"رواد الأعمال الشباب, رهان الجزائر المنتصرة" محور يوم دراسي بالعاصمة    القرض الشعبي الجزائري يفتتح وكالة جديدة له بوادي تليلات (وهران)    مذكرتي الاعتقال بحق مسؤولين صهيونيين: بوليفيا تدعو إلى الالتزام بقرار المحكمة الجنائية        ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 44211 والإصابات إلى 104567 منذ بدء العدوان    الجزائر العاصمة: دخول نفقين حيز الخدمة ببئر مراد رايس    فترة التسجيلات لامتحاني شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا تنطلق يوم الثلاثاء المقبل    العدوان الصهيوني على غزة: فلسطينيو شمال القطاع يكافحون من أجل البقاء    الكاياك/الكانوي والباركانوي - البطولة العربية: الجزائر تحصد 23 ميدالية منها 9 ذهبيات    أشغال عمومية: إمضاء خمس مذكرات تفاهم في مجال التكوين والبناء    الألعاب الإفريقية العسكرية: الجزائرتتوج بالذهبية على حساب الكاميرون 1-0    "كوب 29": التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداعيات تغير المناخ    مولودية وهران تسقط في فخ التعادل    مولوجي ترافق الفرق المختصة    الغديوي: الجزائر ما تزال معقلا للثوار    قرعة استثنائية للحج    الجزائر تحتضن الدورة الأولى ليوم الريف : جمهورية الريف تحوز الشرعية والمشروعية لاستعادة ما سلب منها    تلمسان: تتويج فنانين من الجزائر وباكستان في المسابقة الدولية للمنمنمات وفن الزخرفة    المخزن يمعن في "تجريم" مناهضي التطبيع    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي عائلة الفقيد    الجزائر محطة مهمة في كفاح ياسر عرفات من أجل فلسطين    الجزائر مستهدفة نتيجة مواقفها الثابتة    التعبئة الوطنية لمواجهة أبواق التاريخ الأليم لفرنسا    حجز 4 كلغ من الكيف المعالج بزرالدة    45 مليار لتجسيد 35 مشروعا تنمويا خلال 2025    47 قتيلا و246 جريح خلال أسبوع    دورة للتأهيل الجامعي بداية من 3 ديسمبر المقبل    مخطط التسيير المندمج للمناطق الساحلية بسكيكدة    دخول وحدة إنتاج الأنابيب ببطيوة حيز الخدمة قبل نهاية 2024    السباعي الجزائري في المنعرج الأخير من التدريبات    سيدات الجزائر ضمن مجموعة صعبة رفقة تونس    البطولة العربية للكانوي كاياك والباراكانوي: ابراهيم قندوز يمنح الجزائر الميدالية الذهبية التاسعة    4 أفلام جزائرية في الدورة 35    "السريالي المعتوه".. محاولة لتقفي العالم من منظور خرق    ملتقى "سردية الشعر الجزائري المعاصر من الحس الجمالي إلى الحس الصوفي"    الشروع في أشغال الحفر ومخطط مروري لتحويل السير    نيوكاستل الإنجليزي يصر على ضم إبراهيم مازة    حادث مرور خطير بأولاد عاشور    مشاريع تنموية لفائدة دائرتي الشهبونية وعين بوسيف    الخضر مُطالبون بالفوز على تونس    السلطات تتحرّك لزيادة الصّادرات    اللواء فضيل قائداً للناحية الثالثة    المحكمة الدستورية تقول كلمتها..    دعوى قضائية ضد كمال داود    تيسمسيلت..