عرفت التحويلات الاجتماعية ارتفاعا بنسبة 5ر7 بالمائة لتبلغ 23 بالمائة من ميزانية الدولة، ضمن مشروع قانون المالية لسنة 2016، منها 477 مليار دج لدعم السكن، و446 مليار دج لدعم العائلات، منها 222 مليار دج لدعم أسعار المواد الأساسية، و5ر316 مليار دج لدعم الصحة العمومية وغيرها بالنسبة للحكومة. مساعدات الدولة بلغت رقما قياسيا خصوصا في ظل الأزمة المالية التي تعرفها الجزائر، لكن بالنسبة للجمعيات والمواطنين، فإن اتساع رقعة الشرائح الهشة يستدعي أن يقابله مزيد من الدعم والرعاية وتشجيع الأعمال الخيرية لمحاصرة التهميش الاجتماعي والفق . ارتأت جريدة "الحوار" من خلال استضافة جمعيات وطنية لها تاريخ وباع طويل في العمل الميداني الخيري، وهي جمعية الإصلاح والإرشاد، الكشافة الإسلامية الجزائرية وحركة" ناس الخير" ومجموعة "تيسير"، فتح النقاش واسعا حول عالم العمل الخيري في الجزائر الظاهر منه والباطن، هل العمل الخيري مؤطر كما يجب، أم أنه مليء بالفوضى؟، هل هناك تضييق على الجمعيات المهتمة به؟، هل قوانين الدولة تدعم عمل الجمعيات الخيرية، أم أن الدولة تسعى لاحتكار المجال تفاديا للاستغلال السياسوي لمعاناة الجزائريين في أغراض انتخابية؟، هل تقوم الجمعيات بالعمل الخيري حقا، أم أنها تقتات هي الأخرى من هذه المساعدات؟، كيف يمكن التوازن بين العمل الخيري داخليا وخارجيا من أجل دعم الشعوب على غرار الشعب الفلسطيني والصحراوي وغيرها.
* نصر الدين حزام رئيس جمعية الإرشاد والإصلاح: نحن بحاجة إلى عمل خيري مؤسسي يرقى إلى الاحترافية
دعا نصر الدين حزام، رئيس جمعية الإرشاد والإصلاح، في مداخلته حول واقع العمل الخيري بالجزائر بمنتدى "الحوار"، إلى تفعيل دور المجتمع المدني في العمل الخيري والالتفاف حول الفضاء الاستشاري الذي تسعى الجمعية إلى الارتقاء إليه ليكون اللبنة الأولى لبناء صرح مدني، حيث تنشط الجمعية في مختلف المجالات الخيرية، لكن مجهودها لم ير له الأثر ولم يحقق الهدف الذي أريد له، ذلك أن المجتمع المدني بالجزائر يحتاج إلى مرافقة قانونية وإلى تنظيم حتى يسهل عمله ويوجه توجيها سليما صحيحا، يحفزه على المضي قدما. والمجتمع المدني في حد ذاته يحتاج إلى أن يبني نفسه على أسس مؤسسية، مضيفا أن العمل الخيري الذي لا يبنى على العمل المؤسسي لا يرقى إلى الاحترافية المطلوبة التي تظهر نتائجها جلية. وأضاف ذات المصدر، أن الجمعيات الخيرية الناشطة اليوم، تضم كفاءات عالية من إطارات في مختلف المجالات العلمية والرياضية، لكنها تحتاج هي الأخرى إلى التأهيل من حيث المعارف وإلى فكر مؤسسي يقودنا إلى الاحترافية، مثلما حدث في فيضانات البيض، حيث كنا قد أنشأنا هيئة تعمل من خلال تنظيم محكم واستراتيجي فتمكنا في ظرف يسير من جمع المعلومات الكافية واستقراء أحوال المصابين، فقمنا بإرسال قافلة جابت الميدان وأغاثت المصابين بطريقة علمية مؤسسة، وكذلك ما حدث في أزمة غرداية، حيث أرسلنا قافلة تضامنية استطاعت خلال 24 ساعة من تقديم الدعم الضروري لمواطني غرداية في ظرف عصيب وفي وقت صيام، مشيرا أن العملية تمت بنجاح وتمت بتكاثف الجهود مع الوزارة الأولى ووزارة التضامن، وكلفت مبلغا قدره 8 مليون دج من المساعدات المشتركة بين الجمعية والوزارات المذكورة. وبقدر ما كانت عمليات الإغاثة المذكورة ناجحة، وهو عكس ما حدث إبان زلزال بومرداس في2003 ، أضاف المتحدث، حيث تمت الإغاثة بطريقة عشوائية لم تأت بالنتيجة المرجوة منها، وذهبت جهود الجمعية أدراج الرياح. وأكد رئيس جمعية الإرشاد والإصلاح على ضرورة خلق إطار يجمع المجتمع المدني بعيدا عن الشكل التنظيمي الهيكلي وطرح البرامج المشتركة للتأسيس لثقافة المجتمع، وتقبل كل منا مشاريع الآخر حتى نحقق ما يمكن تحقيقه من حاجات لهذا الوطن الذي تبقى خدمته هدفا يسمو على كل هدف.
