مصالح الأمن: القضية لا علاقة لها بانتقام طلبة من أستاذ كما يروّج في شبكات التواصل والصحافة نظم أمس أساتذة في عديد الجامعات والمراكز الجامعية عبر الوطن، وقفات احتجاجية للتنديد بالعنف بجميع أشكاله، بدعوة من المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم العالي " كناس "، وتنظيمات أخرى، وذلك في أعقاب تعرض الأستاذ الجامعي، بشير قروي سرحان إلى جريمة قتل شنعاء من طرف شقيقين توأم بمدينة تيبازة، واللذان تقرر تقديمهما اليوم الخميس أمام نيابة محكمة تيبازة. ففي جامعة الجيلالي بونعامة بخميس مليانة بولاية عين الدفلى، أين كان يدرّس الفقيد نظم الفرع النقابي ل " كناس "، وقفة تأبينية على روح الدكتور سرحان حضرها جمع غفير من زملائه إلى جانب عدد كبير أيضا من الطلبة من مختلف التخصصات والشعب العلمية و الأدبية، للتأكيد على الدور والمكانة التي كان يحظى بها الراحل وسلوكه المهني، حيث قضى أزيد من 15 سنة في تدريس شتى المواد التي لها علاقة بالقانون بكلية الحقوق و العلوم الإدارية بجامعة الجيلالي بونعامة، وذكر الحضور للنصر بأن الأستاذ المغدور " رجل كان يتسم طيلة مشواره المهني بالهدوء و الرزانة والأخلاق والمثل العالية، و بخصاله الحميدة، فضلا عن تميزه بالجدية والصرامة. و نقل منسق الفرع النقابي للكناس بجامعة خميس مليانة، إسماعيل بالحاج الجيلالي تعازي المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي، لعائلة الأستاذ المغدور به، ولم يخف حالة الاستياء و التخوف من بشاعة الجرائم التي باتت ترتكب وسط المجتمع، مما يستدعي – كما قال، إعادة النظر في القوانين الرادعة للعنف، وإجراء دراسة معمقة للظاهرة. وحذر متدخلون خلال الوقفة من أن الاعتداءات الجسدية باتت تطال النخبة وبطرق تنم عن حقد دفين، مثل حالة الأستاذ المغدور به الذي تعرض إلى أزيد من 20 طعنة بالخنجر وضربة مطرقة ليلة الأحد إلى الاثنين بحي 122 مسكن تساهمي بتيبازة، مطالبين الجهات القضائية بضرورة كشف ملابسات الحادثة حتى لا تلصق التهمة بالجامعة الجزائرية التي هي في غنى عن مثل هذه الحوادث، وقد رفض عديد الطلبة ربط قضية مقتله بطلبة جامعة خميس مليانة، كما يشاع عبر المواقع الإلكترونية، بدليل أن التوأمين يزاولان دراستهما بجامعتين مختلفتين (العفرون بولاية البليدة و الأخر بالمركز الجامعي بتيبازة). كما ندد أساتذة في وقفات احتجاجية مماثلة نظموها في كل من جامعة الجزائر 2 ببوزريعة ( العاصمة ) و جيجلووهران وقسنطينة، للتنديد بالعنف، المتفشي في المجتمع والذي طال الوسط الجامعي والنخبة الجامعية. ففي ولاية جيجل أين شارك العشرات من الأساتذة في الوقفة الاحتجاجية التي دعا إليها الكناس، تم رفع شعارات " لا للعنف في الجامعة"، وقام الحضور برفع انشغالهم لرئيس الجامعة حول ظاهرة العنف في الجامعة الجزائرية التي بدأت تأخذ منحى خطيرا. وفي وهران اعتبر "أساتذة التعليم العالي المتضامنون" فرع جامعة أحمد بن أحمد وهران 2 ، بمنطقة بلقايد شرق الولاية، في بيان تحصلت النصر على نسخة منه، أن الحادثة التي ذهب ضحيتها الدكتور قروي، تعكس جانب من حالة التدهور المتواصل للقيم وللوضع داخل الجامعة الجزائرية أين أصبح العنف هو وسيلة التفاهم والنقاش''. وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار قد استنكر في تصريح للصحافة على هامش عرض الوزير الأول لمخطط عمل الحكومة بالمجلس الشعبي الوطني، و أعرب عن استنكاره للجريمة الشنعاء، التي ذهب ضحيتها الأستاذ الجامعي قروي سرحان، مؤكدا أنه لا علاقة لهذه الجريمة مع الجامعة، باعتبار أنها وقعت خارج أسوار الجامعة ليلا في ضواحي تيبازة. وفي تعليقه على الوقفات الاحتجاجية التي دعا أساتذة إلى تنظيمها أمام الجامعات (أمس)، أكد حجار أن "الجريمة ارتكبها أشخاص ليسوا طلبة جامعيين ولا علاقة لها بالجامعة وبالقضايا البيداغوجية ولست أدري لماذا يحتج الأساتذة". وفي سياق ذي صلة أكدت مصالح الشرطة أن التحريات الواسعة التي باشرتها المصلحة الولائية للشرطة القضائية بتيبازة تواصلت أمس لليوم الثالث على التوالي منذ وقوع جريمة قتل الأستاذ الجامعي بشير سرحان قروي سهرة الأحد الماضي لتحديد الدوافع الحقيقية التي تكون وراء إقدام الأخوين "ح" على ارتكاب الجريمة قبل تقديمهما اليوم الخميس أمام نيابة محكمة تيبازة، مشيرة إلى أن وكيل الجمهورية لدى محكمة تيبازة قد وافق أمس الأربعاء على طلب الضبطية القضائية لتمديد مدة الحجز تحت النظر لمدة 48 ساعة أخرى عملا بقانون الإجراءات الجزائية من أجل مواصلة التحقيقات مع الأخوين التوأم "ح'' المشتبهان الرئيسيان في ضلوعهما في جريمة قتل الأستاذ قروي, "على أن يتم تقديمهما اليوم الخميس أمام نيابة محكمة تيبازة. و وجه المحققون تهمة "القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد" للأخوين "ح" بعد اعترافهما على محاضر الضبطية القضائية باقترافهما الجرم. و جددت مصادر أمنية حسب ما نقلته أمس وكالة الأنباء الجزائرية، التأكيد على أن القضية ليس لها "علاقة بانتقام طلبة من أستاذ منعهم من الغش في امتحان "مثلما يروج على مواقع التواصل الاجتماعي و بعض وسائل الإعلام".