الأرسيدي والأفافاس هما سببا كل مصائب منطقة القبائل لن أتحاور مع مدني مزراق وأمثاله بل سأقاتلهم اعتناق المسيحية في منطقة القبائل كان ب 3000 أورو واليوم "ببلاش"
لا يتحرج، اسماعيل ميرة، نجل الشهيد عبد الرحمان ميرة، القائد التاريخي للولاية الثالثة ورئيس بلدية "تازمالت" ببجاية، في الحديث عن مشاكله مع سعيد سعدي زعيم الأرسيدي السابق التي فصل فيها القضاء، ويؤكد بأسلوب قصصي وطنية سكان منطقة القبائل، كما يكشف لنا سرّ خلافه مع النائب البرلماني آيت حمودة، ويعود ميرة في هذا الحوار إلى مسيرة فرحات مهني ومحاولاته ضرب الوحدة الوطنية، وفي إجابة عن وضع المعارضة في الجزائر، يختصر رده بوصفها " لا شيء".
*أثار دخولك في نزاع قضائي مع الرئيس السابق للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، سعيد سعدي، تأويلات كثيرة، كيف بدأت المشكلة وأين وصلت؟
قصتي مع سعيد سعدي تعود إلى سنتين خلت، عندما استفز أخي طارق، وهو عضو في المجلس الوطني للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، بسبب كتاب سعدي الذي أؤكد لكم أن 90 بالمائة منه كله كذب في كذب، حقائقه مزيفة نابعة من الجهوية والعنصرية التي يعاني منها هذا الشخص، في الحقيقة هو اتهم أخي على أنه "خدّام" فرنسا بسبب بريد إلكتروني تم اكتشافه، واستغلوا الأمر للإنتقام من أبي عبر أخي طارق، وبدوري لم أسكت وقدمت وثائق تثبت تورط والد سعدي في خيانة الجزائر إبان الثورة التحريرية، ما جعل الأمر يصل إلى العدالة ولا يزال لحد الساعة، والقضية لم تنته، والملف لا يزال في أروقة المحكمة العليا بالعاصمة، وقد قدمت أثناء جلسة المحاكمة أدلة بوثائق تثبت أقوالي، حيث قلت للقاضي أن لدي وثائق صحيحة بعد التشكيك في صحتها من قبل الجهة الثانية في طرف المحاكمة. وأؤكد عبر جريدتكم أنني قلت لدي وثيقة تثبت وجود اسم والد سعيد سعدي ضمن قائمة تحمل أسماء الخونة الذين أعدمهم المجاهدون، وهو بالتالي متعاون مع السلطات الفرنسية ولم أقل أنه حركي كما أولته الصحافة، وأقول لكم أن سعيد سعدي هذا بحاجة إلى طبيب أمراض عقلية، تصريحاته دائما ضد بلده الجزائر وغريبة جدا.
لكن ماهي مشكلتك مع نور الدين آيت حمودة نجل الشهيد عميروش ؟
آيت حمودة متأثر بسعيد سعدي ويمكننا أن نقول أنه "ربه الأعلى" فهو يأتمر لأوامره ويفعل أمورا لا يتقبلها العقل البشري ، على سبيل المثال سقوطه في يد المخابرات الفرنسية التي تصفي حساباتها ضد الجزائر والثورة، فنجل عميروش استقبل وزير دفاع فرنسي سابق ببيته، وهو اليوم أذن صاغية لفرنسا لا يقول إلا ما يأمروه به. وهو ايضا مليء بالتناقضات، أنا والله شخصيا احتار فيه انه لايترك مقعد البرلمان لكنه يظل يتحدث عن عدم شرعيته فإذا كان متأكدا من ذلك لماذا لا يترك مقعده للأجدر، لأنه بالدرجة الأولى إنسان مادي، مفعم بالمثيرات، تصريحاته الصادرة من حين آخر استفزازية غير طبيعية من اجل لفت النظر، وتحسيس من حوله على انه لا يزال على قيد الحياة سياسيا، وهي الوسيلة الوحيدة للظهور ولفت الرأي العام الجزائري.
