مولود جودي إعلامي جزائري استطاع في فترة وجيزة أن يثبت وجوده في الساحة الإعلامية الجزائرية، فبعد تجربة قصيرة في قناة الأجواء انتقل بعدها لقناة النهار التي عمل فيها لأكثر من سبعة أشهر، ليغادرها بعدها إلى قناة البلاد، ومنذ جانفي الفارط يعمل كمقدم ومحرر في قناة نوميديا نيوز، وهو يعكف حاليا على التحضير لبرنامج أسبوعي. في هذا الحديث مع الحوار، يؤكد الإعلامي الشاب مولود جودي أن أكثر من نصف ممتهني الصحافة دخلاء على القطاع ويبرر ذلك بقوله أن عملية الانتقاء والتوظيف قائمة على مثل المحاباة والزبونية و "المعريفة".
حاوره: نبيل. ع
* كيف تقيم تجربتكم في عالم الصحافة ؟
– التجربة الإعلامية في الجزائر خصوصا السمعية البصرية منها لا تزال فتية وفي بدايتها وتحتاج على الأقل لثلاث إلى أربع سنوات القادمة لتصحيح الاختلالات الموجودة فيها حاليا، ويجب أن لا ننسى أن الانفتاح على السمعى البصري لم يكن مدروسا ولا مخططا له، وجاء تابعا وكتكملة لتجربة الصحافة المكتوبة التي تحتاج بدورها إلى إعادة النظر فيها لتصل إلى مرحلة الاحترافية والنضج الإعلامي. الإعلام الخاص المكتوب منه والمرئي خاض تجربة عسيرة ليصل إلى ما وصل إليه الآن من تطور وإن كان محدودا مقارنة بالإعلام العربي الذي أصبح إعلاما تفاعليا أكثر منه إعلام تقليدي. الحياة الإعلامية في الجزائر مغلقة نسبيا والوصول إلى مصدر الخبر ليس في متناول الجميع خصوصا للإعلاميين الشباب، وهذا مرتبط طبعا بالحياة السياسية العامة في البلاد.
* هل بإمكان الصحفي اليوم أن يكتب بمصداقية، وأن يكون ناقلا أمينا لما يحدث في المجتمع ؟
– ليس بإمكان الصحفي فعلا أن يكون ناقلا للخبر بموضوعية ومصداقية لعدة اعتبارات: أولا أن الخبر يحرر حسب توجه كل مؤسسة إعلامية قناة كانت أو جريدة وفقا لما يضمن مصلحتها وأنا هنا أتحدث عن الجانب التجاري طبعا والإشهار الذي بات يستعمل ك"ريموت كونترول" لتوجية أي مؤسسة إعلامية ثم يجب أن لا نتناسى أن معظم المؤسسات الإعلامية اسست لغرض تجاري أكثر منه استثمار في الإعلام بما يحمله من قيم ومباديء. وهنا فإن تحرير ونقل صوت أيا كان سياسيا أو مواطنا عاديا يتم إخراجه وفق ما يضمن المورد المادي.
* ما رأيكم في ظاهرة التجوال الصحفي ومشاهدة وجه تلفزيوني ينتقل من قناة إلى أخرى؟
– التجوال بين القنوات الإعلامية موجود لأن حق الصحافيين مفقود ومسلوب، نحن هنا نتحدث عن الضغوطات الرهيبة التي يتعرض لها الإعلاميون في مختلف القنوات الذين يعمل جلهم لأكثر من عشر ساعات يوميا بأجر أقل ما يقال عنه لا يتناسب مع حاجياته وبدون ضمان اجتماعي وبتسلط مطلق من مالك القناة أو الجريدة، بالإضافة إلى تعرض الكثير من الإعلاميات إلى المساومة والابتزاز وعدم وجود قانون يحمي الصحافيين الذين يجدون أنفسهم مظلومين في كل الحالات ومعرضين للطرد في أي وقت لذا فالإعلامي يبحث دوما عن الأفضل ثم الاستقرار وعلى الأقل ليتلقى أجرته بقلتها في وقتها المحدد.
* كثر الحديث عن مشروع قانون السمعي – البصري في رأيكم هل يبشر المشروع بظهور إعلام موضوعي وجاد؟
– قانون السمعي البصري نأمل منه نحن كإعلاميين الخير دائما ونرجو أن يساهم في تصويب وتصحيح مختلف الاختلالات الموجودة حاليا، نعرف أن سلطة الضبط في القطاع السمعي البصري شرعت في مجموعة من اللقاءات مع الفاعلين في القطاع، لذا نامل أن تؤخذ ملاحظاتهم بعين الاعتبار بما يثري ويطور القطاع الإعلامي بالجزائر ويرقى به إلى مصاف القنوات والجرائد الدولية، لكن أكثر ما نحن بحاجة إليه هو ضبط قانون خاص يحمي الصحافيين وتصفية القطاع من الدخلاء لأنه من غير المنطقي أن يكون الإعلام أو أن نتحدث عن احترافية وتطوير الإعلام ونحن نتحدث على أن أكثر من نصف العاملين فيه دخلاء عليه ولم يدرسوا حتى الإعلام وهذا راجع لكون التوظيف أصلا يتم بالمحسوبية والمحابات وأمور أخرى بعيدة كل البعد عن الإعلام.
* كلمة لجريدة الحوار …
– أشكر الجريدة في الأخير على تخصيصها لهذا الركن التفاعلي الذي يعالج هموم أهل القطاع لأننا الآن بأمس الحاجة لأن نعالج همومنا كإعلاميين قبل أن نكون ناقلين لهموم وقضايا المجتمع.