اختتام فعاليات الطبعة الثالثة للمنتدى الوطني للريشة الذهبي    الأمين العام لوزارة الفلاحة : التمور الجزائرية تصدر نحو أزيد من 90 بلدا عبر القارات    وزارة الداخلية: إطلاق حملة وطنية تحسيسية لمرافقة عملية تثبيت كواشف أحادي أكسيد الكربون    مجلس حقوق الإنسان يُثمّن التزام الجزائر    وزيرة التضامن ترافق الفرق المختصة في البحث والتكفل بالأشخاص دون مأوى    النعامة: ملتقى حول "دور المؤسسات ذات الاختصاص في النهوض باللغة العربية"    الذكرى 70 لاندلاع الثورة: تقديم العرض الأولي لمسرحية "تهاقرت .. ملحمة الرمال" بالجزائر العاصمة    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القصبة …إرث ينهار… ومسؤولون وراء الستار
نشر في الحوار يوم 08 - 03 - 2016


ربرتاج :نصيرة سيدعلي
تصوير مصعب رويبي
قال السيد بوزيدي محمد، الساكن بشارع سيدي دريس حمدوش، أو شارع القصبة سابقا "طلبت من الجهات المعنية ترميم بيتي فقطعوا عني الماء والكهرباء"، وأضاف آخر" هدمت البلدية سوقي بزوج عيون فدخلنا البطالة من بابها الواسع"، هذا فيض من غيض ما يعيشه سكان القصبة الذين كانوا- كما قالوا- ينتظرون الكثير والكثير من رئيس بلديتهم رشيد ابدوين، ابن منطقتهم، والعارف بكل صغيرة وكبيرة من معاناتهم في بيوت هشة تكاد تنهار على رؤوسهم وبطالة مستشرية أدخلت بعضهم لعالم الإنحراف وغيرها من المشاكل الأخرى التي لا تقل درجة تأثيرها السلبي على حياتهم اليومية، مستغربين عدم التزامه بوعوده التي كان قطعها معهم خلال الحملة الانتخابية وأكد لهم فيها أنه سيبني لهم" جنة فوق الأرض" بالقصبة لم يحلموا بها يوما ولم ولن يسبقه أحد إليها، وفي آخر المطاف لم يتحقق من وعوده الشفوية أي شيء حتى النفايات فشل في رفعها وترك القصبة تغرق في وساخة لم تعرفها البلدية ولا السكان من قبل، والزائر لها -لا محالة- سيتأكد من صحة قول السكان ومما سجلته "الحوار".
لم يكن حديث سكان القصبة بردا وسلاما عن رئيس بلديتهم "رشيد ابدوين"، حينما سألناهم عما جسده من مشاريع تنموية وعن الترحيل وعن نظافة المنطقة والطرقات والأرصفة واستقباله لهم، حيث انهالوا عليه بوابل من الانتقادات وقالوا لنا بالحرف الواحد" رئيس البلدية لم يفعل شيئا ولم يبعث أي مشاريع تنموية ومن يدخل القصبة ويتجول فيها يستغرب لحالها الذي لم يتغير، فكل السكان يعيشون في بيوت تكاد تنهار على رؤسهم، وكل الأزقة مليئة بالنفايات التي يطرحها السكان، وحتى بقايا انهيار البنايات، وحتى الاستقبال، فرئيس البلدية يغلق الباب أمامنا".
* أزقة القصبة تملؤها الأتربة…والجماعات المحلية غائبة
وأنت تتجول بين أرجاء أزقة حي قصبة العاصمة تتراءى لك تلك الأكوام من الأتربة، فأينما وليت وجهك يحاصرك ركام البيوت والدويرات والقصور التي انهارت نتيجة تهاون السلطات المعنية عن ترميمها وإعادة الوجه المشرق لهذا الحي العتيق، وكذا لامبالاة مصالح البلدية التي تماطلت في فتح الأزقة التي ملأتها الحجارة والأتربة وأصبحت تشكل للمارة عائقا كبيرا، رافضين بصورة أو بأخرى رفع المعاناة على ساكني هذا الحي الذين أصبحوا يشعرون بالتذمر وبإحباط نفسي صارخ.
واصلنا جولتنا بين أفنية هذا الحي الضارب في الزمن، وبينما نحن كذلك استوقفتنا كارثة بيئية أخرى بشارع نفيسة المحاذي لشارع رابح سمالة، يخيل للزائر أن المنطقة تعرضت لزلزال شدته 8 على سلم ريشتر، أو قصفت بصواريخ أو قنابل عنقودية، فأردت البيوت أشلاء متناثرة.
