فاجأت لجنة تحكيم المهرجان الوطني للمسرح المحترف، في ختام دورته العاشرة بالمسرح الوطني "محي الدين باشطارزي"، المشاركين بالدعوة إلى إلغاء لجنة التحكيم وكل جوائز المهرجان في الطبعات القادمة وإيجاد صيغ أخرى لتتويج الفنان المسرحي وتكريمه. حنان حملاوي برّرت لجنة تحكيم الدورة العاشرة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف الدعوة إلى إلغاء الجوائز بكون التتويج بات هدفًا في حدّ ذاته لكثير من الفنّانين وهو ما حوّل المهرجان، حسبها، إلى "مسابقة تنافسية ككل المسابقات الوطنية أو بطولة من البطولات الرياضية التي يجلب فيها المتنافس مشجعيه وأنصاره"، معتبرة أن أكبر جائزة للحركة المسرحية الجزائرية هي الجمهور، وأن الرهان الحقيقيّ يتمثّل في كيفية إعادته إلى القاعات "لنسمو ونرتقي ونفتخر بأعمالنا ومهرجاننا ليصير ككل المهرجانات العالمية المعروفة بتقاليدها العريقة". وحثّت اللجنة، في توصياتها التي قرأها رئيسها المخرج جمال مرير، وزارة الثقافة على ضرورة وضع ميكانيزمات جديدة لحمل الثقل عن كاهل المثقّفين والترويج لأعمالهم والتدخل من أجل توثيق المسرحيات عبر إشراك القنوات العمومية والخاصة وتسجيل المسرحيات وبثها، وأرشفة الفعل المسرحي بكل الطرق المكتوبة والمرئية والمسموعة، بغية الحفاظ على الذاكرة المسرحية، كما دعت إلى إصدار مجلّة دورية تصدر على مدار السنة، ترصد عبر مساهمات النقاد والصحفيين جديد المسرح الجزائري الهاوي والمحترف. ودعت اللجنة إدارات المسارح إلى إعادة النظر في طرق عملها، خاصة في ما تعلق باختيار النصوص والمواضيع والمخرجين، وهذا بعد أن لجأت معظم الإدارات للاعتماد على جامعيين في لجان القراءة "إذ قد لا يرقى مستواهم إلى مستوى النص المسرحي حتى لو كانوا دكاترة"، وفق تعبيرها. كما شدّدت التوصيات على ضرورة إعطاء الطاقم الفني الوقت الكافي لإنجاز العمل الفني على أحسن وجه، مع سهر الإدارة على وطنية الموضوع والرؤية دون إقصاء للتجارب والمساهمات الأجنبية. يُذكر أن لجنة تحكيم الدورة العاشرة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، تضم سبعة أعضاء يجمعون بين الكتابة، التمثيل، الإخراج، التمثيل، السينوغرافيا والموسيقى. ويترأس اللجنة المخرج والممثل المسرحي المخضرم جمال مرير، وتشمل الكاتب المسرحي والروائي محمد بورحلة والملحن والموسيقي قويدر بوزيان. كما تضم اللجنة الممثلة آمال حيمر والكوريغرافي نور الدين قدور والممثل والمخرج المسرحي جمال قرمي إلى جانب الفنان أحمد رزاق. من جهته، اعتبر وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي أن الدورة العاشرة للمهرجان تعدّ بمثابة "شهادة ميلاد" لجيل جديد من مبدعي الخشبة، مضيفا بأن الرهان كبير على الجيل الجديد الذي يعوّل عليه المسرح في الارتقاء بالفعل الثقافي بشكل عام، واعدا بتقديم دعم أكبر في الفترة المقبلة ودفعهم إلى الأمام خدمة للمسرح. وأوصى ميهوبي، في كلمة له بمناسبة اختتام المهرجان، بضرورة نقل كل عروض الدورة العاشرة إلى جماهير الولايات الداخلية، حتى يكون للأخيرة الحظ في الاطلاع على جديد المسرح، حتى وإن كانت لا تملك مسارح جهوية، كما أكد الوزير على أنّ الدورة الحادية عشرة "ستعرف تألقا أكبر". وبدوره، أشاد محافظ المهرجان، محمد يحياوي، بالطاقات الشابة التي صنعت الفرجة في الدورة العاشرة، و"سجّلت حضورها بشكل قوي ولافت على مستويي الأداء والإخراج ومختلف الأصعدة الأخرى"، معتبرا هذه الدورة فرصة أخرى لاستذكار وتثمين جهود ونضالات الجيل السابق من المسرحيين الذين أسسوا للفعل الثقافي في الجزائر، وفرصة للإشادة بجهود الراحلين الباقين في ذاكرة المسرح الجزائري وتاريخه.