كشف مدير المركز العربي الإفريقي للاستثمار والتطوير، أمين بوطالبي، في حديث مع "الحوار" أمس، عن تمويل خارجي ثان لمشاريع جزائرية بمبلغ 200 مليون دولار، أي بما يعادل 22 مليار دينار جزائري، وهذا من طرف البنك الإسلامي للتنمية الذي يعد ثاني هيئة دولية بعد البنك الإفريقي للتنمية الذي اكد تمويله لمشاريع جزائرية بقيمة 900 مليون دولار، فيما نفى بوطالبي في حواره مع "الحوار" تمويل الهيئة العربية للإنماء والاستثمار الزراعي لمشروع يتربع على 10 هكتارات فقط بمليار دولار، قائلا بأن ذلك غير منطقي، مضيفا أن المبلغ سيمس 4 ولايات نوبية، اما في حديثه عن التصدير افاق 2019 قال ان المركز استطاع إقناع مستثمر ذي جنسية افريقية بشراء فائض انتاج مجمع الاسمنت "جيكا" بقيمة 500 مليون دولار. * ذكرت في تصريحات سابقة بأن الهيئة العربية للإنماء والاستثمار الزراعي قررت رسميا استثمار مبلغ 1 مليار دولار في المجال الفلاحي بالجزائر، في أول مبادرة استثمارية من هيئة دولية بالجزائر، هل من تفاصيل أكثر عن المشروع؟
الهيئة العربية للانماء والاستثمار الزراعي التي أعلنا عن استثمارها لمبلغ 1 مليار دولار في المجال الفلاحي في الجزائر، لن تكون خاصة بالقطاع الزراعي فقط، بل ستمس حتى الصناعات الغذائية التحويلية، وسيكون هذا المبلغ مخصصا للاستثمار في سنة او سنتين او اكثر، ولحد الساعة أوجدنا شريكا واحدا جزائريا إبمكانه استثمار مبلغ 50 مليون دولار في انتظار ايجاد شركاء جزائريين اخرين، وسيوزع هذا المبلغ للاستثمار في 4 ولايات هي تيارت، الجلفة، غرداية والوادي، مع امكانية ان يمس حتى ولايتي النعامة والبيض، للإشارة فأنا لم اصرح عن صرف مبلغ 1 مليار دولار في مشروع على مساحة 10 آلاف هكتار. * ماذا عن القطاع الصناعي، هل هناك رغبة لمستثمرين أجانب في الاستثمار في الجزائر من خلال مشاريع صناعية؟ سيحضر خلال الملتقى الدولي الرابع للاستثمار والتجارة الذي نعتزم تنظيمه يومي 9 و10 أفريل الجاري، 4 مستثمرين صناعيين، ونحن في نتفاوض مع احدهم لاستثمار مبلغ يتراوح بين 210 إلى 220 مليون دولار في القطاع الصناعي.
* هل يمكن القول إن الجزائر اليوم بحاجة لتدخل الاستثمار الأجنبي لتطوير قطاع الفلاحة؟
دخلنا في مفاوضات مع 20 ممولا أجنبيا خاصا، منهم 4 او 5 مسلمين علاقاتنا معهم جيدة جدا، وهم مستعدون للاستثمار بالجزائر، اما بالنسبة للكفاءات الجزائرية فلا يمكنها ان تطور القطاع الفلاحي لوحدها لأن اطاراتها بحاجة الى تكوين اجنبي في التكنولوجيات الحديثة للفلاحة، وعلى سبيل المثال الهيئة العربية للإنماء والاستثمار الزراعي التي تحوي قدرات وكفاءات فلاحية كبيرة. * ما هي الهيئات التي يعمل المركز العربي الإفريقي للاستثمار والتطوير على استقطابها للاستثمار بالجزائر؟
نعمل مع صناديق استثمار وهيئات دولية كثيرة، وحتى مع ممولين أجانب خواص، ورقم أعمالنا الذي حققناه في ظرف 5 سنوات منذ تأسسنا يبين ذلك.
* هل نستطيع القول إن مناخ الاستثمار بالجزائر اليوم جاهز لاستقطاب المستثمرين الأجانب، وما هي المعوقات التي يعرفها؟
شعار الملتقى الدولي الرابع للاستثمار والتجارة "اقتصاد متنوع ومتفتح" هو طموحنا لأن اقتصادنا اليوم متنوع لكن منغلق، اما عن معوقات الاستثمار فهي عديدة وعلى رأسها البيروقراطية والاجراءات الجمركية التي تعيق حتى عمليات التصدير. * هل تعملون على استقطاب هيئات ومؤسسات مالية دولية وعربية للمساهمة في تمويل مشاريع استثمارية بالجزائر؟ اكيد نعم، وعلى رأسها البنك الإسلامي للتنمية الذي سيستثمر مبلغ 200 مليون دولار، في انتظار إيجاد شركاء جزائريين حيث سيقسم هذا المبلغ على 10 مستثمرين كل منهم يمنح مبلغ ما بين 10 او 20 مليون دولار، في حين لم يحدد البنك القطاعات التي يمولها وترك المجال مفتوحا لجميع القطاعات والخدمات، فيما فضل ان يكون الاستثمار في قطاعات كبرى كالطاقة، الصناعة، الصحة وغيرها. * بالنظر إلى طموحات الحكومة لاكتساح السوق الإفريقية خلال السنوات القليلة المقبلة، هل ترون كمركز عربي إفريقي متخصص في الاستثمار والتطوير أن هذا الحلم قابل للتحقق في ظرف عامين فقط؟
المركز العربي الإفريقي للاستثمار والتطوير جلب مؤخرا مستثمرا من جنسية افريقية اكد نيته شراء 500 مليون دولار من فائض الإنتاج لمجمع إسمنت الجزائر "جيكاس".
اما عن حلم دخول فضاء التصدير افاق 2019، فهو امر ممكن بالنظر الى قدرات الجزائر الاقتصادية الكبيرة، الا انه يجب ان نوفر الآليات اللوجيستية التي تسمح بذلك، بالاضافة الى اقرار تسهيلات جمركية وبنكية للمصدرين ولعب مديرية التجارة و الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية "الجاكس" دورهما الحقيقي في عملية التصدير.
* حدثنا قليلا عن برنامج الملتقى الدولي الرابع للاستثمار والتجارة؟
هو ملتقى دولي يفتح أبوابه يوم 9 افريل المقبل بفندق الشيراطون لجميع المتعاملين الاقتصاديين اجانب كانوا او جزائريين، حيث يحتوي برنامج الحدث الذي سيكون شعاره "اقتصاد متنوع ومتفتح" على 5 جلسات تعريفية وترويجية، بالإضافة الى معرض لبعض الشركات الاقتصادية، ونحن في صدد التحضير له وضبط الامور.