دافع المتدخلون في ندوة الحوار التي ناقشت "دور الزوايا في إعادة اللّحمة للمجتمع الجزائري" عن الزوايا وأحقيتها في العودة إلى الواجهة وللعب الدور الذي وجدت لأجله في تبليغ الدعوة وحفظ تقاليد المجتمع، ودعا في هذا السياق وزير الشؤون الدينية السابق أبو عبد الله غلام الله إلى وجوب أن تستمر هذه المنارات في عملها دون تشويش وأن يترفع أهلها عن المصالح الدنيوية، أما رئيس نقابة الأئمة الشيخ الدكتور جلول حجيمي فدعا إلى ضرورة المحافظة على المرجعية الدينية، مؤكدا أن الوقت قد حان لتقوية الجبهة الداخلية ورص الصفوف بالتعاون مع الخيّرين من أبناء الوطن، فالزاوية لطالما لعبت دور المرشد والمدافع عن قيم الأمة بدءا بالحفاظ على الحرف العربي إلى الجهاد المسلح وإعادة بناء المجتمع الجزائري. من جهته عرّج العلامة مأمون القاسمي شيخ الزاوية القاسمية بالهامل على دور الزوايا التي يشهد لها الجميع بأنها كانت سباقة لكل مسعى من شأنه تصحيح الخلل أينما ظهر وكلما ظهر هنا وهناك حتى لا يتسع نطاقه. وأوضح العلامة في مداخلته أن الزوايا الأصيلة كانت تواجه أي خطر يهدد الأخوة الجامعة حيث أدت رسالتها عبر التاريخ حسب الظروف والإمكانيات المتاحة، كما تناول الكلمة عدد من الشيوخ على غرار الشيخين الجليلين طاهر آيت علجت وعلي عيّة، إضافة إلى رئيس المنظمة الوطنية للزوايا عبد القادر باسين. ندوة الحوار "دور الزوايا في إعادة اللّحمة للمجتمع الجزائري" جرت بحضور وزير الشؤون الدينية والأوقاف السابق أبو عبد الله غلام الله والعلامة الشيخ الطاهر آيت علجت، وشيوخ الزوايا من مختلف مناطق الوطن وعدد من الأكاديميين.
الأستاذ عبد القادر باسين رئيس المنظمة الوطنية للزوايا: الزوايا قامت بدورها على أكمل وجه في الدفاع عن مقومات الشخصية الوطنية قال الأستاذ عبد القادر باسين، رئيس المنظمة الوطنية للزوايا في مداخلته حول دور الزوايا في تمتين الأمة إن الزوايا قامت بدورها على أكمل وجه في الدفاع عن عناصر ومقومات الشخصية الوطنية التي تستمد قوتها من الدين الإسلامي وهو أحد المقومات الأساسية لبناء شخصيتنا وهو الحصن المنيع الذي مكّن الجزائر من الصمود في وجه المستعمر وحصّن المجتمع من موجات التغريب والتنصير، فدور الزوايا لم يقتصر على التدريس والحفاظ على العادات والتقاليد فقط، بل كان نقطة انطلقت منها شرارة العديد من الانتفاضات الشعبية التي قامت لتحرير البلاد من المستعمر، ويكفي الزوايا فخرا أن مؤسس الدولة الأمير عبد القادر هو شيخ الطريقة القادرية وكل الانتفاضات التي عرفتها الجزائر خرجت من رحم الزوايا وقادها شيوخ الزوايا وأبناؤها.
