حاورها : محمد مرواني اعتبرت رئيسة جمعية نور الهدى لحماية المرأة المحرومة، فاطمة رابح، التي ترأس الجمعية النشطة على المستوى الولائي بمستغانم، أن اهتمام الجمعيات بهواجس وتطلعات المرأة الجزائرية لم يرق إلى المستوى المطلوب، ورغم اعتماد جمعيات نسوية وأخرى متخصصة في الشأن، إلا أن نشاطات الجمعيات فيما يتعلق بالمرأة مازالت ظرفية مناسباتية، وقد يستمر هذا الأداء إذا لم يؤسس بالفعل لرؤية عمل جمعوي عميق يقرأ جيدا دور المرأة في العمل العام وما تحتاجه من الدولة والمجتمع. في البداية ماهي أهداف جمعيتكم على مستوى ولاية مستغانم؟ جمعية نور الهدى لحماية المرأة المحرومة، هي بمثابة جمعية اجتماعية بالدرجة الأولى، تهتم بدعم النساء ومختلف الفئات الهشة في المجتمع بتقديم المساعدة المالية أوالمعنوية لهن، وتسعى الجمعية عبر مكاتبها البلدية بالولاية إلى استقطاب كل الفئات للمساهمة في العمل التطوعي المتصل أساسا بمساعدة النساء اللواتي في وضع صعب ربما جراء مشاكل يعانونها أو ظروف صعبة تمر بهم في الحياة الاجتماعية، وكان لنا في الحقيقة مبادرات عديدة في هذا المجال ساعدنا من خلالها نساء وفئات اجتماعية من واقع مر. ولم ترون أن الآداء الجمعوي في الاهتمام بقضايا المرأة مازال مناسباتيا؟ لأننا لم نخرج بعد من الطرح المناسباتي في العمل الجمعوي، أقدر أن تجربة التعددية الجمعوية في بلادنا وممارسة المرأة لهذا النوع من العمل بما يحمله من حضارة وأداء عالي في المجتمع يحتاج للكثير من الأشياء والمقومات، ولكن يجب أن نخرج خاصة الجمعيات النسوية التي تحاول تمثيل المرأة وإيصال صوتها للمسؤول من نطاق المناسباتية في النشاط، وأن نؤسس لطريقة وورقة عمل واضحة ترتكز على شراكة مع القطاعات المعنية، ولا أقصد شراكة الاتفاقيات التي لم تحقق النتائج المرجوة، بل شراكة على أرض الميدان ولا أحمل الجمعيات فقط هذا الأداء الظرفي في حمل قضايا المرأة إلى المجتمع بل الكل مسؤول إعلاما ونخبا عن إنتاج طرح كهذا موجود في علاقتنا مع كل له صلة بالمرأة الجزائرية. وفي نظركم، كيف يمكن تجاوز هذا الواقع؟ بالعمل يمكن أن نتجاوز كل واقع مؤسف في الأداء الجمعوي الذي لا نريد أن يكون كرنفاليا، خاصة في التعاطي مع قضايا المرأة التي يجب أن لا ننسى أنها رغم المكاسب المحققة مازالت تعاني من نظرة اجتماعية قاسية وعنف، ولكن يجب أن نعيد في ذات الوقت للمرأة توازنها في كيان مجتمع تعيش فيه وأن لا تميع مسألة حقوق المرأة أكثر مما هي عليه الآن. وما يمكن أن يكون في هذا المجال، هو تأسيس مقاربة جديدة للعمل الجمعوي المهتم بدور المرأة في التنمية بمفهومها الشامل. وهل من مشاريع للنهوض بهذا الطرح الجمعوي الهام؟ نعمل حاليا على إعداد مشروع عمل سيقدم إلى وزارات عديدة يرتكز على إنشاء هيئة وطنية لدعم دور المرأة في التنمية الاجتماعية، ونراهن على أن يجد هذا المشروع الصدى في أوساط المسؤولين على مستوى الدولة، كما أننا نعمل على تنسيق جهودنا في مجال التكفل بقضايا المرأة وانشغالاتها مع القطاعات ذات الصلة، والإعلام في اعتقادي عليه مسؤولية دعم كل أداء جمعوي يخدم المجتمع.