في أبشع صور للعنف التي تجلت بالمجتمع الجزائري اهتزت جامعة خميس مليانة و معها الجزائر قاطبة على وقع جريمة قتل الأستاذ سرحان قروي بضربة مطرقة اختصرت الواقع المؤلم الذي آلت إليه المنظومة الجامعية،و على إثر هذه الحادثة النكراء رفع أساتذة التعليم العالي سقف المطالبة بمحاربة العنف داخل الجامعة عاليا، حيث طالبوا وزير التعليم العالي للوقوف على ملابسات القضية والضرب بيد من حديد لكل من تخول له نفسه العبث بحرمة الجامعة، كما نادت الأسرة الجامعية الطاهر حجار، و المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغاني هامل،إلى تطبيق القصاص في حق القتلة، فيما طال " الكناس" في بيان له إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقرات رئاسة الجامعات عبر كافة الوطن، مع حمل شارات سوداء تعبر عن حدادهم على روح الفقيد الأستاذ قروي سرحان. _____________________ تعرض لأكثر من 20 طعنة خنجر وضربات مطرقة حديدية هذه تفاصيل قتل الأستاذ قروي سرحان – الجريمة وقعت عند مدخل عمارة بحي 122 مسكن وسط مدينة تيبازة تمكنت مصالح الشرطة القضائية لولاية تيبازة من توقيف شابين اثنين متورطين في جريمة قتل راح ضحيتها سهرة الأحد الماضي الأستاذ الجامعي قروي سرحان بوسط مدينة تيبازة وحسبما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن مصادر أمنية، فقد نفت الأخيرة أن يكون دافع ارتكاب الجريمة الانتقام من الأستاذ على خلفية منعهما من الغش كما روج له فيما رفضت في الوقت نفسه التطرق لأي معلومات حول أسباب هذا الفعل من أجل ضمان سرية التحقيق القضائيوأوضحت المصادر الأمنية أن الجريمة وقعت عند مدخل عمارة بحي 122 مسكن وسط مدينة تيبازة أين يقطن المتورطان بعدما تعرض الأستاذ الجامعي لعدة طعنات خنجر تجاوزت ال20 طعنة وضربات مطرقة حديدية حسب خبرة الطبيب الشرعي.الضحية متزوج و أب لطفل يدرس في كلية الحقوق بالمركز الجامعي بخميس مليانة بولاية عين الدفلى فيما يكون المتورطان أخوان توأم البالغين 23 سنة من العمر يدرسان أيضا بالجامعة أحدهما بالمركز الجامعي بتيبازة و الثاني بالعفرون بولاية البليدة ___________________ الدكتور ميلاط: ندعوا لحداد على روح فقيد الجامعة أكد الدكتور عبد الحفظ ميلاط الأمين العام للمجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي بأن ما حدث يعد واقعة خطيرة يتأسف لها خاصة ونحن في شهر رمضان، مؤكدا بأن "الكناس" كان قد شدد بمنتدى "الحوار" حول العنف الجامعي المنعقد بحر هذا الأسبوع على ضرورة وضع حد للعنف الذي وصل إلى القتل في يومنا هذا، في ظل السكوت حول حالات العنف المسجلة على مدار الموسم الجامعي.وقال ميلاط في حديث ل "الحوار" بأن الغضب قد بلغ الحناجر ومعلنا باسم المجلس الدخول بوقفات احتجاجية عبر الوطن على مستوى كل الجامعات بالولايات بداية من الساعة 11 صباحا تحت مسمى "يوم الغضب"، كما سيكون يوم حداد على روح الأستاذ بكلية الحقوق بخميس مليانة المغدور به "ب. ق" مع قراءة الفاتحة على الفقيد في نفس التوقيت عبر الوطن على الساعة 11 و 15 دقيقة.وأشار المتحدث إلى ميلاد التنسيقية الوطنية لمحاربة العنف الجامعي الذي شهد غداته جريمة بشعة ومروعة سبق للحرم الجامعي وأن عايشها في سنوات سابقة، كاشفا عن اتصالات مكثفة بين أعضاء التنسيقية للقيام بعمل مشترك بالرغم من عدم استكمال الإجراءات المتعلقة بالجانب التنظيمي، في حين تحدث عن رسالة ستوجه باسم التنسيقية للوزير الأول عبد المجيد تبون من أجل استقبالها بصفة رسمية في إطار السعي لحماية الجامعة من العنف.
