تونس: محمد قاضي تعتبر العطلة السنوية من أهم المواعيد السياحية التي تلعب على وترها السياحة التونسية خاصة منتصف شهر جويلية وشهر أوت من كل سنة، وعلى غير العادة خطف السائح الجزائري الأنظار بمدن تونس السياحية حيث يقدر عدد السواح الجزائريين بأكثر من 1.8 مليون سائح عجت بهم مدن وسواحل تونس.
* العاصمة.. الحمامات.. نابل.. المنستير.. سوسة.. جربة الوجهات المفضلة للجزائريين فمن مدينة طبرقة الحدودية إلى العاصمة التونسية فمدن الحمامات، نابل ، المنستير وصولا إلى سوسة وجزيرة جربة كلها وجهات الجزائريين إلى تونس، استجوبنا خلال المدن التي زرناها بعض الجزائريين وأسباب اختيارهم شواطيء تونس على حساب الشواطيء الجزائرية فكانت معظم الإجابات تدور حول المرافق والخدمات، ناهيك عن الشواطيء والفنادق ومواقف السيارات. "أحمد.ح" سائح من ولاية بومرداس التقينا به في مدينة نابل بالضبط في سوق الفضة يقول إنه في كل سنة من السنوات الماضية كانت وجهته خلال العطلة ولاية جيجل شرق العاصمة إلا أنه في السنوات الأخيرة لاحظ عدة نقائص جعلته يغير وجهته، حيث يقول إن المطاعم الجيجلية أصبحت لا تلبي حاجيات العوائل وحتى ازدحام الطرقات أصبح يشكل مانعا بالإضافة للجانب الأمني، وقد أعجب بالشقق المعروضة للكراء وكذا رخاء المعيشة والمرافق الموجودة. التقينا خلال جولتنا في منطقة بوجعفر (شارع مطل على واجهة بحرية في قلب مدينة سوسة) بالسيدة ليلى من ولاية الوادي التي صرحت لنا أنها منذ سنة 2012 وهي تقضي عطلتها السنوية رفقة زوجها وأولادها في شقة مفروشة تستأجرها كل سنة، حيث تقول إنها لا تجد مانعا في الطهي بالشقة لتوفرها على كل متطلباتها وهي تفضل الطبخ المنزلي على أكل المطاعم التونسية. السيدة "نسيمة.ق" من الجزائر تقول إنها للمرة الثانية على التوالي تزور تونس لقضاء عطلة الصيف، معجبة جدا بالمسابح التونسية وكذا بمدينة الألعاب بمنطقة القنطاوي، إلا أنها لاحظت نقائص على حد قولها تمثلت في نوعية الأكل المقدم في المطاعم وكذا انقطاعات الماء المتكررة خلال فترة العطلة. "رضوان.س" من مدينة بومرداس للمرة الثانية يزور مدينة سوسة يسكن في شقة تم كراؤها عن طريق صديق له بسوسة رفقة عائلته يعرب عن إعجابه بالألعاب المائية في المسابح الخاصة بالأطفال، وكذا أبدى إعجابه أيضا بالخدمات العامة من فتح لمراكز البريد والبنوك طيلة أيام الأسبوع ليلا ونهارا. "طارق.ح" حجز رفقة عائلته في فندق 4 نجوم بمبلغ لا يتجاوز أربعين ألف دينار جزائري للفرد مدة 10 أيام ب (demi-pension )يقول إن هذا المبلغ طلب منه لليلة واحدة فقط في مدينة عنابة، "طارق" ما جعله يختار تونس هو كلام الأصدقاء وكذا الترويجات والعروض المقدمة من طرف les agence touristique. "عز الدين" التقينا به رفقة عائلته في ساحة جامع الزيتونة بالعاصمة التونسية قصد شواطيء تونس هذه السنة بعد أن عانى كثيرا من سوء الخدمات في المدن الساحلية، يقول إنه قد وجد راحته وراحة عائلته. المفاجأة كانت عندما وجدنا ترقيم سيارة 13 من مدينة تلمسان في أقصى الغرب الجزائري بالحدود المغربية حيث اقتربنا من صاحب السيارة السيد "كمال.م" الذي سألناه عن بعد المسافة من تلمسان إلى سوسة فرد قائلا إنه يقبل السير كل هذه المسافة للتنعم بزرقة البحر وراحة البال التي لا تكاد تجدها في الجزائر. بلال ورفيق شابان جزائريان يختاران كل سنة فندق palace houria لتوفر الفندق على جميع متطلباتهم وقربه من المرافق المتعددة، حيث يقول بلال إن منطقة القنطاوي منطقة جميلة جدا وتستطيع المكوث فيها أطول مدة دون الضجر أو الملل لتوفرها على مدينة الألعاب وكذا توفرها على ميناء بحري. توجهنا نحو ميناء القنطاوي أين يتم نقل السواح في سفن القراصنة إلى وسط البحر بمبلغ لا يزيد عن 500دج للفرد مع تقديم وجبة فطور كاملة للجميع وكذا إمكانية الغوص واستكشاف أعماق البحر على بعد 3كلم، على متن السفينة التقينا ب"سميرة .ق" التي تأسفت من عدم توفر مثل هذه الخدمات في الجزائر رغم وجود الإمكانيات أكثر من تونس. في القطار السياحي الذي يربط مدينة سوسة بمدينة القنطاوي لا تكاد تسمع إلا أهازيج الشباب الجزائري وزغاريد النسوة الذين اكتسحوه ذهابا ورجوعا. جولتنا خلال 10 أيام كانت لعدة مرافق سياحية توفرها الدولة التونسية للزوار والسواح فمن aquasplash إلى aquapalace فمدينة الألعاب بالقنطاوي وحمامات الياسمين وكذا المدن الأثرية وصولا إلى مدينة جربة وكذا العاصمة التونسية.
