انتخب مجلس شورى "حمس" بالإجماع عبد المجيد مناصرة على رأس حركة مجتمع السلم، في إطار استكمال مسار الوحدة بين حمس وجبهة التغيير المحلة، لمدة 5 أشهر، والذي تضمن تنصيب كل من مجلس الشورى الجديد،وكذا نائب رئيس الحركة،ويتعلق الامر عبدالرحمن بن فرحات، وكذا نائبي رئيس مجلس الشورى وهما سيد علي دواجي، وأحمد بوزاوي، في حين سيتسلم عبد الرزاق مقري الرئاسة من ديسمبر إلى ماي المقبل موعد المؤتمر الديمقراطي للحزب. قرر مجلس شورى حمس، أمس، خلال انعقاد المؤتمر الاستثنائي المرسّم للوحدة، تنصيب عبد المجيد مناصرة على رأس الحزب لل5 أشهر الأولى من الفترة الانتقالية، تليه عودة عبد الرزاق مقري على رأس الحزب من ديسمبر إلى ماي 2018، أي موعد المؤتمر الديمقراطي للحزب وانتهاء المرحلة الانتقالية، لتثبيت الوحدة بين حمس وجبهة التغيير المحلة. وعرف المؤتمر حضور عدة وجوه من مؤسسي حمس ورفقاء الثلاثي المؤسس، حيث أكد كل من مناصرة ومقري على مساهمة عدة أطراف من الداخل والخارج في السعي لرأب الصدع، بداية من الشيح محمد ولد الددو الشنقيطي وجميل منصور رئيس حزب تواصل الموريتاني، وصولا إلى عبد الحميد مداود، والحاج بكار وقدودة، وجعفر شلي. ومال خطاب عبد المناصرة مناصرة إلى لغة "التوبة" عن الانفصال وتشكيل حزب منفصل، حيث تقدم للشيخ نحناح بلغة الاعتذار عن التسبب في فرقة أبناء الحركة، ونفس الخطاب وجهه لأبناء الحركة، مؤكدا أن الوحدة سلاحهم الذي غفلوا عنه، وتناسوا حمايته من أنانياتهم، بحسبه، مخاطبا مقري بأنه من تنازل عن المنصب وعرضه للتناوب على رئاسة الحركة، في حين أن الوحدة كانت قناعة وليست بحثا عن المناصب. ونفس الخطاب مالت له كلمة عبد الرزاق مقري، قائلا إنه كتب عليهم الفرقة، لكن تم تداركنا الآن.
وحدة حمس رسميا وسط غيابات قيادات عرف المؤتمر الاستثنائي لحمس، غياب وجوه ثقيلة داخل بيت أبناء نحناح، على رأسهم أبو جرة سلطاني الذي تتوالى غياباته عن الحركة، ونفس الأمر بالنسبة لعبد الرحمن سعيدي منافس مقري على منصب رئاسة الحزب خلال مؤتمر جوان 2013، ونفس الأمر كان بالنسبة لمعارضي الوحدة، على رأسهم نعمان لعور، والذي عمد مقري إلى سياسة تهدئة الوضع معهم، مؤكدا احترامه لقراراتهم ومواقفهم، بناء على سنة الاختلاف وأنهم في الحركة يحتفظون لهم بكل الاحترام على رأسهم رئيس تكتل الجزائر الخضراء السابق نعمان لعور، بحسب كلمة مقري، معززا ذلك بقوله إنه في حالة نجاح الوحدة فستكون خيرا وفضلا للجميع، وإن فشلت سيتحمل مسؤوليتها هو، في خطاب لمعارضيها أكثر منه للمواطنين.
مقري وولد الددو يدعوان بلمهدي للالتحاق ب "حمس" من أبرز الرسائل التي توالت أكثر من طرف جاءت موجهة لثالث الثلاثة المؤسسين لحركة حماس آنذاك، وهو الشيخ مصطفى بلمهدي، داعين حركة البناء إلى العودة إلى صفوف حمس، للمّ شمل أبناء نحناح، حيث جاءت أولى الدعوات من الشيخ محمد ولد الددو، والذي أكد قيادات الحزب تحمله العبء الكبير من أجل لمّ الشمل، داعيا الشيخ بلمهدي لإعادة الصف إلى سابق عهده، وتلتها دعوة الشاعر براح "نادوا البناء ولا لذيذ بدونهم"، وختمتها دعوة مقري لهم، والتأكيد عليها، والتي وسعها لاحقا لمختلف الأحزاب الإسلامية بداية من النهضة والعدالة والتنمية، دون ذكر حركة الإصلاح.
على تبون تدعيم أقواله بالعمل لندعمه أما فيما يتعلق بالموضوع الذي يكتسح الساحة السياسية حاليا، وهو الحرب التي شنها الوزير الأول عبد المجيد تبون على وجوه المال الفاسد وتدخلهم في السياسة، فقد دعا مقري تبون إلى إرفاق القول بالعمل لتأكيد حقيقة نواياه وإيلاء المهمة لهياكل ومؤسسات الدولة، مؤكدا أنهم في تلك الحالة فقط سيدعمونه، مع إرفاق المحاربة للفساد برؤية اقتصادية وسياسية، ورقابة على المال العام، وليس أسلوب "كلما جاءت أمة لعنت أختها"، خاصة أن نفس الحكومة التي قربت بعض الوجوه كان عضوا فيها، ويسيرها نفس النظام بحسب مقري. أما بخصوص ملف الأقصى، فقد هاجم مقري وزارة الشؤون الخارجية والقائمين عليها، في تأخر ردها وتأكيد دعمها الدائم للأقصى، على عادة الجزائر دائما، معتبرا أنه تأخر غير مسبوق وغير مسؤول. كما عرف المؤتمر سلسلة من الهتافات الداعمة للأقصى، تخللت كلمة ممثل حركة حماس في الجزائر سامي أبو زهري، أو كلمة الشيخ محمد ولد الددو.
* أبو زهري: لسنا في حاجة إلى الإقامة في الجزائر قال الناطق باسم حركة المقاومة "حماس" سامي ابو زهري، إن طلب قيادات من الحركة الإقامة في الجزائر قد تم عرضه في غير معناه، حيث اكد ان "الجزائر تربطها علاقة وثيقة مع كل قيادات حماس، لكن "نحن لسنا في حاجة الى الاقامة في الجزائر لأن قضيتنا موجودة في قلب كل مواطن جزائري".
هؤلاء هم أعضاء المكتب الوطني الجدد ل"حمس" سفيان بوزكري، بوعبد الله بن عجمية، عبد العالي حساني، فاطمة سعيدي، فاروق طيفور، رشيدة قادري، اسماعيل ميمون، عبد الرزاق عاشوري، خير الدين دحمان، حميدة غربي، عبد الوهاب رحال، مخلوف بن عمر، أحمد بن جلول، أمين علوش، يوسف طواهرية، مراد قرابة.