في حب الضاد من البرامج التي أعدتها الإذاعة الوطنية القناة الأولى وبثتها في شهر رمضان الكريم، برنامج بعنوان "بنكهة عربية"، وقد ظل المذيعون يرددون في كل فاصل قائمة هذه البرامج لكن عند ذكر هذا البرنامج فإنهم ينطقون النَّكهة بضم النون.. والظاهر أن معظم المتعلمين في الجزائر من المعلمين إلى الأساتذة في الجامعة مرورا بالصحفيين والمنشطين وغيرهم ينطقونها كذلك. والصحيح أن النكهة التي تعني طعم الشيء ورائحته ومذاقه، تُنطق بفتح النون وليس بضمها..أما المضمومة نونها أي "النُّكَّهَ"، فهي شيء آخر تماما لا يمت بصلة إلى النَّكهة. والنَّكْهَةُ في لسان العرب هي: "ريح الفم. نَكَهَ له وعليه يَنْكِهُ ويَنْكَهُ نَكْهاً: تَنَفَّسَ على أَنفه. ونَكَهَهُ نَكْهاً ونَكِهَهُ واسْتَنْكَهَهُ: شم رائحة فمه، والاسم النَّكْهَةُ؛ واسْتَنْكَهْتُ الرجلَ فَنَكَهَ في وجهي يَنْكِهُ ويَنْكَهُ نَكْهاً إذا أَمره بأَن يَنْكَهَ ليعلم أَشارِبٌ هو أَم غير شاربٍ؛ قال ابن بري: شاهده قولُ الأُقَيْشِرِ: يقولون لي: انْكَهْ قد شَرِبْتَ مُدَامَةً فَقُلْتُ لَهُمْ: لا بَلْ أَكَلْتُ سَفَرْجَلا.. والنَّكهة إذن هي رائحة الفم، وهذا هو الأصل، ثم أصبحت تُطلق على طعم الأكل أو الشرب ورائحته ومذاقه.. أما النُّكَّهَ فهي نادرة وأصلها النُّقَّه كما يبينه "لسان العرب":" والنُّكَّهُ من الإبل: التي ذهبت أَصواتها من الضعف، وهي لغة تميم في النُّقَّهِ؛".. كما جاء في مقاييس اللغة:" ويقولون وما أدري كيف هو: إنَّ النُّكَّهَ من الإبل: التي ذهَبَتْ أصواتها من الضَّعف"، فعلى الزملاء في الإذاعة الوطنية والقناة الأولى وغيرها أن يصححوا النطق حتى يستقيم الكلام، "بنّكْهَةٍ عربية" طيبة، مع تمنياتنا للجميع بمزيد من النجاح والتألق..