الأستاذ لعرج: الجامعة بحاجة لآليات قانونية صارمة لحماية الفاعلين بها أكد الأستاذ بجامعة وهران أحمد بن بلة مرسلي لعرج بأن الجامعة الجزائرية سبق لها وأن عايشت جريمة قتل بشعة راح ضحيتها أستاذ بجامعة مستغانم سنة 2009، لتبقى كظاهرة معزولة على كل حال، منددا بالعنف بكل أشكاله الذي استوطن في الحرم الجامعي بشكل خاص وفي المجتمع بشكل عام. ودعا الأستاذ لعرج في تصريح ل "الحوار" الوصاية لوضع آليات قانونية صارمة وعملية لحماية كل الفاعلين داخل المؤسسة الجامعية من طلبة إداريين تقنيين وأستاذة، مشددا على ضرورة القيام بحملات إعلامية حول ميثاق الشرف الجامعي وأخلاقيات المهنة للحد من ظاهرة العنف، فيما ثمن بالمناسبة مبادرة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتي ستجسد مع بداية الدخول الجامعي المقبل، وهي المبادرة التي تتمثل في تكوين الأساتذة الجامعيين الجدد في التشريع الجامعي والقوانين المنظمة والمسرة للجامعة والمجالس الإدارية والتأديبية، وحتى في علم النفس التربوي وكيفية التعامل مع الطلبة في المحيط الجامعي. ____________________________ الدكتور علي قسايسية: وظيفة الجامعة لم تعد تلقين المعارف والمهارات العلمية قال الدكتور بجامعة الجزائر 03 ، علي قسايسية أنه ليس المطلوب من الجامعة ومن الأستاذ بالطبع منع الغش، معتبرا أنه:" لم تعد وظيفة الجامعة تلقين المعارف والمهارات العلمية،ولكن توزيع العلامات والشهادات علي مراهقين يراد كسب ودهم وضمان هدوئهم وسكوتهم".و أضاف علي قسايسية :" لم يعد الجامعة مركز إشعاع علمي ومعرفي وحضاري، كالذي وجدت من أجله، ولكن تحولت في الجزائر إلى مشتلة تنبت المنحرفين والمعتوهين والغشاشين". _________________ الدكتور عطاء الله فشار: جريمة كبرى أن يصبح المعلم مقتولا والمتعلم قتالا اعتبر الدكتور عطاء الله فشار، إن قتل النفس محرم شرعا في كل الديانات والنحل وفي الإسلام بالخصوص وخاصة إذا كان المقتول من أهل العلم وصاحب رسالة فهو جريمة لا تغتفر ولا تنسي وإن قتل الأستاذ بشير سرحان رحمه الله منبوذ ومرفوض ومدان مهما كان القتلة ومهما كانت الدوافع وإذا ثبت أن القاتلين من الطلبة فتلك جريمة أكبر أن يصبح المعلم مقتولا والمتعلم قتالا وليس من أخلاق أهل العلم، مؤكدا إن هذا القتل الشنيع يعبر عن حالة من الأزمة المجتمعية وجب معالجتها ومعرفة دوافعها وأسبابها والتنديد بها وضرورة إعادة النظر في منظومتنا الأسرية والتربوية والتعليمية وتفكيك شيفرة الأسباب التي أوصلتنا لهذا الوضع حتي لا يتماهي الأمر وهو دعوة أيضا إلى ضرورة الاهتمام بالأستاذ والطالب والتلميذ ومراعاة حاجاته النفسية والاجتماعية والنظر في ظروف كل طرف من اجل معالجته مما يمكن ان يقع فيه من سلوك طائش أو عنف أو إرهاب أو تطرف ولا حل لنا – يقول -إلا بالحوار الجاد والهادف والذهاب لعمق الأشياء ومعالجة هاته الظواهر الغريبة عن جامعاتنا ومجتمعنا. _____________ الدكتور أوصديق: الطلبة تشبعوا بثقافة العنف التي وصلت حد القتل أدان الدكتور فوزي اوصديق، بشدة قتل