* المعارضة الشريفة والسلطة الدستورية وجهان لعملة واحدة تبنى رئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس، خلال الاحتفاء بالذكرى الأولى لتأسيس تشكيلته نفس الخطاب "اللين" الذي تبناه حينما قال إنه لا يملك أي مشكل شخصي مع الرئيس بوتفليقة، حيث اعتبر أن المعارضة ليست قدرا محتوما وأن حزبه لم يجعل من المعارضة غاية في حد ذاتها وإنما وسيلة لتصحيح ما يتوجب تصحيحه. علي بن فليس، وخلال هذه المناسبة قال دور المعارضة لا يكمن في فتح باب الخصومات والعداءات الشخصية أو تصفية الحسابات أو للمبارزات السياسوية العقيمة، إنما مواجهة الفكرة بالفكرة والبرنامج بالبرنامج ومواجهة المشروع بالمشروع وترك التقييم للشعب، بل أكثر من ذلك فقد صنف المعارضة التي تعارض بطريقة شريفة والسلطة التي تمارس صلاحياتها طبقا للدستور والقوانين هما وجهان لعملة واحدة تسمى الحياة الديمقراطية السليمة. وأوضح بن فليس، إن الفعل السياسي قناعات وقيم قبل أن يكون مشروعا سياسيا وقاعدة نضالية" وخصالنا وقيمنا معروفة خدمة الوطن والشعب دون سواهما والتشبع والتمسك الشديدين بالعصرنة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وخدمة الصالح العام دون هوادة أو تفريط، ومكافحة العبث بالحقوق والحريات وفرض احترامها وحمايتها في كل ميدان من ميادين التمتع بها وأيا كان أصحابها الدستوريون أو الطبيعيون والتساوي في المواطنة الحقة وفرض سيادة الشعب في تحديد مصيره ومصير الأمة"، مشيرا إلى ما سماه الإنجازات والمكاسب السياسية التي حققها حزبه منذ تأسيسه في مقدمتها فرض هويته السياسية على الساحة السياسية الوطنية، وحمل البديل الذي من شأنه أن يعطي معنى للطموح ورفع التحديات وأن يزكي شعلة الأمل لدى الجزائريين". الرجل الأول في حزب طلائع الحريات، شدد أن تشكيلته حاملة لبديل في شكل مشروع مجتمع كامل ومتكامل: "عقلاني ومعقول وقابل للتطبيق بمقاربته ومنطلقاته وتصوره ومنهجيته وإجراءاته، مشروع مجتمع إدماجي وليس إقصائيا، جامع لا يهمش ولا يبعد، يصالح الجزائر مع عصرها ويسلح شعبنا بالسبل العصرية الفاعلة لرقيه وازدهاره"، مؤكدا أن ما هو معروض علينا إلى اليوم ومنذ عشرية ونصف العشرية "هي قضية نظام سياسي بعينها يراد منا أن نمجدها وأن نبجلها وأن نجعل منها قضيتنا مأمورين ومجبرين ومكرهين؛ أما مشروعنا السياسي فإنه يقترح قضية أمة وليس قضية سلطة، ويشخص طموحا وطنيا وليس طموح نظام سياسي، ويفتح الآفاق الواعدة للمجموعة الوطنية وليس لمنظومة الحكم تحديدا وحصريا. وفي خضم عده لمكتسبات الحزب، قال بن فليس إن طلائع الحريات أضحى يعرف بالحزب المعارض المسؤول والبناء: "حزب لم يجعل من المعارضة غاية إنما وسيلة لتقويم ما يتوجب تقويمه وإدخال الجديد محل البالي، حزب يندد بالركود والجمود والخمول ويحذر من تكاليفهم المتزايدة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وينصح بالوثبة التجديدية قبل فوات الأوان". رئيس الحكومة السابق، قال إن تشكيلته نأت بنفسها عن الانتهازية السياسية والشعبوية الهدامة: "فقول الحقيقة ورفض الإثارة السياسوية والابتعاد عن دغدغة المشاعر السهلة وتجنب إطلاق الوعود الوهمية والتظاهر بالتزامات صورية هي كلها من ثوابت المعارضة الشريفة والمسؤولة والبناءة التي نؤمن ونتقيد بها لأن صدق المعارضة في جدية معايناتها واستقراءاتها؛ ومصداقية المعارضة في صواب تحاليلها؛ وقوة المعارضة في واقعية اقتراحاتها وقابليتها للتطبيق"، مشددا على أن حزب يؤمن بالتغيير التوافقي السلمي وتجديد منظم وتدرجي وهادئ لا غير. نورالدين علواش