مع انطلاق العد التنازلي للانتخابات الشريعية المقبلة، واقتراب الحملة الانتخابية، التي تسعى الأحزاب السياسية المشاركة ل"الانتصار" في معركتها، برز على سطح المشهد السياسي "بعبع" كبير يخيف حتى أكبر الأحزاب لما له من تأثير قوي ومباشر على شرائح عريضة من المواطنين، خاصة فئة الشباب.. ألا وهي مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت اليوم ملاذا لكثير من الحساسيات الحزبية التي تسعى لاستغلالها في استمالة الهيئة الناخبة، ما جعل الكثير من المتتبعين يؤكدون أن التشريعيات المقبلة ستلعب في مباراة حاسمة يكون "الفايسبوك" بطلها الرئيس. أجمع ثلة من رؤساء وقياديي الأحزاب السياسية التي استطلعت "الحوار" آراءهم حول أثر شبكة التواصل الاجتماعي بمختلف أصنافها، على تشريعيات 4 ماي 2017، على أن الفضاء الأزرق أتاح لهم الفرصة الكافية للاحتكاك مع المجتمع الافتراضي، ووسيلة مثلى لإطلاع هذا الأخير على مختلف نشاطاته التي يقوم بها طول السنة، وبرنامجه الانتخابي، وكذا خرجاته الميدانية، حيث اعتبروا مواقع التواصل الاجتماعي التي أفرزتها تكنولوجيا الاعلام الحديثة، همزة وصل بين جميع شرائح المجتمع، دون وساطة، أو رقابة حكومية، واستطاع مريدو هذه الشبكة إنشاء قاعدة جماهرية افتراضية واسعة استطاعت أن تؤسس لنفسها قوانين تغنيها عن تلك التي تسير بها الدول والحكومات الوطنية في مجالها الواقعي..
وسائل التواصل الاجتماعي نافذة تطل من خلالها الأحزاب وفي هذا الصدد، أكد أحمد الدان الأمين العام لحركة البناء الوطني، أن الفايسبوك وسيلة إعلامية، خاصة -يقول الدان- إذا كانت وراءها خلايا منظمة تدير توجيه الرأي العام، وأشار الدان إلى أن الانتخابات المقبلة ستعرف تأثيرا كبيرا على الفضاء الأزرق، الذي أثبت نجاعته وتأثيره على الجماهير التي عرفت أحداثا ساخنة، دون أن ننسى تفاعله مع الحملات الانتخابية لكبار رؤساء دول العالم. من جهته، أوضح رئيس الكتلة البرلمانية لجبهة العدالة والتنمية لخضر بن خلاف، أن استعماله لشبكة التواصل الاجتماعي الفايسبوك- ليست مناسباتية، بل هو في تواصل دائم ومستمر مع الشبكة العنكبوتية، من خلال استعراضه لجملة النشاطات التي يقوم بها حزب جبهة العدالة والتنمية، كما يتضمن حسابه على تعليقات مختلفة تخص الصالح العام، من خلال إبراز وتوضيح بعض الأمور التي تحتاج إلى شرح وتفسير. وقال بن خلاف "وسائل التواصل الاجتماعي نافذة تطل من خلالها الأحزاب السياسية لعرض انشغالاتها واستعراض برامجها". وعلى صعيد مماثل، قال موسى تواتي، رئيس الجبهة الوطنية الجزائري، إنه من الأسباب الرئيسة التي جعلت مناضلي وقادة الأحزاب السياسية يلتجئون إلى الفضاء الافتراضي وإنشاء الحسابات والصفحات عبره، راجع إلى عدم إنصافهم من قبل الإعلام العتيد، الذي بات يتوجس من الإدارة خوفا من حرمانه من الصفحات الاشهارية، في حين تتسع شبكة التواصل الاجتماعي لكل من يريد الافصاح بما يختلج به صدره، ولها مساحة شاسعة تسمح لرؤساء الأحزاب السياسية من عرض كل نشاطاتها وبرنامجها الانتخابي بصورة عادية، وبحرية أكيدة، مما جعل الشعب الجزائري يتوجه إلى هذه الوسيلة الحرة التي تعد متنفسا لكل من يتوق إلى الحرية، من خلال عملية التعبير الحرة بعيدا عن القواعد القانونية التي تكبح عملية التعبير الحر في واقعنا المادي. وفي السياق ذاته، نجد أن هذا التأثير الجارف لوسائط التواصل الاجتماعي، لم يغفل عنه "الأفلان"، حيث أكد الأمين العام جمال ولد عباس على ضرورة أن تكون خلية الإعلام بالحزب فعالة في الترويج لبرنامج الحزب ونشاطاته خلال هذه الفترة الانتخابية. من جانبه، قال القيادي في حزب العمال رمضان تعزيبت، إن شبكة التواصل الاجتماعي تعد نقطة ضعف الأحزاب السياسية، وملاذا لهم للتعبير بكل حرية عن الوضع الذي تعيشه الجزائر في راهنها الحالي، فشبكة التواصل الاجتماعي في الحقيقة -يضيف تعزيبت- وسيلة اتصال حديثة، ولها تأثير كبير على جميع مناحي الحياة. نورالدين علواش / نصيرة سيد علي