الأستاذ بجامعة خميس مليانة سرحان قروي ، وكل الممارسات الغير إنسانية والغير مسؤولة من قبل بعض الطلبة المتشبعين بثقافة العنف، حيث وصف الواقعة ب "الاعتداء السافر" على الجامعة الجزائرية بقتل استاذ ينتمي إليها من قبل طلبة همهم الوحيد إيجاد أي وسيلة للنجاح ولو بزهق روح انسان بمطرقة، مشيرا أن العنف بات اللغة الوحيدة التي تطبع المنظمومة التعليمية والجامعية. كما تأسف الأستاذ الجامعي، عن ظهور هذه المظاهر الدخيلة على المجتمع بعد أن انتشرت الجريمة بسرعة مذهلة النسب ومخيفة تستدعي تحركا عاجلا للمسؤولين من أجل استعادة مكانة الجامعة وهيبتها إهمال صياغة واعتماد مشروع ميثاق الجامعة الذي يردع أي تطاول على الصرح الجامعي، مشددا على أن المساهمة في تحسين وضع الجامعة، لن يتأت إلا من خلال وضع حدود وضوابط تفصل بين واجبات وحقوق كطرف من الأسرة الجامعية بشكل يتفادى فيه التصادم ان إصلاح أوضاع الجامعة وجعلها قوة تأثير في المجتمع، وهي مهمة الجميع. _____________________ الدكتور بن عجايمية بن عبد الله: فشل كبير للمنظومة التربوية والتعليمية بأكملها بدى الأستاذ الجامعي الدكتور بن عجامية بن عبد الله، جد متأثر لمقتل زميله، حيث قال ل" الحوار":" كأستاذ جامعي تنتابني مشاعر الغضب الشديد لما ألت أليه الجامعة الجزائرية ومن ورائها البحث العلمي ومكانة الجامعة داخليا وخارجيا، وحزين في الوقت نفسه على ظاهرة العنف التي ألكسها يوميا بالجامعات الجزائرية والذي يعكس الفوضى الكبيرة وسياسة عدم الانتقاء وفشل كبير للمنظومة التربوية والتعليمية بأكملها،منظومة أصبحت تنتج الوعي المزيف والعنف المنظم والمبرمج وانتفى عن الجامعة وصفها بالحرم"، مردفا :" المسؤول هم النخب الذين سكتوا وما يزالون عن هذا العبث الموجود، وقتل الأستاذ بجامعة خميس مليانة ليست الحادثة الأولى ولكن الذي قتل في حقيقة الأمر هو البحث العلمي هو حرمة الجامعة على السلطة أن تعي أن لا تطور ولا رقي ولا نهضة إلا بالبحث العلمي وترقية الأستاذ الجامعي كما تفعل كل الدول المحترمة".وقال المتحدث:" الحل هو منظومة تربوية تنتج العلم والأخلاق معا، إعادة النظر في سياسة التعليم العالي وجعله انتقائيا وإلا يجلس على مقعد بيداغوجي إلا الذي يستحقه وبشروط ومتطلقبات صارمة جدا، وتعزيز سياسة العقاب لا أتحدث عن القتل فقط والذي هو جريمة نكراء وإنما كل إشكال العنف الموجودة بالجامعة والتي تحدث يوميا ولا نتكلم عنها لا في الإعلام ولا في غيره من فضاءات التواصل". _____________________________ الدكتور ناصر جابي: العنف منتج من الداخل وليس مستورد من خارج الجامعة اعتبر البروفيسور ناصر جابي، أن العنف الذي تعيشه الجامعة الجزائرية:" كما برز بقوة هذه الأيام ،لم تستورده الجامعة كله من المجتمع كما توحي بذلك الكثير من الاراء . هو عنف تنتجه كذلك من داخلها في جزء كبير منه . عنف لابد من البحث عنه في ظروف العمل التي تعرفها الجامعة وفي نوعية العلاقات التي تربط الطالب بالاستاذ وفي نوعية التسيير الإداري، وفي مستوى الأستاذ غير المؤهل و في بلطجة قيادات التنظيمات الطلابية وفي وفي .. انه عنف منتج من الداخل وليس مستورد من خارج الجامعة". _____________________________ جمعية العلماء المسلمين تستهجن الجريمة استهجنت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الجريمة الشنيعة التي تسببت في مقتل أستاذ جامعي بكلية الحقوق على يد طالبين ، محملة كل مؤسسات المجتمع مسؤولية ما آل اليه من ظواهر غير أخلاقية.