أكد السفير المصري بالجزائر، السيد عمر علي أبو عيش، أن السفارة المصرية منحت حوالي 30 ألف تأشيرة في السنة المنقضية 2015، وفي حوار مع جريدة "الحوار" كشف السفير عن الرؤية المصري لحل الأزمة الليبية، كما تحدث عن العلاقات الثنائية في المجال الشؤون الإسلامية والطاقة والعلاقات الخارجية. * ما مدى صحة الأخبار التي تشير إلى اتفاق عسكري جزائري مصري لمحاربة الإرهاب في ليبيا؟
■ لا يوجد اتفاق عسكري بمعنى الكلمة، بل هناك توافق في الرؤية حول ضرورة مكافحة الإرهاب الذي أصبح يشكل آفة للأمن القومي العربي، وليبيا مع غياب المؤسسات الحكومية القادرة أصبحت للأسف حاضنة للإرهاب، بالإضافة إلى الضربات الجوية على الإرهاب في سوريا والعراق التي دفعت مجموعة كبيرة من "الدواعش" للفرار إلى ليبيا، وهذا شكل عبئا أمنيا وخطورة على كلا البلدين، لهذا لا بد من محاربة هذه الآفة بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وبدعم مباشر لمؤسسات الدولة الليبية من جيش وشرطة لتحقيق الأمن، وهذا ما نادت إليه مصر منذ فترة طويلة، لكن قرار مجلس الأمن حال دون تمكين الجيش.
* هل حكومة الوفاق الوطني قادرة على محاربة الإرهاب؟
■ تشكيل الحكومة هو عامل مساعد، لكن العبرة هي في تمكين المؤسسات الأمنية من جيش وشرطة المعنية بشكل مباشر بمكافحة الإرهاب، صحيح حصل نوع من التوافق رغم الاعتراض من برلمان طبرق على بعض الأسماء، لكن تم الاتفاق على الحكومة، بينما المؤتمر العام في طرابلس لم يجتمع.
* الجزائر ترى بضرورة تسليح حكومة وفاق وطني، بينما ترى مصر بتسليح برلمان طبرق، وهذا ما يشكل اختلافا في وجهات النظر بين الطرفين.
■ لا يوجد اختلاف في وجهات النظر، في النهاية الجيش هو جيش ليبيا، لعلك تتكلم عن المليشيات هل تندمج ضمن منظومة الجيش أم لا؟
* أين وصل التعاون في ميدان الشؤون الإسلامية، خاصة الطلبة الجزائريين في جامع الأزهر؟
■ الأزهر له برنامج للمبتعثين من خارج جمهورية مصر العربية، وحاليا هناك تواصل مستمر بين وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري الدكتور محمد عيسى، ووزير الأوقاف المصري، وفي جامعة الأزهر هناك علوم جديد تم إدراجها في المناهج مثل مادة "بيئة الإفتاء".
* العادة أن شيوخ الأزهر يزورن الجزائر، لماذا لم يزر شيخ الأزهر الجزائر؟
■ يقدر عددهم بحوالي 30 ألف شخص، وقبل كان حوالي 8 آلاف.
* ما هي أنواع التأشيرات التي تمنحها سفارتكم؟
■ هناك التأشيرة المتعددة كتأشيرة رجال الأعمال مثل، وتكون بموافقة وزير الداخلية، وهي تأشيرة متعددة الدخول صالحة لمدة سنة، ونفس الشيء بالنسبة لكبار التجار، خاصة أن التجارة تحتاج سرعة، فلا يعقل أن نؤخر التجار عن تجارتهم، وكان لنا لقاء مع ممثلين عن منتدى رؤساء المؤسسات، في قمة شرم الشيخ الاقتصادية. بالنسبة للتأشيرات السياحية فهناك نوعان، شخص منفرد في هذه الحالة يتم دراسة الملف في ظرف 10 أيام، أما التأشيرة المجموعة السياحية التي تطلبها الوكالات السياحية، في هذه الحالة يتم دراسة الملف والرد على طلب التأشيرة في ظرف 3 أيام فقط، وحسب علمي لا يوجد أي سفارة تعطي تأشيرة سياحية في ظرف 3 أيام.
* بالنسبة للإجراءات؟
■ الإجراءات أصبحت أسهل، بدليل زيادة عدد التأشيرات وبالتالي عدد المسافرين إلى مصر، أما الحالات الأخرى فهي حالات فردية مرتبطة بشخص معين ممكن غير مستوفي للأوراق، أو سافر إلى مصر من قبل وحصلت له مشكلة هناك، ولهذا لا يمكن تعميم حادث شاذ على الجميع، بل زيادة على ذلك يتم معاملة الجزائريين معاملة خاصة، ومن كان له إشكال في التأشيرة يتم تسوية الوضعية وعلى مستوى المطار، ويسمح له بدخول مصر.
* هل استفادت مصر من نزول أسعار البترول؟
■ مصر أصبحت دولة مستوردة منذ فترة قريبة، وهذا نتيجة اتساع مشروعات التنمية وزيادة عدد السكان ومغادرة بعض الشركات الأجنبية، حيث أصبحت مصر دولة مستوردة للنفط، ورغم هذا لو رجعت بعض الحقول إنتاجها السابق، فلن تحتاج مصر إلى الاستيراد، أما الغاز فتم اكتشاف حقل كبير للغاز.
* أين بالضبط؟
■ حقلان في البحر الأبيض المتوسط، الأول مقابل لبور سعيد، والثاني مقابل الإسكندرية، وسيبدأ الإنتاج مع نهاية 2016.
* مصر كانت تهدف إلى رفع الدعم عن الطاقة، أين وصلت في مساعيها؟
■ مصر كانت تستهدف إلى ترشيد دعم الطاقة بتوجهه إلى مستحقيه فقط، وانخفاض أسعار البترول، ساعد في عملية إلغاء الدعم، حيث كان المبرمج إلغاءه على ثلاث مراحل، المرحلة الأولى انطلقت سنة 2014، أما المرحلتان الثانية والثالثة فتم توفيرهما بنزول سعر البترول.
* هل مصر لا زلت تورد الغاز إلى الكيان الصهيوني؟
■ لا، ببساطة لأن لديهم اكتشافا كبيرا للغاز، في البحر المتوسط، ومنطقة شرق المتوسط عرفت مجموعة اكتشافات للغاز، سواء مصر أو إسرائيل أو لبنان أو قبرص.
■ هناك تفاوض حول الموضوع، واستعمال "البوتغاز" مرتبط بمدى انتشار شبكة الغاز الطبيعي في مصر، والمناطق التي لا زلت تستعمل "البوتغاز" هي المناطق السكنية العشوائية التي تحتاج إلى تطوير.
* إذن مصر متجهة إلى الاستغناء عن "البوتغاز"؟
■ شيئا فشيئا، نعم.
* يدور في كواليس المفوضية الإفريقية أن المفوضة الحالية "زوما" ستترشح لرئاسة جنوب إفريقيا، وأن وزير الخارجية الجزائري "رمطان لعمامرة" مرشح قوي لخلافتها على رأس الاتحاد الإفريقي، هل ستتقدم مصر بمرشح في الانتخابات؟
■ لا، في حالة تقدم معالي الوزير لعمامرة، فنحن سندعم هذا الترشح.
* كلمة أخيرة سعادة السفير.
■ الشعب الجزائري شعب شقيق، يتميز بروح الطيبة ومشاعره صادقة، نتمنى له كل التوفيق.