وزير الشؤون الدينية السابق أبو عبد الله غلام الله: لضمان الوحدة والتماسك لا بد من استمرار هذه المنارات في عملها رحب وزير الشؤون الدينية السابق أبو عبد الله غلام الله بالحاضرين وعلى رأسهم شيخ الإسلام الطاهر علجت أطال الله بقاءه، واعتبر مداخلة مأمون القاسمي شيخ الزاوية القاسمية ملمة بالأمر وشاملة لكل جوانبه، لأنه تكلم عن جوهر الموضوع المتمثل في دور الزوايا في تمتين وحدة الأمة، وأشار المتحدث بأن الزوايا المنتشرة والمبثوثة في الجزائر قائمة على أساس تعليم القرآن، ولم يكن الهدف منها سوى تبليغ الرسالة، أين كان الشيخ يدرس تلاميذه ويحفظهم القرآن ويعلمهم أصول الدين والتربية وكيفية التعامل مع الناس والمواقف، وحالما يبلغ أحد التلاميذ مرحلة النضج ويتشبع بالمعارف يرسله شيخه ليعلم أطفال قرية معينة ليس لديها معلم للقرآن، فالتبليغ كان عبارة عن رسالة وليس بروتوكولا. وبغرض ضرب الإسلام وتقسيم المسلمين إلى فرق وشيع أوضح وزير الشؤون الدينية السابق أنه في القرن الرابع الهجري قام عملاء بتقديم تفاسير من مصادر الإلحاد أمسك بها المستشرقون واستغلوها، كما أضاف بأن المكيدين للإسلام تفطنوا خلال الحرب العالمية الأولى إلى ضرورة البدء من الكنيسة لضرب الإسلام، فقاموا بوضع قس للكنيسة الكاثوليكية ليس لاتينيا وإنما بولوني وذلك بغرض تبرئة اليهود من دم المسيح، وكان هذا الفكر المسموم هو مصدر التطرف، وهم يعملون في مناطق عديدة ومخابر كثيرة لأجل أن يفرغوا الإسلام من التماسك الروحي الذي يجمع المسلمين، وإذا تفرغ المحتوى الروحي تلاشى كما تتلاشى أوراق الخريف، وعلى سبيل المثال ذكر المتحدث بقضية مسجد "أغريب" الذي أرادت جماعة إصلاحه بينما طالبت فرقة أخرى بإزالته وبناء مسجد آخر وذلك لتواجده داخل مقبرة وذلك لا يصح، وبالتالي طرح إشكال عن الناس الذين صلّوا به لفترة طويلة من الزمن فمنهم من قال إن صلاتهم لا تصح، وبالتالي الغرض هو إفراغ الثقافة الوطنية التي بنيت وأصبحنا نكفر أصولنا وتاريخنا ونقول لنبدأ الإسلام من جديد وهذا التيار أساسه سياسة صهيونية تريد أن تفرغ الإسلام من محتواه. هذا، وقد أكد وزير الشؤون الدينية السابق على ضرورة أن تتجرد هذه المنارات من المصالح الدنيوية، ومن الممكن أن يشارك فيها التاجر والسياسي والعالم، لكن لقاءهم واجتماعهم يكون على تقوى الله ورضوانه، وأوضح المتحدث أنه عندما كان متقلدا للمسؤولية بالدولة الجزائرية ويسأل على الزوايا يجيب بأن لها طريقتها في العمل، فإذا استطعنا مساعدتنا لنفعل وإلا نتركها تواصل عملها، وذلك لأنه لا ينبغي التدخل في توجيه وتسيير الزوايا وطريقة عملها وإلا ستستعمل لأغراض أخرى تختلف عن الأهداف الأساسية التي وجدت لأجلها، مشيرا إلى أن هذه المنارات ذات الجذور التاريخية كانت في خدمة الإسلام قبل دخول الاستعمار، حيث حررت وهران من الإسبان على يد الشيخ بوطالب وطلبته وهو في الثمانينات من العمر، مؤكدا أن هذا التاريخ يجب أن يتذكره دائما شباب الزوايا وعليهم أن يهتموا بهذا التاريخ والمنهجية التي تجعل الإسلام حيا في قلوب الناس، فإذا تمكنت روح القرآن ونوره من قلوب الشباب فإنهم لن ينحرفوا، كما أكد بأن العصرنة من الممكن أن تساعدنا في أمور الدنيا وليس في الأمور الثقافية والدينية. هذا، وقد وضح وزير الشؤون الدينية السابق بأننا نبتعد عن المبادئ الإسلامية لأننا نطبق نظاما يختلف عن المبادئ الإسلامية وهو قادم من فلسفة مادية، وهذا البناء لا يستوعب المبادئ الإسلامية، وختم أبو عبد الله غلام الله مداخلته بالتأكيد على أنه لضمان دوام هذه الوحدة والتماسك والقوة لا بد أن تستمر هذه المنارات في عملها وأن لا تستعمل في غير الوجهة التي أسست لأجلها، وبهذا يكون النصر على الأهواء والتيارات سواء كانت القامة من الشرق أو الغرب.