اقتربنا من سكان هذا الحي بحثا عن أسباب عدم تولي مصالح النظافة التابعة لبلدية القصبة بمهامها المنوطة بها، رد علينا السيد "س. أ"، قائلا "هذه العمارة انهارت يوم 8 جانفي الفارط، ذهبنا في اليوم التالي إلى بلدية القصبة طلبا للمساعدة، لكن لا حياة لمن تنادي، راسلنا الولاية والدائرة العديد من المرات لكن – لمن تقرأ زابورك يا داوود- ، إن الجهات الوصية تنتظر حتى تهوى الأسقف على رؤوسنا، ويخلف الحدث ضحايا ساعتها تلتفت إلينا وترافق الضحية إلى المقبرة، وتقوم بعدها بتعويض من تبقى من أهله بالمال والسكن، مثل ما حدث مع الكثير هنا". من جهته، أعرب لنا المدعو " م. ي" عن خوفه الشديد الذي يتهدده وعائلته في كل لحظة، كيف لا – يقول "م. ي" – وبيته يشد إلى العمارة المنهارة، علما أن الهندسة المعمارية لقصبة بني مزغنة أشبه بكثير من قطع " الدامة"، بحيث إذا سقط جزء تتبعه حتما جميع الأجزاء المشكلة للبناية.
نفس الصورة للإنهيارات المرعبة تتكرر بالقصبة السفلى، وبالضبط بشارع سوق الجمعة التي سقطت بها أواخر 2014 عمارة تاريخية أخرى، كانت وزارة الثقافة قد طبقت عليها نظام التدابير الاستعجالية ورفعتها بأعمدة خشبية، لكن سوء التدبير أدى إلى مسحها وغيرت بذلك معالم خارطة هذا القطاع المحفوظ بشكل نهائي، ولحسن الحظ -يقول أحد قاطني هذه العمارة – أن الحدث لم يخلف ضحايا بشرية، لكن حطامها استغرق من أهل الحي 20 يوما لرفعه وإعادة فتح الطريق أمام المارة، بينما التزم المنتخبون في المجالس البلدية والولائية مكاتبهم الفاخرة، يقول ذات المتحدث.
* وعود المير في مهب الريح
امتعض مواطنو حي القصبة من الوعود الكاذبة التي تتكرر مع الأميار الذين تعاقبوا على المجلس الشعبي البلدي لبلدية القصبة، وفي هذا الصدد قال السيد بوزيدي محمد الساكن بشارع سيدي دريس حمدوش، أو شارع القصبة سابقا سئمت من الذهاب والإياب بين مصالح الجماعات المحلية، والديوان الوطني لاستغلال الممتلكات المحمية في الجزائر، من أجل إيجاد حلا لعملية ترميم بيتي الذي ورثته أبا عن جد، وها أنا الآن أراه ينهار كل يوم جزء منه، لقد طلبوا مني مغادرته ولما رفضت قطعوا عني الماء والكهرباء، ما أريده مساعدتي في إعادته إلى عهده الأول، من جهة أكون قد ساهمت في إنقاذ بيت محسوب على صفحة من تاريخ الجزائر، وبالتالي أحافظ على الذاكرة الشعبية الجزائرية من مد الزوال، ومن جهة أخرى أبقى مالكا لبيت العائلة وحام له.
واصلنا رحلتنا باتجاه شارع رشيد خباش، وهو عينة من جملة الشوارع المكونة للقصبة والتي توقفت عندها "الحوار"، حيث قمنا بمعاينة البناية رقم 11 من ذات الشارع والتي تأوي 7 عائلات تتكون في مجملها من 36 فردا، ولجنا إلى الطابق السلفي للعمارة رغم شعورنا بخطر الموت، لاحظنا خلالها جدران هشة ومتشققة، واهتراء الأرضية من الرطوبة، وسقوف مسها شبح التخريب في أجزاء متعددة منها، بيوت لا يقطنها سوى من لهم الشجاعة بالنظر إلى تدهور حالتها، مع ذلك يقول أحد قاطنيها إنه ورغم الجولات المراطونية نحو البلدية والدائرة لم نحظ لحد الساعة بسكن لائق، صراحة -يضيف ذات المواطن- بلدية القصبة حاضرة كهيئة رسمية لكنها غائبة في الميدان، لم ننل من هؤلاء الذين انتخبناهم سوى الوعود الكاذبة، بحيث لا نرى المسؤول إلا حين يحين موعد يحتاجون فيه إلى أصواتنا.