و اعتبر الناطق الإعلامي باسم جمعية العلماء المسلمين تهامي ماجوري ل" الحوار"أن الجرم أخذ حجما أكبر حينما تعلق الفعل بالذين يشكلون نخبة المجتمع ، حيث قال :" الشرع يقول أن المحرمات تقدر بقدر العرف الانساني العام ، فممارسة الجرم انسان مع انسان هي جريمة لكنها تكون اكثر جرما عندما تكون مع الجار هي أكبر فكيف يمكم أن يكون القاتل والمقتول ابناء الجامعة".وقال ماجوري تهامي ان هذه ظاهرة غير طبيعية تعكس أعراض مشكلات عميقة يعشها المجتمع الجزائري بدأت تتفشى، حتى في أوساط شباب العارفين في المدارس والجامعات، مؤكدا أن للعشرية الحمراء التي عاشتها الجزائر في التسعينات دورها في هذه الظواهر، لكنها ليس وحدها يضيف تهامي. محذرا من تفشي هذه الظاهرة في حال غياب القوانين الرادعة والتسيب واللامبالاة. ___________________________ الأمين العام للطلابي الحر صلاح الدين دواجي: الفعل معزول ..والطلبة الذين ليسوا مجرمين أكد الأمين العام للطلابي الحر صلاح الدين دواجي بأن ما حدث أول أمس ليس بالحادثة الغريبة بناء على المؤشرات التي كانت تحملها الجامعة، لافتا إلى أن وقعة العنف أصبحت تزداد سوءا يوما بعد يوم في الوسط الجامعي حتى وإن كانت حادثة قتل الأستاذ معزولة نوعا ما، محذرا من أن يصبح القتل مألوفا في الوسط الجامعي.وقال دواجي في تصريح ل "الحوار" بأنه حان الوقت لتوحيد الجهود من أجل محاربة ظاهرة العنف التي ستدخل الجامعة في نفق مظلم، منددا بالمناسبة بالحملة الشعواء التي أثيرت ضد الطلبة الذين ليسوا مجرمين على حد تعبيره،كما استنكر وصف الطالب بصورة سوداوية لا يخدم المنظومة الجامعية، فيما عبر عن أمله في أن تنخرط الوصاية في مسعى رسمي وسط تفاعل مع الخطوة التي أطلقتها التنسيقية الوطنية لمحاربة العنف الجامعي وميثاق الشرف لوضع طوق نجاة للجامعة، مشددا على ضرورة قراءة الأسباب التي تؤدي إلى العنف.وأضاف دواجي يقول بأن هذه الحادثة ليست هي الأولى من نوعها لتبقى التأويلات قائمة حول خلفية الجريمة الشنعاء إلى غاية صدور نتائج التحقيقات الأمنية ليسدل الستار حول الأسباب والدوافع. فيما رفض تحميل أي جهة مسؤولية ما حدث واكتفى بالقول أنه مسؤولية الجميع للتصدي له. _____________ دعوة لوقفة احتجاجية أمام وزارة التعليم العالي أكد بعض الأساتذة بأن المشاورات إنطلقت بشكل جدي من أجل القيام بوقفة أمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي يوم غد الخميس، من أجل التنديد بما آلت إليه وضعية الجامعة الجزائرية في كل المجالات وخاصة العلمية منها والأمنية، أين صار الأساتذة يخافون على سلامتهم الجسدية. بعد كثرة الإعتداءات ضدهم والتي كان أخرها قتل أستاذ بكلية الحقوق بخميس مليانة من طرف طلبة. وهي الحادثة التي صدمت الجميع.ولقد عرفت الجامعة إعتداءات أخرى في الأشهر الأخيرة مثل ما حدث في كلية العلوم السياسية أين تعرض أكثر من أستاذ للضرب من طرف طلبة وبلطجية ،نقل بعضهم على إثرها إلى المستشفى، وفي ذات الصدد إستقالت منذ أسابيع أسماء مرموقة في العالم الجامعي الجزائري على رأسها الأستاذ ناصر جابي. نورالدين علواش/ نسرين مومن