علي عية إمام المسجد الكبير وشيخ الزاوية العلمية لتحفيظ القرآن: دور الإمام مثل دور قايد صالح في حماية الوطن تأسف الشيخ علي عية عن بعض الذي يقال في وسائل الإعلام وخصوصا المتعلق بالتساؤل عن ماذا قدم العلماء للثورة، وأجاب بأن الفاتح من نوفمبر هو تاريخ استمرار الثورة وليس اندلاعها، حيث حارب العديد من الشيوخ الاستعمار وكلما سقط شيخ حمل رايته آخر، على غرار الشيخ بومعزة والشيخ بوبغلة الذي أعلن الجهاد في سنة 1851 ليستشهد في سنة 1854، وبعده الشيخ الحداد والمقراني وبوعمامة، إلى أن أمسكت الثورة كل التيارات الوطنية، وأشار أيضا المتحدث إلى دور المرأة الجزائرية في الثورة، مؤكدا أنها كانت مصدر الأمن وأن التلاحم الذي ميز فترة الاستعمار يعبر عن شهامة ونخوة الجزائريين، كما سلط الضوء على الدور الذي لعبته جمعية العلماء في تعليم الجزائريين وتهيئتهم للجهاد، فضلا عن نزع ما أراد الاستعمار الفرنسي زرعه في عقول الجزائريين. أما عن دور الزوايا اليوم، فقد أكد شيخ الزاوية العلمية علي عية أن الجزائر بحاجة إلى الزوايا اليوم أكثر من الحقبة الاستعمارية، وذلك حتى تكون الحصن الحصين والوقاية التي تجعلنا لا نذوب ونندمج مع أعداء الإسلام، وحتى لا يقلد شبابنا الأوربيين في تمزيق السراويل، وأضاف بأن الجزائر بحاجة لزاوية تدق أبواب كل بيت لتعليم القرآن واللغة العربية، حتى نقضي عن القتل والإجرام القائم بين الأصول والفروع، وحتى نقضي عن ظاهرة خطف الأطفال، وأضاف بأننا نريد للزاوية أن تقوم كما قامت باحترام الأستاذ والمعلم والدفاع عن المصالح الوطنية ورفع راية النصر لبيت المقدس. هذا، وطالب الشيخ علي عية وزير الشؤون الدينية بفتح زاوية داخل الوزارة، حتى يتسنى طرح الأسئلة والقضايا وفتح باب الحوار، كما قام المتحدث بتقديم أمثلة عن شجاعة العديد من الأئمة في فترة الاستعمار والذين قاموا بتعليم القرآن والدين رغما عن فرنسا، بل وتحدوها، مؤكدا أنه اليوم يعتبر دور الإمام أكبر من قايد صالح في حماية الوطن.
