أسفر انفجار عبوة ناسفة مساء الأحد قرب مقهى في حي خان الخليلي بمنطقة الحسين السياحية وسط القاهرة عن وفاة سائحة فرنسية وإصابة 21 من جنسيات مختلفة . بعد تضارب في التقديرات حول عدد الضحايا ، أعلنت مصادر وزارة الصحة المصرية أن سائحة فرنسية لقيت مصرعها وأصيب 21 آخرون بينهم 13 فرنسيا وألماني و4 مصريين و3 سعوديين في الانفجار الذي هز منطقة الحسين التاريخية وسط القاهرة ، فيما تباينت التفسيرات حول الكيفية التي وقع بها . فهناك من أشار إلى أنه ناجم عن انفجار عبوة ناسفة وضعت أسفل مقعد جيري أمام مسجد الحسين ، فيما رجحت مصادر أخرى أنها ألقيت من فوق سطح أحد المباني في المنطقة ، هذا في الوقت الذي ترددت فيه أنباء حول العثور على عبوة أخرى داخل جوال بأحد المقاهي ، قامت أجهزة الأمن على الفور بإبطال مفعولها. ووصف وزير الصحة المصري حاتم الجبلى هذه الإصابات بأنها'' طفيفة'' وقال أن المصابين بينهم حالة استدعت تدخلا جراحيا متوسطا، وكان مصدر أمني قال في وقت سابق إن أربعة أشخاص قتلوا في الانفجار الذي وقع في حي الحسين في شرق القاهرة حيث مسجد الإمام الحسين والجامع الأزهر. وقد أثار الانفجار هلعا كبيرا في أوساط سكان الحي حيث طوقت قوات الأمن المكان ومنعت الدخول الى مكان الانفجار حتى بالنسبة لسكانه وأصحاب محلاته ، وقد أعرب العديد من السكان عن قلقهم عن مصير ذويهم الذين يسكنون الحي أو الذين قدموا للتسوق في الوقت الذي مازالت فيه سيارات الإسعاف تهرع إلى مكان الانفجار لنقل المصابين، ولوحظ بعين المكان تواجد مكثف لوسائل الإعلام خاصة الأجنبية و قوات الأمن التي أغلقت احد النفقين الرابطين بين حي الحسين ومسجد الأزهر . ورغم أنه لم تعرف بعد دوافع الانفجار أو الجهة المسؤولة عنه ، إلا أن هناك من يرجح أن جماعة صغيرة تتبنى العنف هي من قامت بالانفجار وليس الجماعات الإسلامية التقليدية المعروفة والتي أعلنت منذ سنوات طويلة نبذ العنف الذي شهدته مصر في التسعينات، فيما يرى البعض الآخر أن الانفجار قد يكون مرتبطا بتردي الأوضاع الاقتصادية أو بالأحداث الأخيرة في غزة والتي وجهت خلالها انتقادات كثيرة للحكومة المصرية بسبب إغلاق معبر رفح. وقد اعتبر أصحاب المحلات أن هذه العملية تعد ضربا للاقتصاد المصري التي تعد السياحة من أهم مداخله والتي يعيش منها 5 ملايين عامل في مختلف المجالات في الفندقة والمطاعم وغيرها . كما ابدي التجار قلقهم إزاء مصير منطقة الحسين التي تعود تاريخها إلى 1500 عاما وتعد رمز السياحة المصرية ومقصد الكثير من الزوار الأجانب . وطالبوا بتعزيز التواجد الأمني في الأماكن السياحية والدينية والأثرية بالمنطقة. ويذكر أن اكبر عملية إرهابية استهدفت مناطق سياحية قد وقعت في جويلية 2005 حيث خلفت سلسلة اعتداءات في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر 88 قتيلا بينهم عدد كبير من الاوروبين وإصابة 110 آخرين . خبير يعتبر تفجير منطقة الحسين عشوائيا اعتبر خبير مصري في العلوم السياسية تفجير عبوة ناسفة أمام المشهد الحسيني في القاهرة حادثا عشوائيا ، وليس عملية منظمة ورائها كوادر مدربة ، أو تنظيم يستخدم أدوات تكنولوجية متقدمة، واعتبر الدكتور جهاد عودة رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة حلوان أن ثمة مبالغات صحفية في وصف ما حدث في الحسين ، وقال '' علينا أن نعرفه بالوصف الحقيقي والدقيق وهو حادث ، وليس عملية ''حيث تتصف العملية بمقومات أصبحت غير متاحة فى مصر على المستوى الأمني''، وأضاف عودة أن الحادث يدخل في نطاق الأمن العام ، وليس فى إطار مكافحة الإرهاب الذي تخلصت مصر منه منذ سنوات ، بعد جهود مكثفة .