"كي تشبع الكرش تقول لراس غني"هكذا تحول عيد الطالب عندنا في الجزائر، أصبح عيداللأكل والشرب توزع فيه وجبة خاصة على الطلبة من أجل أن يملؤوا بطونهم بدل أن يملؤوا عقولهم، ليت الأمر توقف عند حدود إتخام الطلبة باللحم والمشروبات بدل إتخامهم بالعلم والمعرفة، فكثير ما تتحول حفلة"الزرد" إلى حفلة"الهرد" على وقع موسيقى صاخبة تحول الطالب من طالب علم إلى طالب هوى. أسفي على هذا اليوم المقرون بعيد الطالب الذي أصبح فيه لا حديث في الجامعات إلا على الوجبة الخاصة والحفلات الصاخبة التي ستقام بالمناسبة، في وقت يرمز هذا اليوم لحدث تاريخي كان صانعوه الطلاب الجزائريين الذين التحقوا بالثورة الجزائرية، جامعاتنا تنحدر من يوم لآخر في التصنيفات العالمية بينما طلبتنا غارقون في "الشطيح والرديح" على وقع الموسيقى الصاخبة التي حولت إقامتنا الجامعية لملاهي ليلية. عيد الطالب في الجزائر بدل أن يكون وقفة تاريخية لجلد الذات ومراجعة الكثير من الحسابات بعقد الندوات والمؤتمرات من أجل إعادة هيبة الجامعة الجزائرية التي "مسخها" أبناؤها المحسوبون عليها بفضائح هزت كبرياء الجامعة الجزائرية، أصبح يوما للأكل والشرب تتدافع فيه الأجسام العامرة التي تحمل عقولا خاوية، من أجل قطعة لحم تخصص لهذا اليوم، فتحسب نفسك وأنت في حضرة إقامتنا الجامعية أنك في دولة متخلفة عندما ترى طلبة من المفروض أنهم سيكونون إطارت الغد يتلاطمون ويتلاكمون من أجل قطعة لحم، واقع يعبر عن المستوى الذي وصل إليه الطلبة الجزائريون الذين أصبح همهم الوحيد في الجامعة إشباع البطون بدل إشباع الروح فأصبح يتخرج من جامعتنا أميون بشهادة دكتوراة. لم تعد الجامعة الجزائرية جامعة للعلم بقدر ما أصبحت "جامعة " للفضائح الأخلاقية من سرقات علمية مرتكبوها دكاترة بدل أن يجشموا أنفسهم نسخوا بحوثا "طايبة" لدكاترة عرب ونسبوها لأنفسهم دون وجه حق فمرغوا الجامعة الجزائرية "ومرمدوها"ووسموها بعار كانت في غنى عنه، ودون أن ننسى الفضائح الأخلاقية التي باتت تهز جدران الحرم الجامعي من يوم لآخر بسبب السيقان العارية التي عرت الوجه القبيح للجامعات الجزائرية التي باتت تحتاج اليوم أكثر من وقت مضى لثورة علمية وأخلاقية تخلص الجامعة من براثين التخلف الفكري والأخلاقي على حد سواء.