* هدم سوقي "زوج عيون" يحيل التجار على البطالة
يداهم شباب بلدية القصبة شبح البطالة، لذا أغلبهم اتجهوا إلى مزاولة التجارة الموازية، وفي هذا يقول محمود بائع متجول "نريد مناصب شغل قارة نعيل بها أسرنا، لا أريد أن أعيش عالة على أهلي، وعليه أحاول قدر المستطاع تأمين قوت يومي وأساهم في مصاريف العائلة".
وأكد لنا نصر الدين، أحد الشباب الذين كانوا ينشطون في سوق" زوج عيون"، بعد إزالة السوقين بحجة إعادة بنائهما أحلنا على البطالة ولم يعد لنا أي مصدر للاسترزاق، لذا نتساءل، هل صحيح سيتم إعادة بناء السوقين؟، ومتى تنتهي بهما الأشغال؟.
* تلاميذ مدارس القصبة في خطر
أغلب المؤسسات ومراكز التكوين بالبلدية بحاجة ماسة إلى عملية الترميم، وفي هذا الصدد يقول " لياس"، أحد أولياء التلاميذ" أبناؤنا في خطر وعلى السلطات المعنية اتخاذ تدابير استعجالية لترميم المدارس قبل أن تحدث كارثة بشرية ويندم الجميع حيث لا ينفع الندم"، لافتا إلى أن العديد من المؤسسات التربوية تحتاج إلى إعادة ترميم بعدما تصدعت جدرانها وتشققت أسقفها عن آخرها.
* أسواق تجارية تسبح في برك المياه
تسبح أسواق ساحة الشهداء 2 ماي 1945 في مياه الأمطار، وفي هذا يقول " س. م" أضحينا نخاف حلول فصل الشتاء بهذه السوق التي لم تؤسس على ضوابط وقواعد متينة، والتي يمكن أن تكون عليها الأسواق الجوارية في صورتها الصحيحة، قل عليها ما شئت إلا أن تسميها سوقا يضيف " ر. ع" نظرا لانعدام الشروط الضرورية التي تتوفر عليها السوق المحترمة، ناهيك عن انقطاع التيار الكهربائي وأمور أخرى لا حصر لها، وحتى لا ننتظر سلطات البلدية أضحى كل تاجر يقوم بتأمين متجره بماله الخاص، المهم أن لا يبقى عرضة لبعبع البطالة ويشرد عائلته.
* البطالة وجه آخر لمعاناة شباب القصبة
ويكون شباب القصبة كغيرهم ممن يفتقدون لملاعب جوارية تسمح لهم بممارسة الرياضة واكتشاف المواهب وغلق الباب بالمقابل أمام الانحرافات الأخلاقية المستشرية في السنوات الأخيرة.
وحسب بعض الشباب الذين تحدثوا ل"الحوار"، فإن غياب هذه المرافق الرياضية رفع من نسبة الانحراف الأخلاقي وأدخل البلدية في دوامة يصعب الخروج منها، متسائلين عن دور مصالح البلدية والرئيس الحالي في إنجاز مثل هذه المرافق الرياضية، والتي تحولت إلى أكثر من ضرورة ملحة لملء فراغ الشباب والقضاء بالمقابل على مايحدث من جرائم بالقصبة واكتشاف المواهب.
وكشف نفس الشباب، أن المير يعلم ما يحدث في القصبة، لأنه ابن المنطقة بيد أنه غير مبال ولا يريد أن يحرك ساكنا، كونه، كما قالوا" جاء لخدمة مصالحه وليس لخدمة مصلحة البلدية وسكانها".
* النفايات تغزو "جامع ليهود" و"بوزرينة" و"كتشاوة"
يعاني سكان حي جامع ليهود وشارع بوزرينة من النفايات التي لم تستطيع الحاويات استيعابها، وفي هذا يقول "ب. م" أحد سكان جامع ليهود لقد ضاقت بنا الدنيا بما رحبت لكثرة المشاكل التي نعاني منها خاصة مشكل النفايات المتراكمة بسوق علي عمار – جامع ليهود، وكذلك بالمكان المحاذي لجامع كتشاوى والتي أصبحت تشكل خطرا على صحة السكان، لذا نتساءل أين مصالح البلدية وأين هذا المير الذي وعدنا خلال الحملة الانتخابية بجنة فوق الأرض، وفي آخر المطاف فشل في رفع النفايات.
