هي ابنة الإذاعة الدّولية، تعلّمت فيها أبجديات الإعلام قبل أن تتاح لها الفرصة للانتقال إلى السّعودية، حيث التحقت بقناة "روتانا خليجية"، حيث تقدم برنامجا سياسيا سعوديا ضخما "يا هلا" وبرامج أخرى بالقناة. وفي هذا اللقاء الذي جمعها ب"الحوار" تحدثت ثريا آمالو عن تجربتها المميزة في قناة "بزاف" المغاربية وعن آرائها وتطلعاتها في عالم الإعلام. * كنت من أوائل مؤسّسي إذاعة الجزائر الدولية، واشتهرت ببرنامج "الموعد اليومي"، كيف كانت التجربة؟
_أولا أرحب بكم وأشكر لكم اهتمامكم الجميل. بصراحة كان الموضوع تحديا بالنسبة لي وهو أن أحاور كبار الشخصيات في الدولة وخارج البلد وبشكل يومي وفي بداية مشواري الإعلامي، تعلّمت الكثير واستفدت من البرنامج لأنه يعتبر تجربة عمر في الإعلام واختزلت في برنامج، أما الإذاعة الدولية فأنا فخورة أنني من بناتها، وكانت فعلا مدرسة مهمة في حياتي علمتني أبجديات الإعلام. *حاورت أكثر من 900 شخصية سياسية عربية، هل يمكن اعتبارك شاهدة على أبرز التحولات والأحداث التي شهدتها الساحتين العربية والدولية ؟
– إلى حد ما نعم، لأن معظم الشخصيات سواء كانت في حكومة حسني مبارك مثلا، أو وزراء من عهد قذافي -الله يرحمه- رحلت وجاءت وجوه أخرى كانت موجودة ولكن بشكل جديد، مثل الحوار الذي أجريته مع عمرو موسى أيام كان الأمين العام لجامعة الدول العربية واليوم تغير دوره.
* من هو الضيف الذي تمنت ثريا أمالو محاورته ولم يحدث ذلك بعد؟
كنت وقتها أحلم بإجراء حوار مع رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، ليس لأنه رئيس البلد بل لكونه محنك سياسيا ويتقن الرد على الصحافيين بتقديمه الإجابة والهروب من السؤال في الوقت نفسه بشكل مذهل.
*من الإذاعة الدولية إلى "روتانا خليجية" تجربة جديدة ومسؤولية أكبر، ماذا أضافت لرصيدك كإعلامية؟
بطبيعة الحال أضافت الكثير، فجأة تجدين نفسك تتعاملين مع جنسيات عربية مختلفة، وكل جنسية لديها نمط معين في العمل كل هذا في برنامج سياسي ضخم سعودي "يا هلا"، وبرامج أخرى بالقناة جعلتني أكتشف وأتعلم نوعا جديدا في الإعلام مختلف تماما عن الموجود بالجزائر.
*اختيارك لقناة "بزاف" المغاربية، هل هو بدافع البحث عن الجديد أم بدافع الحنين؟
الموضوع كان صدفة والحنين لعب دورا مهما وهي تجربة من نوع خاص، الجميل فيها هو أن تجد متابعين لك من بلدك وأنت في ديار الغربة يشاهدونك بكل حب وفعلا حسّسوني أنهم فخورين بي من خلال الرسائل أو حتى الصفحات على مواقع التواصل، حتى متابعي القناة بشكل عام من دول المغرب العربي أطلقوا علي اسم "يمامة المغرب العربي".
*هل تؤمنين بمقولة " الإعلامي إذا لم يتطور فهو حتما يتراجع"؟
بطبيعة الحال المعروف أننا لا نحب الروتين ونحب التغيير، ومن يبقى في المكان نفسه لسنوات دليل على أن المهنة تحولت في حياته إلى عمل إداري بدل من إعلام. *بماذا تفسرين النجاح اللافت للإعلاميين الجزائريين في الخارج؟ هناك عدة مدارس في المجال أبرزها المدرسة الإنجليزية والفرنسية والتي نمتهنها نحن في الجزائر وهي الأنجح على الإطلاق، بالإضافة إلى أن كل شخص دخل هذا المجال في بلدنا جاء من باب حبه وعشقه للمهنة، عكس باقي الدول العربية التّي حولت مهنة الصحافة إلى مهنة عرض أزياء وفقط. *يشاع دوما أن اللهجة الجزائرية صعبة، لكن بالمقابل الصحفيون الجزائريون لامعون أينما حلو وارتحلوا، ما تفسير ذلك؟ -النجاح يعود لإتقاننا اللغة العربية السليمة والتحدث بها بطلاقة، والجميل في الجزائريين أنه ليست لديهم اللكنة.
*مارأيك في المشهد الإعلامي الجزائري اليوم ؟ – يحتاج إلى الكثير من التعديلات والعمل بشكل مهني طبعا أقصد القنوات الخاصة، لأن المشاهد الجزائري ذكي والمادة المقدمة لا تليق بمستواه ولا بمستوى الإعلام في الجزائر، فجميل أن تكون أكثر من قناة، ولكن الأجمل أن نحترم الجمهور لأنه مع الأسف جودة البرامج جد ضعيفة.
* ألا تفكرين في العودة يوما ما إذا ما استقر وضع القنوات المستقلة؟
الرزق بين يد الله تعالى، ربما اليوم لا أفكر، ولكن حتما تفكيري سيتغير في المستقبل والإجابة صعبة حاليا.
*بعد كل هذه التجارب، ألا تراودك فكرة إنشاء إحدى القنوات؟
إنشاء قناة، ليس كثيرا ولكن أفكر في إنشاء شركة إنتاج لكي تغذي أطماعي الإعلامية وأنطلق أكثر في المجال وبشكل أفضل.
*ماهي مشاريعك الإعلامية التي لم تتحقق بعد؟
-أن أقدم برنامجا من إنتاجي الخاص وبشكل مميز واحترافي. حاورتها: سامية حميش