بقلم / سري القدوة ما من شك في أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمارس سياسة التعسف والمماطلة تجاه الشعب الفلسطيني، وتعمل على استخدام أبشع الأساليب لاستمرار احتلالها للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، ولا تعترف بوجودها كونها محتلة للأراضي الفلسطينية وترفض تطبيق الاتفاقيات الدولية بشأن الأسرى وأسرى الحرية في السجون والمعتقلات والزنازين الاحتلالية يعانون اوضاعاً قاسية وصعبة ويعيشون ظروفا غير إنسانية، إذ أن سلطات السجون تمارس ضدهم سياسة ممنهجة، سياسة القهر والتعذيب والبطش والتهديد، وذلك بهدف النيل من صمودهم وكسر ارادتهم وشوكة نضالهم ومحاولة إخضاعهم وإذلالهم لإفراغهم من المضمون والإيمان السياسي والعقدي والتحرري كمقاتلي حرية يكافحون ويناضلون من اجل انهاء الاحتلال وتحقيق الحلم في الحرية والانعتاق والتحرر وإقامة الدولة المستقلة. وما من شك في ان معاناة الأسرى اليومية وآلامهم المستمرة تجعلنا امام تحد حقيقي في فرض الواقع والتعبير الصادق عن تضامننا مع الاسرى بالفعل، وهذا يفرض علينا ان نكون امام تحد حقيقي حيث نشعر بأن حرية الاسرى وتخليصهم من كل تلك الآلام والمعاناة أو تخفيفها على اقل تقدير هو همنا اليومي، ولكن ومع الأسف بات ذلك الطموح الوطني والإنساني لا وجود له بالشكل العملي مع كل يوم يمر بنا على الانقسام الفلسطيني الداخلي واستمرار حركة حماس في انفرادها وسيطرتها على قطاع غزة، وفي هذا النطاق يجب ان نؤكد أن قضية الأسرى قضية وطنية جامعة وموحدة لشعبنا تؤكد على حقهم في الحرية، وارتباط ذلك مع تمسك شعبنا بحقوقه الوطنية في الحرية والاستقلال. اننا نتوجه بكل التحية للأسرى الأبطال في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، وندعو الى تكاتف الجميع دون استثناء من اجل العمل على استمرار الجهود لضمان الإفراج عنهم، ووقف معاناتهم، باعتبارهم القضية المركزية الحاضرة بشكل دائم للشعب الفلسطيني وقيادته. ان المجتمع الدولي مدعو اليوم إلى سرعة التدخل لإنقاذ حياة الأسرى الفلسطينيين الذين بدأوا اليوم إضرابا مفتوحا عن الطعام، احتجاجا على الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشونها في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي، حيث الظروف الصعبة التي يعايشها اسرانا البواسل، وإننا نحذر من تفاقم الأوضاع، في ظل تعنت الحكومة الإسرائيلية ورفضها الاستجابة للمطالب الإنسانية العادلة للأسرى، وفقا لما نصت عليه الاتفاقات والمواثيق الدولية، لا سيما اتفاقية جنيف الرابعة. اننا نناشد جميع أبناء الشعب في كافة أماكن تواجدهم الى الانطلاق ضمن فعاليات واسعة الانتشار وإقامة الفعاليات المساندة لحقوق وكفاح الاسرى. اننا بحاجة ماسة اليوم الى وحدة الصف الفلسطيني والمسارعة في إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية التي لا بديل عنها في مواجهة التحديات، وإلى مزيد من الالتفاف حول الشرعية من اجل حماية المصالح الوطنية العليا، ومن اجل تحقيق الحلم الفلسطيني بإقامة دولتنا المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس. ان أسرانا الأبطال في معتقلات الاحتلال وقدسنا عاصمة دولتنا وعاصمة ارواحنا، وأرواح امتنا وشعبنا البطل الصامد العظيم يستحقون إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية، بل انهم بأمس الحاجة إليها من اجل تحقيق الحلم الوطني. إن السياسة التي تنتهجها السلطات الاسرائيلية الاحتلالية ضد المعتقلين الفلسطينيين القابضين على الجمر منذ عام 1967 وحتى يومنا هذا تتناقض مع الأعراف والمواثيق الدولية، وتمس بحقوق الانسان الفلسطيني السجين، وكذلك انتهاك للقوانين الدولية، وتستهدف ليس الحقوق المدنية والسياسية فحسب، بل تستهدف بالأساس الوجود الفلسطيني والمشروع الوطني الفلسطيني بأكمله، وترفض أيضًا الاعتراف بالمواثيق الدولية الصادرة عن الأممالمتحدة تجاه الشعب الفلسطيني، وباتت هذه القضية في غاية الأهمية في هذه المرحلة، حيث يتطلب العمل دوليًا على إنهاء الاحتلال والسعي إلى تطبيق اتفاقيات خارطة الطريق تمهيدًا لتحقيق سلام متوازن يكفل للشعب الفلسطيني العيش بحرية وسلام وأمن واستقرار المنطقة. إن من أهم أولويات العمل في هذه المرحلة هو إطلاق سراح الأسرى والسعي دومًا لتحقيق السلام من خلال الالتزام الإسرائيلي أولا في إنهاء الاحتلال والسعي إلى إنهاء مبررات استمرار احتجاز الأسرى في السجون والمعتقلات الإسرائيلية. إن بوادر الثقة واستمرار الحوار بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي يتطلب أن تقوم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتفكيك الوحدات الخاصة، وإعلانها رسميًا عن إنهاء احتلالها للمدن الفلسطينية، وإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين والعرب المحتجزين في سجون الاحتلال دون قيود أو شروط مسبقة، لأن هذه الخطوة تمثل المحور الأساسي لبناء الثقة وتفعيل السلام واستمرار الهدنة وصمودها. لقد باتت قضية الأسرى تتطلب التدخل الدولي لإنهاء الاحتلال والسعي إلى تحقيق سلام عادل وشامل بالمنطقة بعيدًا عن إصرار قيادات الجيش الإسرائيلي على اقتحام المدن الفلسطينية ومحاصرة الشعب الفلسطيني. رئيس تحرير جريدة "الصباح" – فلسطين