يعيد التاريخ نفسه أكثر من مرة، كأنه اختبار لمرشح رخصة سياقة صنف "ب" يرفض أن يدفع رشوة، ففي زمن مضى كان فيلم الحقبة الجوراسية يتصدر مداخيل الأفلام، بينما العالم كله ينتظر الفيلم الجديد terminator ويتنافس بوش وكلينتون على البيت الأبيض، وهو نفس ما نراه الآن تماما بين الحديقة الجوراسة وterminator ، وتنافس بوش "الحفيد" وكلينتون "الزوجة". هل رأى الحب سكارى مثلنا، قمنا بثورة بلا قائد لكيلا يتهموه بالقيادة في حالة سكر، فنحن لا نعرف الحقيقة في حادث مرور، كيف سنعرف ماذا حدث حقا في الثورة، فنوفمبر قام به من عملوا بالسُخرة خماسين فتحصلوا على الرخصة مجاهدين ليمكنهم استيراد السيارات بدون ضريبة. وفي القانون يحتاج أي قائد عربة فوق سن ال 60 إلى تقديم شهادة سلامة طبية وبصرية، بينما لا يحتاج أي قائد في دولتنا لأكثر من شهادة التطعيم ضد الحصبة، لهذا فقدنا ثقتنا في الدولة، فنحن الشعب الذي ينبه السائقين القادمين من الناحية المقابلة بالأضواء والأصوات، ليحذرهم من وجود الحواجز الأمنية الموضوعة في الأساس لحمايته، فالدولة تجبرك على ربط حزام الأمان وأن تشد حزام التقشف، وتحذر من حزام الزلازل، فلا أقل من أن ترد أنت بتحذير المارة من الحواجز. لذلك يقول العلم أن 6 ملايين سنة كانت كافية لتحويلنا من شبيه البشر "Toumaï" إلى إنسان، ويقول التاريخ أن 60 سنة كانت كافية لتحويلنا من أمثال "العربي بن مهيدي" إلى أشباه "هواري منار"، بينما يقول الاقتصاد أنها كانت كافية لتحويلنا من مواطن كامل الحقوق والواجبات إلى سائق تاكسي راديو، مجبر على وضع شعارات الاحتفالات الوطنية على السيارة من الجهتين لأنها فقط بقروض "اونساج".