ح/ سامية أكد سليم نافثي رئيس مصلحة الأمراض الصدرية والتنفسية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي عن تسجيل حوالي 20 ألف حالة إصابة بالسل في الجزائر، مشيرا إلى أن أغلب الإصابات تتمركز في الولايات الداخلية للوطن، حيث ترتفع معدلات الفقر وظروف الحياة القاسية. وأضاف البروفيسور نافثي في تصريح ل"الحوار" عشية إحياء اليوم العالمي لمرض السل، أن مصلحة الأمراض الصدرية والتنفسية بمصطفى باشا تستقبل ما بين 15 و20 حالة شهريا، مؤكدا تكفل المستشفى بكل الحالات وتوفر الأدوية الخاصة بالمرض، مشيرا إلى أن معدلات السل تعرف استقرارا في الجزائر، إذ تتراوح نسبة الوفيات ما بين 100 إلى 200 حالة سنويا، مضيفا أن خطورة المرض تكمن في انتشار العدوى قبل اكتشاف المرض وتطويقه،" لذا وبمجرد اكتشاف حالة إصابة نعمد إلى إجراء كشف و تحاليل لكافة أفراد الأسرة. وأسهب نافثي في حديثه عن أسباب الإصابة بالسل، والتي أرجعها إلى توسع رقعة الفقر قائلا:" تراجع القدرة الشرائية للمواطنين، وتدني مستوى المعيشة، خاصة في المدن الداخلية أدى إلى قلة المناعة لدى الكثيرين، وسهل انتشار الأمراض الوبائية، فأغلب المواطنين محرومون من الغذاء الصحي الذي يعزز المناعة ويقي من الأمراض، ولا يستهلكون النسبة المطلوبة من البروتينات، فحبة البيض اليوم ب 12 دج، أما السمك فلا أحد يقدر على ثمنه، نحن إطارات الدولة لا نقدر عليه، فكيف بالمواطنين محدودي الدخل؟". وأضاف رئيس مصلحة الأمراض التنفسية أن السل يأخذ أكثر من صفة قبل تطوره، منها التهاب القصبات الهوائية ومختلف الأمراض التنفسية" أغلب الوفيات تحدث في أوساط الأطفال والرضع الذين لم يستفيدوا من التلقيح، لأن أهاليهم تهاونوا في الأمر". للإشارة، ينتشر السل لدى النساء أكثر من الرجال بنسبة 60 بالمئة أي 6 نساء مقابل 4رجال، وتعتبر حالات الإصابة خارج الرئة التي تصيب الأعضاء الأخرى للجسم حالات غير معدية، لأن البكتيريا المتسببة في المرض تنتشر خاصة في الأعضاء التي تحتوي على نسبة كبيرة من الأوكسجين مثل الرئة، كما أن بعض الحالات غير الرئوية هي حالات مميتة إذا مست الأعضاء النبيلة مثل الكلى.