* كراء الشقة الواحدة يتراوح ما بين 50 إلى 90 دينارا تونسيا اقتربنا من السيد "أنيس .ش" صاحب وكالة عقارية تقدم خدمات كراء المنازل والشقق المفروشة للجزائريين طلبنا منه أن يخبرنا عن عدد الجزائريين الذين يتقربون منه وعن كيفية الكراء فقال إنه يقدم شققا ومنازل للعائلات فقط دون الشباب، أسعار الشقق تتراوح ما بين 50 إلى 90 دينارا للشقة الواحدة أي ما بين 3750دج إلى 7000 دج للشقة باعتبار عدد الغرف والمنطقة ومدى قربها من شواطيء البحر، أنيس يقول إن عدد الجزائريين هذه السنة زاد عن العام الماضي خاصة وأن شهر أوت في منتصفه وأن كل الشقق التي يحوزها تم كراؤها لعائلات جزائرية منذ شهر رمضان الماضي وأنه تم غلق الكراء لاستنفاد السائح الجزائري كل شققه المقدرة ب18 شقة، أنيس يحدثنا أنه يفضل السائح الجزائري على السائح الليبي أو التونسي لاعتبارات عدة أهمها أن الجزائري لا يشترط كثيرا بالإضافة إلى الاحترام والتقدير الذي تحظى به العائلة الجزائرية. توجهنا بعدها إلى فندق dreampeach أين استقبلنا السيد مهدي مدير الفندق الذي سألناه عن جنسيات السواح الذين يقصدون الفندق فأجاب قائلا إنه منذ سنتين معظم زبائنه من الجزائر خاصة بعد عقده اتفاقيات مع وكالات سياحية جزائرية، حيث يقدم الفندق للزوار غرف نوم فاخرة بالإضافة إلى وجبات الفطور والغداء والعشاء، بالإضافة إلى توفر الفندق على مسبحين الأول مغلق والثاني مفتوح وكذا مرافق أخرى مثل قاعة كمال العضلات وقاعة التدليك الطبيعي، الفندق له إطلالة جميلة على زرقة البحر، سعر الليلة الواحدة مابين 5000 دج إلى 7500دج. للوهلة الأولى وأنت تدخل أي منطقة من ولايات تونس تظن أنك بإحدى المدن الجزائرية فمختلف ترقيمات السيارات الجزائرية تجدها هنالك، ناهيك عن مكبرات صوت السيارات التي تصدح بآخر أغاني الراي الجزائري، بالإضافة إلى أن مدن تونس أصبحت سوقا مربحة لمغني الراي الجزائريين حيث لا تكاد تمر ليلة من ليالي الصيف إلا وأحد المغنيين الجزائريين يحيي سهرة فنية إما على شاطيء البحر أو بأحد الفنادق والقاعات العمومية. ولكن رغم كل هذه المميزات التي تحظى بها السياحة التونسية إلا أننا لمسنا بعض النقائص أهمها الغلاء الفاحش في المواد الغذائية والبنزين مقارنة بموسم الاصطياف للسنة الماضية، فهل ستبقى تونس قبلة للسائح الجزائري ؟ وهل ستحافظ لؤلؤة المتوسط على مكانتها السياحية إذا تم فتح الحدود الغربية للجارة المغرب، كل هذه التساؤلات وأخرى ستكشف الأيام المقبلة أجوبتها.