* طارق زروقي ممثل مجموعة ناس الخير: 80 جمعية خيرية في الجزائر ولا أثر لها في الميدان
في سياق متصل، اقترح زروقي طارق، مكلف بالتسيير والإعلام بمجموعة" ناس الخير"، على المشرع الجزائري صياغة مشروع قانون للمجتمع المدني لتنظيم العمل الخيري. ودعا زروقي، خلال المداخلة التي ألقاها في إطار منتدى "الحوار" حول " واقع العمل الخيري في الجزائر"، إلى تبني فكرة التدرج في العمل الخيري، باعتباره عمل قانوني وحق يكفله الدستور للمواطن، مشيرا إلى أن التكافل الاجتماعي ليس وليد اليوم بل ضارب بعروقه في المجتمع منذ الأزل. وقال ضيف "الحوار" إن فئة كبيرة من الشعب الجزائري ترفض الانخراط في الجمعيات الخيرية ذات الطابع الحكومي أوالمساهمة في الأعمال التضامنية المنضوية تحت اللواء الحزبي أيا كانت الشعارات، وهو ما شجع – حسبه – أعضاء مجموعة " ناس الخير" على وضع سياسة جديدة واستراتيجية مفصلة حسب رغبات مختلف فئات الشباب الجزائري، وتشجيعها على العمل ضمن إطار خيري تضامني بعيدا عن التنظيمات السياسية أوالجمعوية ربما يكون مآلها الفشل مثل ما هو حال أزيد من ثمانين جمعية التي اختصر وجودها على الورق فقط دون أن يسجل لها أثرا على أرض الواقع، ودون نتيجة ملموسة. ومجموعة " ناس الخير" يضيف ذات المتحدث، هي مدرسة تعمل في فضاء واسع، تضمن في مسعاها تكوينا للشباب بطريقة قانونية، حتى يتسنى لكل متربص خلق تيار خيري مماثل يشتغل ضمن قواعد إنسانية لتوسيع عملية التكافل والتضامن إلى أبعد الحدود. وأفاد طارق زروقي، أن حركة مجموعة " ناس الخير" عرفت توسعا كبيرا لتشمل 48 ولاية، وامتد صيتها إلى خارج حدود الوطن وسجلت بصمتها في عشر دول عبر العالم، وهو ما أكسبها صبغة عالمية. هذا، وتطرق لسان حال " ناس الخير"، في معرض حديثه عن اللبنة الأولى التي وضعت حجر أساس لمجموعة " ناس الخير"، والتي قال إنها بدأت بإسعاف عجوز ذات تسعين عاما سنة 2009 بالعاصمة، حيث تمكنت من توفير بيت لها وكانت تلك الحالة لبنة انطلقت منها المجموعة نحو العمل الخيري الذي بدأ في العمل التضامني عبر شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك، "واستطعنا جمع عدد كبير من الشباب، بعدها خرجنا إلى الواقع المعاش وتمكنا من تحقيق قفزة نوعية في هذا المجال، هذا العمل الجماعي هو لخدمة الإنسان في جميع الفضاءات البيئية، الرياضية والخيرية، وقضايا أخرى تهم المجتمع الإنساني". ح/سامية / آمنة بولعلوة/ نصيرة سيد علي
* صلاح الدين ربوح: هدف الكشافة الإسلامية هو الارتقاء بالأداء والعمل الخيري أشار صلاح الدين ربوح، مسؤول وطني لخدمة وتنمية المجتمع بالكشافة الإسلامية الجزائرية، خلال مداخلته، إلى أن الكشافة الإسلامية الجزائرية معروفة عند العام والخاص، فهي منظمة تربوية وتطوعية تسعى لإفشاء الخير في المجتمع وتربية الأجيال وإعداد المواطن والفرد الصالح. وأضاف ذات المتحدث، بأن الكشافة الإسلامية تخدم المجتمع من خلال تنمية