قبل أن ينهي عقده الثاني من عمره (لم يتجاوز بعد سن العشرين)، كشف ياسين براهيمي، لاعب “ملعب رين” الفرنسي والذي أعير إلى “كليرمون فيرون” عن إمكانات عالية. وما يزال يكشف ويؤكد عن مهاراته الفنية والبدنية، فضلا عن انسجامه مع اللعب الجماعي لناديه. كما يعد ياسين من أبرز ركائز المدرب “ميشال دال زكاريان”، ويشكل من خلال ما يتمتع به من مهارات مستقبل الكرة في الأندية الفرنسية، لكن جزائريته المتأصلة فيه جعلته يحلم بحمل ألوان بلده وينتظر بشغف التفاتة من رئيس “الفاف” محمد روراوة ومدرب “الخضر” رابح سعدان ليحقق حلمه وحلم والديه. في هذا الحوار الذي أجريناه معه هاتفيا أمس، يتحدث هداف “كليرمون” عن ما ينجزه هذا الموسم مع ناديه، وعن ما حققه في كأس أمم أوروبا 2009 مع المنتخب الفرنسي لأقل من 19 سنة، كما يتطرق أيضا إلى المنتخب الوطني الجزائري، ياسين سيكون مساء اليوم أساسيا مع ناديه لمواجهة رفقاء رفيق صايفي الذي ينشط في نادي “إيستر”. سجلت يوم الثلاثاء في مرمى “أجاكسيو”، وأنهيتم المباراة لصالحكم، هل من تعليق؟ الفوز على “أجاكسيو” أو أي ناد آخر يرفع معنويات اللاعب ويزيد في ثقته بنفسه، كما أن هدفي جعلنا نفوز بالمباراة وهذا أمر جميل ليس لي فقط، بل لكل الفريق، خاصة بعد مرحلة الفراغ التي مررنا بها والتي جعلتنا ندخل في دوامة الحسابات. لكن بعد فوزنا الأخير الذي سجلناه على نادي “فان” قبل ثلاثة أيام، كان مطلوبا منا أن نؤكده مرة أخرى، وهذا ما نجحنا فيه، وبدأنا بشكل تدريجي نبتعد قليلا عن منطقة الخطر ونتفادى شبح السقوط، بل يمكنني القول إننا ارتحنا كثيرا مقارنة بالقلق الذي انتابنا قبل خمس جولات عندما كنا في منطقة الخطر، أما حاليا فالأمور كما قلت ستتغيّر ونفكر براحتنا فيما هو قادم. هل يمكننا القول إن هدفك الأول هو ما حرر فريقك، خاصة أن المرحلة الأولى من المباراة قدمتم فيها أداء ضعيفا، ولكن هدفك قلب الموازين ما جعل “كليرمون” يتغلب على “أجاكسيو”؟ صحيح أن تجسيد الفرص جاء بعد عودتنا من غرف حفظ الملابس وهذا أمر جيد للفريق، لأن الهدف سمح لنا اللعب بأكثر راحة وتسيير المقابلة بصورة جيدة ووفق ما كنا نتمناه، ولكن الفضل في الفوز لا يعود فقط إلى براهيمي، بل لكل المجموعة لأن رفقائي هم أيضا قدموا مباراة جيدة، وعرفوا كيف يحافظون على قوتهم وسيطرتهم على المنافس... الفضل في الفوز يعود لكل الفريق، أما عني فلم أقم سوى بواجبي. تمريرات حاسمة، أهداف كثيرة سجلتها ومكانة أساسية ضمن التشكيلة المثالية، هل تعتقد أن هذا الموسم جيد بالنسبة إليك؟ يمكن قول ذلك، لأنني أقدم في أحسن موسم لي مع فريقي والأمور تسير وفق ما أخطط له وما أتمناه ويتمناه أي لاعب خاصة عندما تكون مسيرتك الرياضية ناجحة طيلة الموسم، وهذا يعكس مدى رغبتي في تجسيد طموحاتي. أتمنى فقط أن يكون تألقي في مصلحة الفريق كذلك. “كليرمون” عاد وقلّص الفارق إلى أربع نقاط عن صاحب المركز الرابع، ألا ترى أن كل شيء ممكن لتحقيق الصعود؟ بطبيعة الحال، فمن الناحية الحسابية لم يحسم أي شيء، الفارق ليس شاسعا مقارنة بالأندية الأخرى التي تطمح في الصعود، ولكن يجب علينا أن نبقى مركزين في البطولة على هدفنا الأول وهو أن ننهي الموسم في مركز مشرف ضمن كوكبة المقدمة، وهو الهدف الذي سطرته الإدارة في بداية الموسم، وعليه يجب أن نبقى حذرين وألاّ نعتر بالنتائج الأخيرة. بالنسبة للاعب شاب مثلك، كيف تسير الأمور مع مدربك “دار زكاريان”؟ كل الأمور تسير نحو الأحسن، علاقتي ممتازة بالمدرب فهو يشجعني ويثق بي كثيرا، وهذا أهم شيء بالنسبة للاعب شاب مثلي بدليل أنني شاركت أساسيا تقريبا في كل لقاءات هذا الموسم مع فريقي. أنت من بين هدافي الفريق بأربعة أهداف، فهل أنت مهاجم أم متعدد المناصب؟ أنا دائما ألعب في الجهة اليسرى، ومن حين لآخر ألعب وراء المهاجمين، وفي بعض المرات منصب مهاجم ثان، وهذا ما يسمح لي أن أكون في وضعيات جيدة ومناسبة أمام المرمى. وبطبيعة الحال المساعدة على زعزعة دفاع المنافسين والتسجيل. هذا الجمعة ستكون مع فريقك في مواجهة نادي “إيستر” على أرضه وأمام جمهوره، كيف تبدو لك المباراة؟ سندخل المباراة بعزيمة قوية وروح تنافسية أيضا، فهدفنا حاليا هو جلب أكبر عدد من النقاط. أتوقع دون شك صمودا من جانب نادي “إيستر” الذي حقق هو الآخر إنجازا بتغلبه على “أجاكسيو” ويريد تأكيده، كما سيكون مطالبا بالفوز للخروج والابتعاد عن منطقة الخطر وشبح السقوط، ولهذا أقول إن اللعب أمام فريق يحتل مؤخرة الترتيب ومهدد بالسقوط لن يكون سهلا. ستواجه أيضا رفيق صايفي الذي ينشط في “إيستر”، هل تعرفه؟ بطبيعة الحال أعرف رفيق صايفي، المهاجم الدولي للمنتخب الجزائري، صحيح أنني لا أعرفه شخصيا ولكن إنجازاته جعلته مشهورا كثيرا هنا في فرنسا، فهو لاعب ممتاز أكد إمكاناته في الدرجة الأولى، كما أنه لاعب يملك مهارات فنية عالية تجعلك تتمتع عندما تشاهدها. إذن سيكون صراعا جزائريا، حيث ستكونون ثلاثة لاعبين من كليرمون: ميشال، مادوني وأنت ضد صايفي... هذا صحيح، ويسعدني كثيرا أن نلتقي هكذا في صراع جزائري بيننا نحن اللاعبين وعلى ملعب واحد. بالإضافة إلى أهمية المباراة التي ستجرونها مساء الجمعة، سيكون مدرب المنتخب الوطني الجزائري رابح سعدان في المدرجات لمتابعة اللقاء ومعاينة ميشال فابر، وسيقف على تحسن قدرات صايفي، ألا تعتقد أنها فرصة سانحة بالنسبة إليك لتكشف قيمتك الحقيقية ومهاراتك الشخصية؟ لست على علم بما تقول، وأهم ما يشغل بالي حاليا هو أن أبقى مركزا على المباراة التي تنتظرنا. ولأكون صريحا معك، فحضور المدرب الجزائري رابح سعدان أكيد سيزيدني رغبة في البروز وتقديم أفضل ما لدي في المباراة وهذا الأمر يحفز، خاصة أن الأمر لا يتعلق بمدرب عادي بل هو مدرب المنتخب الجزائري الذي سيشرف بعد أشهر قليلة على “الخضر” في نهائيات كأس العالم، وعليه فإن حضوره المباراة يعني أمورا كثيرة، وأعتقد أن هذا يعكس أمرا واحدا، وهو أن تواجد سعدان لن يمر هكذا دون أن نسعى لإقناعه بإمكاناتنا. البعض يتحدث عن إحتمال توجيه الدعوة لك للمنتخب الوطني وسعدان يأمل هو الآخر أن يعاينك في المباراة، ألا ترى أن الفرصة مواتية لك؟ هنا تختلف المعطيات فأنا لست على علم بزيارته أولا، لكن هذا الأمر الذي تتحدث عنه بدعوتي إلى المنتخب الجزائري يعد شرفا كبيرا بالنسبة لي وأنتم تقدمون لي خبرا مفرحا، آمل أن تمر الأمور على أحسن وجه معي في المباراة وأتمنى أن أقنعه بإمكانياتي. بعد الوجه الطيب الذي قدمته أمام “أجاكسيو” أكيد أنك ستكون ضمن التشكيلة الأساسية أمام “إيستر” وإلا فستكون رحلة الناخب الوطني بدون هدف .. نعم، أتمنى أن أكون حاضرا كأساسي في المباراة، ولا تقلق أبدا من هذا الجانب وإذا سارت الأمور على أحسن ما يرام فمدربي سيعتمد عليّ كأساسي في اللقاء بدون أي إشكال. نفهم من هذا أنك تحلم بتقمص ألوان المنتخب الجزائري، الذي يعد بلدك الأصلي؟ بطبيعة الحال، فأنا أنتظر فقط رسالة أو اهتماما من القائمين على كرة القدم في الجزائر لأتحدث عن الأمر بشكل دقيق ورسمي، لكن مادمت لم أتلق أي اتصال رسمي فيما يخص قضيتي فلا يمكنني الحديث أكثر والخوض في مسائل أخرى. على حد علمنا فقد حملت ألوان المنتخب الفرنسي لأقل من 19 سنة، هل تؤكد ذلك؟ هذا صحيح وشاركت أيضا في كأس أوروبا التي جرت الصائفة الماضية مع المنتخب الفرنسي لأقل من 19 سنة. الظاهر أنك قدمت مشوارا طيبا وكشفت عن مواهبك في الدورة الأخيرة. بالفعل، فقد أديت دورة مشرفة ووصلت مع المنتخب الفرنسي إلى تحقيق نتائج كبيرة وجيدة، كما أنني سجلت خلال الدورة هدفين. مهارات وإمكانات كبيرة لم تترك براهيمي يغيب عن طلبات أكبر الأندية الأوروبية مثل ريال مدريد، أرسنال وفياريال، هل لك أن تحدثنا عن حقيقة الاتصالات وكيف كانت؟ صحيح ما تقول، فقد طلب خدماتي ريال مدريد واقترح عليّ الإلتحاق بالفريق الثاني، لكن بعد ذلك لم تسر الأمور بصفة جدية كما كانت لي عدة عروض من أكبر الأندية لكن القرار النهائي لم يكن بيدي وحسم مستقبلي كان خارج إرادتي كما قلت. توقعنا بعد مشوارك الطيب مع ناديك “كليرمون” أن أندية فرنسية من الدرجة الأولى ستطلب خدماتك، فهل كانت لديك إتصالات رسمية؟ يمكنني أن أؤكد ما تقول، لكن لا أستطيع أن أوضح أكثر من ذلك لأن وكيل أعمالي يتكفل بكل الإتصالات التي تصلني، وفوق هذا فأنا مازلت مرتبطا مع فريقي “ران”. لا يوجد أي مشكل ونتفهم رغبتك، لكن هل بإمكانك أن توضح لنا على الأقل هل أنت باق أم ستغادر “كليرمون” في نهاية الموسم؟ وكيل أعمالي يعرف كل شيء عن العروض التي تصلني، زد على ذلك فإنني مع نادي “كليرمون” جئت على شكل إعارة فقط وعليه فأنا أريد البقاء مركزا على فريقي والبطولة التي أنا فيها حاليا، رغبة مني طبعا في تقديم مستوى جيد وتشريف عقدي ومشواري وهذا أهم شيء أفكر فيه في الوقت الحالي. وبالنسبة ل ميكائيل فابر زميلك في نادي “كليرمون”، فالتحاقه بالمنتخب الجزائري على وشك التجسيد، ماذا يمكنك أن تقول عن زميلك؟ ميكائيل حارس ممتاز، فأنا لست هنا لأرمي الورد في طريقه .. صحيح هو زميلي في نادي “كليرمون” لكن أتحدث إليكم بكل شفافية وصراحة، “فابر” يملك إمكانات فنية وبدنية كبيرة ففي المرة الماضية أمام نادي “فان” بفضله حققنا الفوز وقدمنا مباراة قوية وكبيرة، إضافة إلى أنه يعد من بين الركائز الهامة في فريقنا. هل بإمكانه الظفر بمكانة في المنتخب الوطني الجزائري؟ نعم وبسهولة، وعلى كل حال فهو يسير بخطوات ثابتة وبثقة شديدة في النفس ليكون ضمن المنتخب الجزائري، كما أن مهاراته والإمكانات التي يتمتع بها والتي كشف عنها هذا الموسم تحسب له، وأتمنى له التوفيق وأن يضمن مكانة أساسية في المنتخب الجزائري. هل تابعت مباريات المنتخب الجزائري؟ بطبيعة الحال، خاصة اللقاء الحاسم الذي واجهت فيها الجزائر مصر والتي تأهل على إثرها المنتخب الجزائري إلى نهائيات كأس العالم، وهي ذكرى لا يمكن نسيانها بل ستبقى خالدة في ذاكرتي، ويمكنني القول هنا إنه في مثل هذه اللقاءات الحاسمة والكبيرة أي لاعب كرة قدم يتمنى المشاركة فيها. وما هو الأمر الذي جعلك تحب هذا المنتخب؟ كل شيء، الانضباط، الروح الجماعية، الروح القتالية فوق أرضية الميدان والتي جسدت بحق قوة المنتخب الجزائري، وقد كنت سعيدا وفخورا جدا بالتأهل المستحق إلى نهائيات كأس العالم. بكل صراحة هل تتمنى أن تلتحق ب “الخضر”؟ نعم، وسيكون ذلك شرفا كبيرا لي. ----------------------------- دون أن يذكّر بالفضيحة التي ذهبت الجزائر ضحية لها... موقع “الفيفا” يعود إلى مفاجأة الجزائر أمام الألمان عاد موقع “الفيفا” أمس في ركن “كرة القدم الكلاسيكية” إلى المباراة الشهيرة التي جمعت يوم 16 جوان 1982 بين المنتخب الوطني الجزائري ومنتخب ألمانياالغربية لحساب نهائيات كأس العالم التي جرت بإسبانيا، وتطرق بإسهاب إلى ما جرى خلال تلك المباراة المجنونة، وعنون موضوعه بالعنوان الآتي” مفاجأة محاربي الصحراء”، وجاء في الموضوع أنّ منتخب الجزائر هم أول منتخب إفريقي يطيح بمنتخب أوروبي في نهائيات كأس العالم، وركّز الموقع على أنّ لا أحد كان يرشح “الخضر” لذلك بالنظر إلى زخم النجوم التي كان يعجّ بها المنتخب الألماني وفي مقدمتها بول بريتنر، هورست هروبيش ورومينيڤي الذي كان في تلك الفترة أحسن لاعب أوروبي. 42 ألف متفرج حضروا لأجل مشاهدة مهرجان أهداف ألماني وذكر الموقع في مقاله أنّ ما لا يقل عن 42 ألف متفرج غضت بهم مدرجات ملعب “المولينون” بمدينة خيخون لأجل مشاهدة السيل الجارف من الأهداف التي كان منتخب ألمانياالغربية مرشحا إلى تسجيلها في مرمى المنتخب الجزائري بالنظر إلى الفرق الشاسع في المستوى وفي التركيبة البشرية بين المنتخبين، لكن ماجر قال لا ودك مرمى الألمان بهدف التقدم قبل أن يضيف بلومي الهدف الثاني كردّ على هدف التعادل الذي أمضاه رومينيڤي فحقق “محاربو الصحراء” مفاجأة من العيار الثقيل لم تخطر على بال أحد ولم تخطر حتى على بال مدرب منتخب ألمانيا “جوب جيروال” الذي ذكر الموقع في مقاله ما صرّح به قبل اللقاء: “إذا خسرنا سألقي بنفسي في البحر الأبيض المتوسط”. لم يُذكّر بالمؤامرة التي ذهبت الجزائر ضحيتها بعدها وفي النهاية استعرض مقال “الموقع” النتائج التي آلت إليها مباريات المجموعة الثانية وترتيب المنتخبات وذكر فقط أن الجزائر أقصيت بفارق الأهداف الذي كان في صالح منتخبي ألمانياالغربية والنمسا، دون أن يتطرق إلى السبب الحقيقي الذي كان وراء إقصاء “الخضر” من المنافسة العالمية وهو المؤامرة التي ذهبت الجزائر ضحية لها من طرف الألمان والنمساويين. وتجدر الإشارة إلى أن مقال “الموقع” نسي التذكير بأن الطاقم الفني للمنتخب آنذاك كان يضم محي الدين خالف أيضا على رأس العارضة الفنية.