* رئيس بلدية القصبة رشيد ابدوين في حوار مع " الحوار":
لم نعد سكان القصبة بالترحيل… ومن قال أني لا أستقبل السكان فهو كذّاب
نفى رئيس بلدية القصبة، رشيد ابدوين، في حوار مطول مع" الحوار"، أن يكون قد وعد سكان بأي عمليات ترحيل، قائلا " طلبت من السكان تحضير ملفاتهم ولم أعدهم بالترحيل"، مستطردا بالقول" أطمئن سكان القصبة وتحديدا قاطني البيوت الهشة أن زوخ كشف عن سكنات تكفي الجميع".
وفيما فند أي تعاون بين مصالح بلدية القصبة وبين مصالح الديوان الوطني لحماية الممتلكات الثقافية، أكد أنه لم يغلق بابه أمام السكان وأنه يستقبلهم في يوم الاستقبال وكلما أتيحت له الفرصة، قائلا " نبقى في المكتب حتى الثامنة مساء ونستقبل كل مواطن رغب في ذلك، لذا استغرب هذا الاتهام بأني أغلق الباب أمام المواطنين، لذا من يقول غير ذلك وبأني أغلق بابي أمام السكان فهو كذّاب".
* حاروته: نصيرة سيدعلي
* عمارات بلدية القصبة أغلبها تحتاج إلى عملية ترميم منها حي القصبة الذي يشهد انهيارات عديدة، ما تعليقك؟
لا داعي للحديث عن أسباب الانهيارات التي يشهدها هذا الحي، لأن ذلك يعلمه العام والخاص، كما لا نكذب على أنفسنا الكل يعلم أن هناك أسبابا مفتعلة أدت إلى سقوط دويراتها وقصورها العتيقة، فقط أريد أن أشير إلى أن أبنية قصبة العاصمة مبنية بمادة التراب، ولا تحتوي على أوتاد، بيوتها متناغمة ومتشابكة، ومتراصة، وعليه كلما سقط جدار يجر وراءه بقية البناءات المحاذية، وهذا ما يشكل خطرا على هذه الدور العتيقة، زيادة على ذلك فإن هذا الحي تم تصنيفه كقطاع محفوظ، وبالتالي هناك ديوان ملزم بعملية ترميمه، ويتعلق الأمر بالديوان الوطني لاستغلال الممتلكات الثقافية المحمية.
* لكن ما لا ننكره أيضا أن مصالح البلدية متقاعسة عن رفع نفايات العمارات المنهارة التي عرقلت حركة مرور الراجلين وأغلقت الشوارع الضيقة؟
أبدا مصالح النظافة تقوم بمهامها، ولكن ما يجهله السكان أن معاناتنا مرتبطة بلامبالاة الشركات ومكاتب الدراسات التي توكل إليها مهمة إصلاح وترميم هذا الحي لتترك الحال على حاله دون أن ترفع نفايات البنايات، فضلا عن هذا حتى الميزانية المالية الخاصة بهذا الحي أعطيت للديوان الوطني لحماية واستغلال ممتلكات المحمية في الجزائر، فكيف نوفر اليد العاملة والأغلفة المالية المخصصة لذلك في خزينة مؤسسة أخرى؟، وهل أدفع لهم من خزينة البلدية التي لا يكفيني لتسديد النفقات؟، وهل نستطيع تأمين أجور العمال للثمانية أشهر القادمة فقط؟، للأسف نحن متخوفون من عدم دفع أجور عمالنا خلال الأشهر الأربعة المقبلة، حتى في عملية ترحيل التي قمنا بها عام 2014 كل المفاتيح خاصة بالدويرات التي تم إعادة إسكانها تم إيداعها بالديوان السابق الذكر.
* هل هناك تعاون بين مصالحكم ومصالح الديوان الوطني لحماية الممتلكات الثقافية؟
أبدا على الإطلاق، ليس هناك أي تعاون بين البلدية وبين مصالح الديوان الوطني لحماية الممتلكات الثقافية.
