أكد الأستاذ أحمد بوعبد الله أن كتب التنمية البشرية المتوفرة في الأسواق تساعد العديد من الشباب على التخلص من العديد من المشاكل النفسية والاجتماعية التي تعترض طريقه. وتلقى هذه الكتب رواجا خاصة وسط الشباب الذي يخجل من التوجه إلى الطبيب النفساني لطرح المشاكل النفسية التي تواجهه في حياته اليومية. ''تخطى الخجل''،''ابدأ حياتك بنفس جديد''، و''اسعد نساء الأرض'' وغيرها .. كلها عناوين كتب أومطويات تملأ رفوف المكتبات نراها مصفوفة بشكل يثير انتباه المارة ويستوقف العديد منهم بغرض الاطلاع على ما تحمله هذه الكتب من جديد، خاصة وأن أغلبها يأتي في سلسلة مترابطة فلا يمكنك أن تقرأ جزءا دون أن يثير اهتمامك ما تحمله الأجزاء الأخرى. مؤلفو هذه الكتب هم في العادة من المشرق العربي من خبراء علم التنمية البشرية أو من الدول الغربية، ويبدو أن ميدان التنمية البشرية الذي دخل مؤخرا إلى الجزائر قد بدأ يعرف عن نفسه جيدا بعد أن كان مجهولا من طرف فئة كبيرة من المجتمع الجزائري. يقول الأستاذ أحمد بوعبد الله خبير في التنمية البشرية ومدير مركز المحبة إن هناك موجة كبيرة في الجزائر بدأت تنتشر معلنة ميلاد تخصص جديد يطلق عليه التنمية البشرية، ويبدو أن نجاحها عالميا ساهم في استقطاب عدد كبير من الجزائريين لمعرفة هذا التخصص أكثر عن قرب، خاصة وأن فئة كبيرة من الجزائريين لم تكن تعرف من قبل هذا العلم القائم بذاته، وقد ساهمت القنوات الفضائية في زيادة إقبال الناس على التقرب من مراكز التنمية البشرية وما تقدمه هذه الأخيرة من برامج وندوات ودورات تدريبية تهدف إلى تحسين مستوى الأداء العقلي والنفسي للإنسان وتقوية مهاراته الحسية ومحاولة استخراج الطاقة التي يختزنها عقله وجسده وتوجيهها التوجيه الصحيح واستثمار ذلك في تحسين القدرات الفردية للأشخاص، وبعد اطلاع فئة كبيرة من الناس على هذه المراكز ودورها الريادي في تحسين الأداء الفكري والنفسي للفرد شجعهم ذلك على اقتناء الكتب التي تعتبر مساعدا مهما ومكملا رئيسيا لما تقدمه مراكز التنمية البشرية. وأكد الأستاذ بوعبد الله أن الكثير من خبراء التنمية البشرية في العرب والغربيين استثمروا في مجال الكتابة وأنتجوا مئات العناوين في مواضيع تلقى اهتمام القارئ العربي، حيث ركزوا في كتاباتهم على فئات معينة من الناس مثل الطلبة والمراهقين والفتيات بصورة أخص وروجوا لأفكارهم بطريقة جيدة ومشوقة يستطيع فيها القارئ أن يستوعب بشكل جيد محتوى الكتاب مهما كان مستواه الدراسي والعلمي، وما نلاحظه خلال اطلاعنا على عدد من هذه الكتب أو الأقراص المضغوطة أنها ركزت في أغلبها على كيفية التغلب على الفشل في الدراسة أو الحياة بشكل عام وتحدي الخجل ومساعدة الناس على تخطي العديد من العقبات النفسية التي تؤثر بشكل سلبي على سيرورة حياتهم بشكل طبيعي. التخلص من الخجل الاجتماعي وتحقيق النجاح على رأس المبيعات لا يمكنك أن تدخل مكتبة من المكتبات المتوزعة على العاصمة دون أن تلحظ ذلك الكم الهائل من كتب التنمية البشرية التي تملأ رفوف المكتبات، فبين العناوين التي تعد القارئ بإخراجه من دائرة الخجل والرهاب الاجتماعي وعواقب الفشل إلى العناوين التي تغري القارئ باقتنائها مثل الكتب التي تعلمه تقنيات القيادة أو التي تساعده على الوصول إلى قمة النجاح، إلى العناوين التي تجعل من القارئ أسعد زوج في الدنيا أو أحسن مدير في منطقته إلى غيرها من العناوين التي فضل أصحابها التركيز عليها بدقة ومحاولة إيصال أفكارهم إلى المتلقي. وقد لاحظنا أن الكثير من هذه العناوين تأتي في شكل سلسلة يمكن للقارئ أن يشتري عنوانا واحدا أو السلسلة بأكملها، وقد ساهم انخفاض أسعار هذه الكتب بالمقارنة مع الدورات التدريبية التي تبقى مرتفعة الثمن في انتشار هذه الكتب والأقراص المضغوطة بين الشباب، وهذا ما أكده السيد مختار صاحب مكتبة بشارع العربي بن مهيدي بالعاصمة الذي أثار مسألة إقبال المواطنين وخاصة الفتيات على اقتناء هذا النوع من الكتب وحتى المطويات التي تثير اهتمامهم كالتي تتحدث عن كيفية الوصول إلى قمة النجاح والطريقة التي تجعلك تكسبين ثقة الآخرين واهتمامهم، وهي كلها كتب استطاع أصحابها ملامسة كثير من السلبيات التي يعاني منها الشباب خاصة الخجل الاجتماعي وطرق التخلص منه. وبعيدا عن التنمية البشرية تؤكد الأخصائية النفسانية السيدة غنية عبيب أن التنمية البشرية ميدان واسع من المعارف لكنها تبقى بعيدة عن تحقيق الراحة النفسية، فلا يمكن لمجموعة من الخطوات التي لا نعرف على أي أساس بني صاحبه نظرياته التي يروجها وسط الشباب التغلب على العقبات التي تواجه حياته النفسية والاجتماعية، خاصة أن فئة كبيرة من مؤلفي هذه الكتب غربيون ويطبقون نظريات لا تتماشى في كثير من الأحيان مع تعاليم ديننا وتقاليد مجتمعنا.