الدكتور الشيخ جلول حجيمي.. رئيس النقابة الوطنية للأئمة: "يجب الحفاظ على المرجعية الدينية الوطنية وتقوية الجبهة الداخلية" دعا الشيخ جلول حجيمي إلى الحفاظ على المرجعية الدينية الوطنية بعيدا عن الأفكار والشطحات التي تظهر بين الحين والآخر فالزاويا كغيرها عمل بشري ولا يوجد عمل بشري خال من الأخطاء، مؤكدا أن الوقت حان لتقوية الجبهة الداخلية بالتعاون مع الخيّرين من أبناء الوطن و لابد من إعادة ومراجعة التاريخ بعيدا عن العصبية القاتلة فشيوخ الزوايا وروادها انصهروا في مجتمعهم وتعاونوا وأنتجوا الثورة وينبغي أن نشير إلى أن الزوايا لم تتخل أبدا عن خطها في الدفاع عن رموز الوطن فالزوايا كانت ولا تزال قلعة من قلاع الإسلام ولا تنفصل إطلاقا عن تاريخ الأمة حيث قدمت رسالتها الدينية والتربوية والتعليمية ودافعت عن وحدة الأمة بدءا بالحفاظ على الحرف العربي إلى الجهاد المسلح، كما ساهمت في علاج كل مشاكل التشنج التي حدثت في المجتمع كما وقع مع الأباظيين في غرداية، وأضاف رئيس نقابة الأئمة أنه لابد أن نتعاون جميعا لحماية الوطن وأن نعتمد على الأصليين من أبنائه، ولا يجب كيل الاتهامات لطرف معين فأبناء الزوايا لا يملكون أجندات خارجية وبيننا وبين من يخالفنا كتاب الله وسنة رسوله الكريم.
مراد معيزة ممثل وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى: وزارة الشؤون الدينية تدعم وتقف بقوة إلى جانب الزوايا بعث وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى برسالة تلاها ممثله مراد معيزة أكد فيها أن وزارته تدعم وتقف بقوة إلى جانب الزاوية لاعتبارات مختلفة في مقدمتها أن الزاوية جزء لا يتجزأ من كيان هذا البلد العزيز المفدى فحيثما حللت بأي ولاية وجدت أن الزاوية تعتبر معلما هاما من معالم الولاية. الاعتبار الثاني حسب معيزة أن الزاوية كانت ولازالت ركنا شديدا آوت إليه ويأوي إليه المواطنون الجزائريون من كل أقطار هذا البلد، فكونت فيهم الشخصية الجزائرية المسلمة الجامعة بين حب الدين والوطن وكانت تعلمهم أن حب الوطن مرتبط بحب الدين وحب الدين مرتبط بحب الوطن فهما يشكلان وجهان لعملة واحدة. الاعتبار الثالث يضيف ممثل وزير الشؤون الدينية والأوقاف "هو أن الزاوية هي الحاضن الرئيس للتعليم القرآني والعلوم الشرعية، فكانت ولازالت الزاوية هي الخزان للمتخرجين من حفظة القرآن الكريم الذي تعج بهم مساجد الجزائر اليوم ناهيك عن دورها الفعال في تعليم علوم الشريعة، حيث تخرج ولازالت يتخرج منها العلماء الذين يملؤون منابر المساجد والزوايا. أما الاعتبار الرابع هو أن الزاوية تعد رمزا من رموز التربية ونشر الأخلاق والسلوك بفضل مشايخها الأقطاب العارفين الذين يزرعون في نفوس متبعيهم الأخلاق النبوية الشريفة، كما كانت ولازالت الزاوية حاضنا لجميع من يقصدها من أبناء السبيل والفقراء والمساكين من الأسر والعشائر وأبناء السبيل، فكانت جامعة للاجتماع والاقتصاد كذلك. لهذه الاعتبارات وأخرى يوضح معيزة "فإن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف تدعم وتقف بجانب الزوايا دون أن نغفل الدور الرئيس الذي لعبته الزاوية في المحافظة على لحمة الجزائريين والجهاد في سبيل الله سواء في وقت الاستعمار أو العشرية السوداء"، يضيف "الزاوية بهذه الاعتبارات كلها كانت مرجعا رئيسا في المحافظة على المرجعية الجزائرية في الفقه والسلوك والعقيدة… وحافظت ولازالت تحافظ على هذا النهج الأصيل خاصة في وحدة الجزائريين من خلال توحيد أفكارهم وقلوبهم كأنهم رجل واحد". * حنان حملاوي