* وعن ديوان استغلال الممتلكات الثقافية المحمية في الجزائر؟
اتصلنا بالديوان الوطني لاستغلال الممتلكات الثقافية المحمية في الجزائر كشريك فعّال، وكطرف يجب أن يدخل في المعادلة للوقوف على حالة السكنات التابعة لإقليم بلدية القصبة.
* السكان المتضررون والذين يقطنون الدويرات الآيلة للانهيار يقولون بأنكم أخلفتم وعد إعادة إسكانهم؟
لم نعد أحدا ولم نخلف الوعود، وإعادة إسكان السكان خارج عن نطاقنا، فهو بيد الولاية، أما دور مصالح البلدية هو إحصاء عدد ملفات الراغبين في الحصول على السكن، وتصنيف العمارات الهشة، والمهددة بالسقوط، وأشير هنا إلى أننا طلبنا من ساكنيها إعداد ملفاتهم، لكني لم أعدهم بالترحيل، لكن أطمئنهم وأقول لهم أن والي العاصمة عبد القادر زوخ يقول إن هناك سكن يكفي الجميع.
* وعن سكان الأقبية والأسطح، هل من ترحيل في هذه السنة؟
فيما يخص الأقبية والأسطح والسكنات الهشة طلبنا من أهلها تحضير ملفاتهم وقمنا بإرسالها إلى مصالح الدائرة، لكن ليس لدي أية معلومة عن تاريخ ترحليهم، وهذا الأمر يعود إلى ولاية الجزائر.
* ذكرتم أن الميزانية المالية لم تعد كافية حتى لدفع أجور العمال خلال الأشهر القادمة، بكم قدرت؟
فيما يخص الميزانية المالية لبلدية القصبة فهي ضعيفة جدا لا تلبي نفقات التجهيزات، وحتى أجور العمال مهددون بعدم تسديدها.
* وهل ذلك له علاقة بسياسة التقشف؟
أكيد سياسة التقشف لسنا بمنأى عنها، مثلنا مثل أي قطاع وأي مؤسسة في الجزائر.
* لتدارك ضعف الميزانية المالية للبلدية، هل بادرتم باستحداث مشاريع للحصول على مداخيل إضافية تتدعم بها خزينة البلدية؟
بلدية القصبة تفتقر إلى الأوعية العقارية لاستحداث المشاريع الإنمائية، لذا لا نستطيع الرفع من مداخيلها وتدعيم خزينتها.
* هناك من السكان من يتهمك بغلق باب مكتبك في وجوههم، ما ردّك؟
باب مكتبي مفتوح طول فترة الدوام، وأستقبل أهل البلدية كلما دقوه، وأنصت إلى مشاكلهم خلال يوم الاستقبال الذي حدد يوم الاثنين، صدقوني إن قلت لكم أني في أحايين كثيرة بسبب استقبال المواطنين أبقى دون أكل ودون شراب حتى حدود الساعة الثامنة مساء، لكن للأسف بعض المواطنين إذا تعذر حل مشاكلهم يتهمون رئيس المجلس الشعبي البلدي بعدم استقبالهم، ومنهم من يكذب علينا، وأتحدى أي رئيس بلدية من بلديات العاصمة أن يستقبل مواطنا وأن يقضي جل وقته وراء المكتب كما أفعل أنا.
* وماذا عن الأسواق الجوارية؟
هناك برنامج خاص بإعادة هيكلة الأسواق التجارية التابعة للبلدية وتوسيعها، منها سوق عمار علي – جامع ليهود-، وسوق شارع بوزرينة، نفس الشيء بالنسبة لسوق لالاّهم المغطي بالقصدير.
* عمليات الترميم تسير ببطء ببعض مدارس البلدية، لماذا؟
هناك قانون خاص يمنع البلدية بالقيام بعملية ترميم المدارس، وإن حاولنا ذلك علينا باستخراج رخصة، لأن جل المؤسسات التربوية تابعة للقطاع المحفوظ، إلا أننا نحاول قدر الإمكان القيام بعملية الترميم لأن من يزاولون الدراسة فيها هم أبناؤنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.