*ماذا تعرف عن الانفصالي فرحات مهني ؟
هذا الرجل خطير جدا على الوحدة الوطنية وإن لم تأخذ السلطات تحركاته على محمل الجد فإنه سيجلب مشاكل كبيرة للدولة الجزائرية وسيوصلنا إلى نتائج لا تحمد عقباها، إلى حد قيام حرب أهلية في الجزائر تنطلق شرارتها من منطقة القبائل وهو ما يهدف إليه هذا الرجل، أؤكد أن هذا الرجل خطير جدا على المنطقة، خاصة وأن له أتباع كثر في تيزي وزو، وهذا الأمر أصبح مقلقا بل مفزعا للغاية، ومما ينبئ بذلك أنه أصبحت هناك رايات لتقسيم الجزائر تعلق في الشوارع والبيوت، ضف إلى ذلك قيام أتباعه بمحو الكتابات باللغة العربية من على إشارات المرور، وتعويضها بكتابات باللغة الفرنسية في محاولة لطمس مقومات الدولة الجزائرية. مشكلة فرحات مهني لابد أن تعالج دون تأخير أو تقصير، الوقت يمر والرجل ينشط والأتباع يحشدون، أستطيع أن أقول إنه أصبح رئيسا لجمهورية انفصالية وهمية في القبائل، حيث يمتلك بطاقات هوية خاصة به ولإتباعه، وأعتقد أنه مخطط محكم خاصة بعد حديثه من على منبر الكنيست اليهودي، وأشير من على منبر جريدتكم أن والدي وعمي وكل الشهداء لم يموتوا من أجل منطقة واحدة بل من أجل كل الجزائر، وأنا أؤكد أن "عقول وأمخاخ" فرحات وأتباعه تخطط لتخريب الجزائر، مثلا في منطقته نجد لافتة كبيرة مكتوبة بالبنط العريض "تحيا القبائل المستقلة"، وهذا أمر خطير جدا في ظل سكوت السلطات المعنية، وما يحيرني أكثر أنهم يعملون ضد الجزائر، وأنهم أحرار، وفي هذا المقام أعيب سكوت النظام على مثل هذه التصرفات، وهو ما ينبئ بوجود نية لتخريب الجزائر والذهاب إلى الفوضى أوالحرب الأهلية التي إن اشتعلت من سيطفئها؟
*من يتحمل مسؤولية الوضع، ولماذا لم تظهر جبهة موازية لصد مخطط فرحات مهني ؟
هذا دور الدولة وليس دوري أنا، والحل هو مواجهة كل من يسعون إلى تقسيم الجزائر، فهم مكلفون بالسهر على أمن الشعب، أما إذا تم تشكيل جبهة موازية تأكدي أن الحرب الأهلية هي التي ستفتك بالمنطقة وبكل الجزائر، خاصة وأن المنطقة دائما تنطلق منها شرارة وتمتد بعدها إلى مناطق أخرى من البلاد، وأحسن مثال على ذلك هو أن طريقة الاحتجاج وغلق الطرقات بدأت من منطقة القبائل، ثم هاهي اليوم منتشرة في جميع أرجاء الوطن.
*ماذا عن دور الأحزاب السياسية، أليس من واجبها الدفاع عن الوحدة الوطنية؟ أؤكد لك أن الأغلبية الساحقة في منطقة القبائل أناس وطنيون، لا أرسيدي ولا أفافاس، فلو اقتحم الساحة السياسية حزب آخر، ستنخرط فيه مختلف أشكال وأطياف المجتمع هناك، فحزبي الأفافاس والأرسيدي يتصارعان عوض خدمة المنطقة، فلو شارك أحدهما في الانتخابات مثلا يمانع الآخر عن الدخول في غمار المعركة، والكثير يجهل أن سكان منطقة القبائل لا يدينون بدين الأفافاس والأرسيدي.
وأؤكد أن كل المصائب التي نزلت على منطقة القبائل سببها الأفافاس والأرسيدي، ونحن نعلم جميعا أنه وبهدف تحطيم حزب جبهة القوى الاشتراكية هناك، أسسوا حزب سعيد سعدي ليكون نقيضا له، إلا أنه أثبت العكس، حيث سرعان ما ظهرت عيوبه وسلبياته، سواء فيما يتعلّق بالعنف والتطرف وما إلى ذلك مع ما يكنه من كراهية وحقد للأمن العسكري، وهو الأمر الذي عاد بالسلب على سكان المنطقة.
*أنت من الأوائل الذين حملوا السلاح بوجه الإرهاب، هل مازال لك نفس الإصرار ؟ في الحقيقة أن الإرهاب لم يُقض عليه تماما، وقوات الجيش الشعبي الوطني تواصل مجهوداتها للقضاء على بقايا الجماعات المسلحة في المنطقة وعبر ربوع الوطن، ومن أجل دحره يجب القضاء على أسبابه مثل الظلم والحقرة والتهميش، وكلها أسباب تؤدي إلى مزيد من الإرهاب، أما أنا الذي قدت فيلقا مسلحا يتكون من 2000 شخص في زمن التسعينات إبان العشرية الحمراء، لم أعد كالسابق مع أني لا زلت أقوم ببعض الدوريات في الجبال كلما تناهى إلى سمعي وجود جماعات مسلحة، وبحكم انشغالاتي كرئيس بلدية إلى جانب تقييد العمل المسلح من قبل السلطات المعنية، من باب أن الخطورة قلت أيضا لكني موجود عند الضرورة والعمل مع الجيش من أجل إنقاد الجزائر، أنا الذي كنت أعسكر بالأسابيع رفقة قوات الجيش لحماية سكان المنطقة من الجماعات المسلحة، وأريد أن أتحدث عن الجماعة التي كنت أقودها فقد فقدنا منهم شخصين وتم جرح 12 آخر فقط، أما اليوم فقد أضحوا مسنين بعد أن قاموا بواجبهم للدفاع عن أبناء المنطقة في وقت عصيب مرت به الجزائر، عرف بسنين الجمر.
