يطمح الشباب من الجنسين في الحصول على بشرة سمراء ويصرفون من أجل تحقيق ذلك الوقت والكثير من المال، فكل شيء يهون في سبيل الحصول على بشرة سمراء توحي بأن صاحبها تمتع وقضى وقتا طويلا على شاطئ البحر. ولا يبالي الكثير من الشباب بنوع كريمة '' البرونزاج''، ولا بالطريقة التي تباع بها، ولا ان كانت أصلية أم مقلدة. المهم عندهم هو الحصول على النتائج التي يروج لها بائعو هذه المواد رغم صيحات التحذير التي بات يطلقها المختصون وأطباء الجلد حول خطورة التعرض المباشر للشمس وخطورة كريمات ''البرونزاج'' التي تروج في الأسواق خارج المعايير المتفق عليها. يقبل الكثير من الشباب خلال فصل الصيف على اقتناء كريمات ''البرونزاج'' سعيا وراء بشرة سمراء. لكن الملاحظ ان العديد من هؤلاء لا يهمهم نوع ومصدر تلك المواد ولا الطريقة المعروضة بها والتي تكون في اغلب الأحيان على طاولات معرضة للشمس تفتقد الى أدنى معايير الحفظ المتعارف عليها. وفي جولة بسيطة تقودك الى بعض أسواق العاصمة الشعبية تصادفك عشرات الأنواع من الكريمات التي يصر أصحابها على نتائجها الباهرة والتي تمنح الجسم الاسمرار المطلوب الذي يبحث عنه شباب اليوم. فعلى امتداد سوق ساحة الشهداء يبرز باعة مواد التجميل كريمات البرونزاج على طاولاتهم من مختلف الماركات العالمية التي تلقى رواجا وسط الشباب من الجنسين، يقول '' سمير'' احد الباعة بساحة الشهداء إن الإقبال على اقتناء كريمات البرونزاج يشهد تزايدا مستمرا خلال فصل الصيف ومنذ الأسابيع الاولى له، حيث يزداد ولع الشباب بالسمرة التي تطبع أجسادهم ولا يكتفون بما تتركه أشعة الشمس على أجسادهم بل يسرعون ذلك باستعمال كريمات البرونزاج. كريمات بأسعار منخفضة ونتائج غير مضمونة تتوزع على طاولات بيع مواد التجميل كريمات البرونزاج من مختلف الأحجام والماركات. فالتي تباع في المحلات المتخصصة لا يقصدها الكثير من الشباب نظرا لارتفاع أسعارها ويفضل أغلبهم ما يتم عرضه في الأسواق الموازية وسوق ساحة الشهداء بالخصوص، حيث تعرض هذه المواد بمبالغ زهيدة تناسب ميزانية اغلب الشباب. وتتراوح أسعار كريمات البرونزاج بين350دج الى 800دج وهي أسعار، كما يقول البائع سمير، في متناول فئة عريضة من الشباب. ولا يبالي مستعملو هذه الكريمات بخطر وضعها على أجسادهم خاصة وان ظروف بيعها وعرضها لا تتناسب مع شروط الحفظ التي تلائم مثل هذه المواد، ناهيك عن كونها مجرد مستحضرات مقلدة لماركات عالمية وهو ما يفسر انخفاض أسعارها مقارنة بنفس العلامة التي تباع بأسعار عالية في محلات بيع مستحضرات التجميل. تقول'' أميرة'' طالبة جامعية من هواة البرونزاج انها تعودت على اقتناء كريمات البرونزاج من الأسواق الشعبية لانخفاض أسعارها. وتؤكد أميرة انها لم تر أي آثار جانبية لتلك الكريمات فبالعكس تحصلت بعد استعمالها، كما تقول، على نتائج جيدة و''برونزاج'' مثالي طالما حلمت به. أما السيدة نورة من باب الواد فقد أكدت لنا عن ابتعادها نهائيا عن كريمات البرنزاج بعد الكارثة التي حلت ببشرتها بعد استعمالها إحدى الكريمات التي اشترتها من سوق ساحة الشهداء، وقد اجبرها هذا الأمر على زيارة أربعة أطباء جلد في سنة واحدة للتخلص من الآثار التي خلفها كريم البرونزاج. وتؤكد السيدة نورة أنها لحسن الحظ استعملت الكريم لمرة واحدة فقط . ''البرونزاج'' الأمثل يأتي خطوة بخطوة أكد الدكتور'' أوقاسي'' طبيب الجلد ان التعرض المباشر للشمس بغرض الحصول على الاسمرار أو'' البرونزاج'' له تأثيرات سلبية مباشرة على صحة الإنسان وبشرته خاصة وان فئة كبيرة من الشباب يجلسون تحت أشعة الشمس فترات طويلة قد تمتد الى ساعات خاصة في الفترة التي تشهد ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة من العاشرة صباحا الى الخامسة مساء، وهي فترة تشتد فيها الأشعة فوق البنفسجية التي لها تأثير كبير على جلد الإنسان والتي غالبا ما تحدث آثارا سلبية على البشرة التي قد تتحول الى سرطان الجلد. وينصح الدكتور ''أوقاسي '' المواطنين خاصة الشباب منهم والأطفال بتوخي الحذر والعمل على إكساب البشرة الاسمرار المرغوب فيه خطوة بخطوة، فهذه الطريقة تجنبنا التسبب في إحراق بشرتنا بتعريضها المباشر لأشعة الشمس. ومن السلبيات التي ذكرها الدكتور ''اوقاسي''، هي ان العديد من الأمهات يتركن أولادهن الصغار وحتى الرضع تحت أشعة الشمس لفترة طويلة سواء أكان ذلك في الشواطئ أو من التجول معهم تحت أشعة الشمس لفترة طويلة وتشكل هذه اللامبالاة خطورة عالية على الاطفال سواء بتعرضهم الى ضربات الشمس الخطيرة والتي قد تؤدي في كثير من الأحيان الى الوفاة او الى الجفاف واحتراق الجلد وغيرها من الأمور الخطيرة التي تكون فيها أشعة الشمس الحارقة المتسبب الرئيسي فيها. وينصح الدكتور أوقاسي بضرورة الابتعاد عن كل ما يؤثر تأثيرا سليبا على صحة الإنسان خاصة وأننا نملك الحلول لتفادي هذه الامراض، فقليل من الحذر والحيطة يجنبنا مشاكل صحية خطيرة لا حصر لها.