الشيخ الطاهر آيت علجت: قوة الجزائر ووحدتها يعود إلى الزوايا العلمية دعا الشيخ الطاهر أيت علجت إلى الاقتداء والعمل بالسيرة النبوية الشريفة من أجل تحقيق الوحدة الوطنية وسلامة الوطن في إشارة منه إلى نضال الشعب الجزائري الذي تمكن من الانتصار على الاستعمار الفرنسي الغاشم والوقوف في وجهه. وذكر الشيخ الطاهر آيت علجت خلال حديثه أن الجزائر بلد أمن كون الرسول عليه الصلاة والسلام ضمن للمسلم الحياة الطيبة والمباركة في الدنيا والآخرة داعيا الناس جميعا إلى الاقتداء والعمل بما جاء به رسول الله من أجل تحقيق قوة وسلامة الوطن، مبرزا أن الجزائر تكمن قوتها في وحدتها وسلامتها وفي طريقة سلوكها، مستشهد بقوتها في إخراج الاحتلال الفرنسي وتحقيق الاستقلال. كما أرجع الشيخ الطاهر الفضل في قوة الجزائر وانتصارها إلى الزوايا القرآنية والعلمية والتربوية، داعيا في الأخير الله لحفظ البلد من كيد الماكرين بما فيهم اليهود والنصارى وتوحيد كلمة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. * سامية جيدل
العلامة محمد المأمون القاسمي شيخ الزاوية القاسمية: الزوايا الأصيلة تحمل رسائل شاملة من أجل وحدة الأمة الجامعة قال العلامة محمد المأمون القاسمي إنه عندما يتحدث عن الزوايا ودورها فإنه يقصد بها تلك القلاع الربانية والمعاقل العلمية التي أعمرها رجالها الصالحون وأقاموها على تقوى من الله وخدمتهم لدين الله، مشيرا إلى أن رسالتها تتميز بشموليتها التي هي شمولية الإسلام في سماحته ودعوته و وسطيته واعتداله، حيث تمتزج فيها القيم الوطنية والروح الدينية الإسلامية، فكانت بحق عبر التاريخ تتجسد فيها وفي دعوتها، وتلتحم مثلما بينه المستعمر بما نشره في وثائقه على تعددها في الحقبة الاستعمارية، كما أكد أن التحام القيم الروحية والوطنية كان سر تماسك الشعب الجزائري والتحامه وبقائه صامدا. الزوايا كما أكد الشيخ القاسمي في مداخلة ألقاها في الندوة التي نظمتها جريدة "الحوار" حول دور الزوايا في إعادة اللحمة للمجتمع الجزائري، هي المؤسسات التي تبعد عن أذهاننا كل من ينتحل صفة بينما عرف عن حقيقته أنه أبعد ما يكون عن هذه الرسالة الشاملة التي يطبعها المسعى الدائم والمتجدد من أجل إصلاح المجتمع وإبقائه أسرة واحدة متماسكة تسودها المحبة والإخاء والتضامن، خصوصا وأن هذه الزوايا كانت سباقة لكل مسعى من شأنه تصحيح الخلل أينما ظهر وكلما ظهر هنا وهناك حتى لا يتسع نطاقه. وأوضح العلامة في مداخلته أن الزوايا الأصيلة كانت تواجه أي خطر يهدد الأخوة الجامعة حيث أدت رسالتها عبر التاريخ حسب الظروف والإمكانيات المتاحة، مستشهدا في ذلك بالمؤسسة التي تشرف بالانتساب إليها وخدم رسالتها إلى اليوم وهي "الزاوية القاسمية" والتي حرصت وسهرت على إبقاء اللحمة بين مكونات المجتمع والوطن، وكانت ولازالت تسعى لتوسيع دائرة التعاون خصوصا في العشرية السوداء