنتخب الجزائري بحاجة إليه إن كان مدرب المنتخب يطمح لتعزيز خط الدفاع. هل تابعت نهائيات أمم إفريقيا الأخيرة التي جرت في أنغولا؟ أجل لقد تابعت مباريات نهائيات أمم إفريقيا في أنغولا. كيف رأيت مشوار المنتخب الجزائري في هذه الدورة؟ أعتقد أن الجزائريين قدموا دورة في المستوى بكل المقاييس، فبلوغ المربع الذهبي في دورة بهذا المستوى يبقى نتيجة جيدة وإنجازا كبيرا. ما الذي لفت انتباهك في تشكيلة الجزائر؟ يوجد العديد من اللاعبين ذوي مهارات كبيرة وكذا من الناحية الفنية وهناك كذلك الإرادة القوية والاندفاع القوي بأتم معنى الكلمة والرغبة في الانتصار، فالجزائر تبقى فريقا قادرا على رفع وتيرة اللعب والفوز في أية مباراة. في ختام حديثنا، الجزائر تستعد لدخول المونديال قبل أقل من ثلاثة أشهر، كيف ترى حظوظها مع المنتخبات المنافسة لها على غرار سلوفينيا، إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية؟ أظن أن الجزائر قادرة على فرض نفسها في هذه المجموعة وتحقيق نتائج في المستوى، فصحيح أن انجلترا منتخب كبير وسلوفينيا وأمريكا لا يستهان بهما لكن يمكن للجزائر أن تقول كلمتها.