*كيف تلقيت تصريحات مدني مزراق واعترافه بارتكاب أعمال قتل في حق مدنيين وأمنيين وعسكريين؟
في الحقيقة لم أسمع بها شخصيا، لكن اعتبر كلامه مستفزا، كان من المفروض على هذا الشخص الذي نزل من الجبل أن يزن كلامه في تصريحاته، عليه أن يلتزم الصمت، ولا يتكلم وكأنه لايزال قائدا في الجبال يأمر وينهى.
*هل ممكن أن تتحاور مع الرجل ؟
سأقاتله، لا يفيدني الحوار معه بشيء، قد يفيد أناس انسلخوا بأفكارهم الإرهابية، وأذكر في هذا المقام شخص علي بن حاج ، واستغرب تجاهل الدولة له ولتصريحاته ولخرجاته أيضا، وأرى أنه حر يفعل ما يشاء، وأطرح علامات استفهام كبيرة؟؟؟
*اغتنم هذه الفرصة للحديث عن قضية التنصير أو حتى التشيع في منطقة القبائل ككل، فبحكم انتمائكم ومعرفتكم الجيدة لخبايا تلك الشعاب، هل هناك فعلا موجة تنصير تجتاح المنطقة ؟ نعم أصبح الشباب اليوم يدخل في دين النصرانية بدون مقابل بعد أن كان في السابق القريب يتلقى مبالغ مالية لا تتعدى 3000 أورو، أعتقد أن المسيحية صادفت هوى في قلوب السكان، ويعد تفسخ الأخلاق السبب الرئيسي لذلك. وأنا استغرب في هذا المقام أن الدولة تقدم إعانة مالية لبناء سكن ليتم تحويلة إلى كنيسة هناك ولا أحد يتكلم بل أن القانون يحميه، وأعتقد أن هناك جهات نافذة في السلطة متورطة في موضوع التنصير، كما أن أنه يجب إعادة النظر في المسألة، خاصة وأنها تنتشر كالمرض في منطقة القبائل وغيرها من مناطق الوطن، وأخص بالذكر منطقة الصحراء أيضا التي لم تكتب عنها وسائل الإعلام كثيرا أو تجاهلتها وقد ركزت فقط على منطقة تيزي وزو وبجاية، مع العلم أنهما منطقتان معروفتان أيضا بتدين أهلها، ففي تيزي وزو فقط تحتضن أكثر من 7000 مسجد، أما عن قضية الشيعة ومحاولة تغلغها أقول إنها فعلا موجودة لكن بصفة ضعيفة جدا، وأنا أحذر من هذا المقام من انتشار ظاهرة المثليين في الجنوب الجزائري، وأعتقد أن الجزائر أصبحت أرضا خصبة لكل الديانات بل حديقة تجارب أيضا.
*مادمت تتحدث عن الأسرار، صدر مؤخرا كتاب "الجزائرفرنسا علاقة حميمية" وتحدث عن أشياء خطيرة، ما رأيك في الأمر؟
أنا شخصيا لم أقرأه لكن سمعت به، أما إذا كانت الصحف تنشر مقالات حول هذه الأخبار، لا نعرف إن كان صحيحا أم لا، إلا بعد التحقيقات المعمقة جدا، وأنا لا أستبعد أن تكون المعلومات الواردة في الكتاب صحيحة، وأؤكد أن المشكل أننا لازلنا نقرأ يوميا في الصحف والكتب عن ممتلكات مسؤولين في الخارج، ولا يزال سكوت الشعب الذي تربى على الخنوع والذل للأسف الشديد مستمرا.
*هل تؤمنون بكلمة اسمها المعارضة في الجزائر؟ في الجزائر هناك معارضة على الورق فقط، ليست لهم أساليب حضارية لإصلاح الأمور في الجزائر، معارضون ساكتون ..وأعتبرهم لاشيئ.
ماذا عن شخص آيت احمد؟
آيت احمد انتهى زمانه، رجل تاريخ يجب أن يحترم، وأعتقد أن الزمن قد فاته، في الحقيقة يشهد له التاريخ بماضيه الثوري ومواقفه البطولية، بدليل أن حزبه في البداية كان قويا وكان الكل ينتظر منه المعارضة في الاتجاه الصحيح، لكنه حاد عن الطريق.
إسماعيل ميرة في سطور إسماعيل ميرة، رئيس بلدية تازملت، رئيس أهم وأول فوج من المقاومين، ابن الشهيد الرائد عبد الرحمان ميرة، قائد الولاية الثالثة التاريخية، كان من أول المبادرين لخلق فوج الدفاع ضد الجماعة المسلحة مع بداية الإرهاب، نائب سابق بالمجلس الوطني الشعبي ما بين 2007 /2012، عضو لجنة الدفاع الوطني. وقد عرف إسماعيل ميرة برئيس بلدية تازملت منذ سنة 1985، وكان على رأس فوج يقدر عدده ب 2000 مقاوم على مستوى كل قرى القبائل الصغرى، وهو تابع للمؤسسة العسكرية بصفته مسؤول منطقة القبائل.