أين عرفت الزوايا الرحمانية محاولات كثيرة لتحويل مسعاها لولا تمسكها الكبير بدرء شر الفتنة وكل خطر يتهدد تماسكنا، كما ذكر العلامة بالأزمة التي كادت تعصف بمنطقة عزيزة على قلوبنا في الثمانينيات فكان مسعى الزوايا التجند لإثارة هذا الحس لدى السكان بالخطر الذي يهددهم، ليتكرر ذلك في 2011 بمنطقة القبائل. وأشار شيخنا إلى أن الزوايا كانت عموما حريصة أن تتفشى المرجعية الدينية الجامعة والمرجعية الدينية في الفقه والسلوك وكانت مرجعية ضامنة لبقاء الشعب الجزائري متماسكا وموحدا لذلك قاومت كل تيارات التطرف والغلو في الدين، خصوصا بعد انتشار ما يعرف بالفكر التكفيري وإصابة جميع المجتمعات بفتنة التكفير المعروفة مصادره العلمية والفكرية وحتى التمويلية التي توخت في كل مرة إخراج تنظيم جديد من هنا وهناك، وجزم أن رجال الزوايا كانوا يضرون بأي مسعى ينطلق من مثل هذه المنطلقات ويكون سببا في الصدع والتفرق والتمزق حرصا على إبعاد الأمة الإسلامية عن كل أشكال التطرف. الزاوية القاسمية سارت على هذا النهج بدورها ولعل أهم ما خلفته هو الرسالة التي تركها مؤسس الزاوية والتي عرفت بالرسالة الإباضية أوالميزابية، حيث أشار القاسمي إلى أنها رسالة قصتها طويلة لكن خلاصتها أنه عندما علم بوجود جاهلين بثوا بين الناس أن الإباضيين جماعة خارجة عن الإسلام وبجهلهم بثوا في أوساط العامة أن أموالهم مستباحة لينشر على أوسع نطاق، فما إن سمع هذا الانحراف والدعوة الضالة بادر إلى كتابة الرسالة لدرء الخطر الدائم وقال فيها إن الاختلاف هو سنة أرادها الله تعالى في عباده ودعا إلى الابتعاد عن الاختلاف الضيق المؤدي إلى التعصب. هذا وتحدث مؤسس الزاوية القاسمية في رسالته عن حرمة المال والعرض وذكّر بالأخوة فكان بمثابة الشاهد عندما انتقد الذين تجرؤوا على الله ويفتون أهل الأهواء، وحذرهم من عواقب الجرأة على الله وتهديد الأخوة الجامعة حيث قال "هذه جرأة عظيمة وخروج عن جادة الصواب" وأضاف يقول "المحق هو من اتبع القرآن والسنة وعمل بهما". وجدير بالذكر أن الشيخ القاسمي رحب بمبادرة جريدة "الحوار"، وعبر عن إعجابه واحترامه الكبير لواحد من أعظم رجال الزوايا والذي يمثل قلعة شامخة من قلاع العلم والجهاد السيد والشيخ والعلامة الطاهر آيت علجت جزاه الله خيرا عما قدمه، الذي شارك في الندوة.
كواليس + استمتع الحضور بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم للدكتور الشيخ جلول حجيمي رئيس نقابة الأئمة. + رفض الشيخ مأمون القاسمي إلقاء كلمة قبل الوزير السابق للشؤون الدينية أبو عبد الله غلام الله، لكن الوزير أبى إلا أن تكون الكلمة أولا للشيخ مأمون القاسمي وفقا لمنزلته الرفيعة وبعيدا عن البروتوكولات. + الشيخ علي عية يحيي رجال الصحافة والإعلام ويطلب من وزراة الشؤون الدينية فتح مكتب للشيوخ الكبار لمناقشة التطورات التي تحصل داخل المجتمع. + الشيخ العلامة الجليل محمد طاهر آيت علجت ينير شمعته الثالثة بعد المائة، أكثر من قرن أضاء الجزائر بالعلم النيّر خدمة للإسلام والعروبة أطال الله في عمره. + برنوس لشيوخ الجزائر وعلمائها تكريما لهم من قبل المنظمة الوطنية للزوايا + الشيخ علي عيّة يحذّر الشباب من موضة السروال الهابط