آمنة/ ب تعرف مجمل الأسواق الجزائرية حركية كبيرة قبيل عيد الأضحى المبارك، حيث يتهافت المواطنون بمختلف الأجناس والأعمار على التسوق واقتناء حاجياتهم الضرورية من أجل إحياء أيام العيد في جو مريح، فلا يكاد يخلو محل أوطاولة يختص ببيع الشوايات، الفحم، السكاكين، التوابل أو حتى لوازم الحلويات وملابس الأطفال من اكتظاظ المتسوقين. ككل موسم عيد يتهافت الجزائريون على اقتناء مستلزماتهم تحضيرا لإحياء هذا اليوم المبارك الذي يحظى بأهمية كبيرة في نفوس المسلمين، حيث تعج الأسواق والمحال بالوافدين من كل حدب وصرب، فكما يهتم الرجال باقتناء أدوات النحر، تهتم النساء باقتناء لوازم الطبخ والحلويات، فيما لا يتنازل الكثير من الأطفال عن كسوة العيد. وعلى غرار اقتناء أدوات النحر الجديدة، يفضل الكثير من الجزائريين المقبلين على الاقتداء بسنة سيدنا إبراهيم عليه السلام استخدام سكاكينهم وأدواتهم القديمة توفيرا لبعض المال، وذلك بعد سنها وجعلها لا تفرق في أداء مهامها عن نظيرتها الجديدة، حيث يلاحظ المتجول بالأسواق انتعاش هذه المهنة التي لا نلحظها سوى من عيد إلى عيد، حيث يبسط بعض الحرفيين طاولاتهم بالأسواق ويعرضون خدماتهم على الراغبين في شحذ أدوات النحر على غرار السكاكين والسواطير بمختلف أحجامها وأنواعها، وتختلف تسعيرة شحذ السكين باختلاف نوعه وحجمه فمن 50 إلى 80 و100 دينار، ولمن لم يتسن له شحذ السكين بالسوق يقبل آخرون إلى الحدادين لسن مختلف أدوات النحر. هذا، وتعتبر شوايات الفحم من أكثر السلع التي يقبل على اقتنائها الجزائريون في هذه الآونة، خصوصا وأن الشواء يعتبر تقليدا لا يمكن الاستغناء عنه في موسم عيد الأضحى المبارك بالنسبة للكثير من العائلات الجزائرية، وذلك نظرا لتوفر اللحم في كل البيوت ولا يلقى أي شخص الحرج من انبعاث رائحة شيّ اللحم، ونظرا أيضا لكون الشواء تحديدا يتم في أجواء عائلية بهيجة ويتشارك أفراد العائلة في تحضيره وتناوله، فحتى الرجال يحبذون شواء اللحم على عكس أي عمل آخر يخص الطبخ، وعلى غرار ذلك يفضل الكثيرون شواء اللحم على قليه أو طبخه، نظرا لقيمته الغذائية العالية من جهة وتدني السعرات الحرارية به من جهة أخرى. وعليه يتهافت الجزائريون على اقتناء الشوايات بمختلف أحجامها وأثمانها، كل حسب مقدوره، فالبسطاء يختارون الشوايات الصغيرة والتي لا يتعدى ثمنها 450 دينار في معظم الأسواق، بينما يفضل آخرون اقتناء شوايات من نوع رفيع تكون أغلى ثمنا وأكبر حجما، وقد تعددت أشكالها بالأسواق، فمن الشوايات التي تحتوي على أرجل طويلة، تساعد مستخدمها كثيرا في أداء مهمته، إلى نظيرتها الجذابة بشكلها الدائري، ولكن الملاحظ أن شوايات الفحم المنتشرة بالأسواق والتي تعتبر من النوع الجيد لا يزيد ثمنها عن 4500 دينار.