الأنشطة التضامنية، حيث تقوم الكشافة بهذه الأنشطة في شهر رمضان المبارك ومواعيد اجتماعية مهمة على غرار الدخول المدرسي، إضافة إلى الأعياد والمواسم الدينية، كما يحتدم نشاطها في حالة وقوع الكوارث على غرار الفيضانات والزلازل، حيث تقوم بالعمل الإغاثي جنبا إلى جنب مع الجمعيات الناشطة، كما تقوم الكشافة أيضا بالعمل التحسيسي والوقائي، خصوصا من الآفات التي تترصد بالشباب على غرار المخدرات وغيرها، كما تقوم الكشافة الإسلامية بزيارة المستشفيات ودور العجزة من أجل تقديم الدعم للمرضى والمسنين. كما قدمت الكشافة الإسلامية الجزائرية مشروعا رائدا على المستوى الوطني والعربي أيضا، حسب ذات المتحدث، والمتمثل في بناء المركز النفسي البيداغوجي بولاية بومرداس، حيث يحوي مجموعة من الأطفال المعاقين الذين يحظون بالرعاية النفسية في المركز، فضلا عن المشروع الثاني الذي يعتبر رائدا أيضا، وهو مشروع إدماج السجون، حيث أكد أن أعوان السجون هم من ضمن هذا المنهاج الذي يرمي إلى إصلاح المساجين وجعلهم يخرجون كأشخاص أسوياء. وأوضح ذات المتحدث، بأن الكشافة الإسلامية الجزائرية تعتبر نفسها فاعلة في سبيل تطوير الأداء ومساعدة أفراد المجتمع، وهدفها هو الارتقاء بالأداء والعمل الخيري. * محمد جمعي ممثل تجمع تيسير مناضلو "تيسير" يبذلون جهودا جبارة لدعم المرضى والمسنين اكتفى محمد جمعي، المتحدث باسم جمع "تسيير" الفاعلة في النشاط الخيري، بالإشارة إلى الجهود الجبارة والمستمرة التي يبذلها المناضلون بجمعية "تيسير"، حيث يزورون بشكل دائم دور العجزة من أجل تقديم شتى أنواع المساعدة للمسنين، فضلا عن الزيارات الدائمة التي يقومون بها للمستشفيات من أجل تقديم الدعم للمرضى والمصابين بالسرطان، مؤكدا أنهم أيادي الخفاء التي تعمل دون كلل أوملل، كما يقومون على غرار ما سبق بنشاطات بيئية ويزرعون الأشجار بالأحياء السكنية، كما استغل ذات المتحدث الفرصة لشكرهم على جميع الجهود التي يبذلونها في سبيل إفشاء العمل الخيري، ومستشهدا بالآية الكريمة " فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ".
* بمناسبة اليوم الوطني للصحافة جمعية الإرشاد والإصلاح تكرم الإعلاميين والصحفيين من خلال منتدى "الحوار"
أقدمت جمعية الإرشاد والإصلاح، ممثلة برئيسها نصر الدين حزام وبمحمد قاضي، بخالص الشكر للصحفيين والإعلاميين الذين رافقوها في نشاطاتها ومشاريعها الخيرية، معتبرة إياهم من المناضلين، حيث قدمت شهادة تقدير وعرفان لجريدة "الحوار"، معربة عن امتنانها الكبير لمنتدى "الحوار" الذي أتاح لها فرصة تثمين جهود الإعلاميين بمناسبة اليوم الوطني للصحافة الذي أحيته الجزائر قبل أيام، كما قدمت تكريما خاصا لقناة الأجواء ممثلا في شخص الصحفية مريم عتيق صاحبة برنامج "أيادي الخير"، كما كرمت الجمعية الإذاعة الوطنية "القناة الأولى" وإذاعة القرآن الكريم، بالإضافة إلى تكريم الصحفي محمد رفيق حداد، من قناة الوطن الجزائرية.