يتفق الصحفيون الجزائريون على اختلاف مشاربهم على أن الوضع العام للصحفي في البلاد لا يبشر بالخير، فكثير من الصحفيين يتخبطون في مشاكل اجتماعية ومهنية لا تخفى على أحد ومطلبهم الوحيد هو وضع قانون أساسي للصحفي وتأسيس نقابة قوية ذات تمثيل حقيقي تضمن لهم التحرك وممارسة عملهم ضمن مناخ مهني واجتماعي جيد ومتكامل. تحيّي الأسرة الإعلامية الوطنية اليوم 22 أكتوبر "اليوم الوطني للصحافة" ويتطلع أغلب العاملين في مهنة المتاعب إلى تحسين ظروف العمل التي أثرت سلبا على حياتهم الاجتماعية ومردودهم المهني، وتأتي في مقدمتها المشاكل ذات الطبيعة المادية المتمثلة أساسا في تدني الرواتب وغياب الحماية الاجتماعية والحرمان من السكن وغيرها من المشاكل الاجتماعية التي باتت تعيق وترهق الصحفي الجزائري، ثم تأتي المشاكل ذات الطابع المهني، وأخيرا المشاكل المرتبطة بالتكوين ومستوى التأطير والابتعاد عن أخلاقيات المهنة وعدم توفر مصادر المعلومة.
* تأسيس نقابة قوية خطوة كبيرة للدفاع عن المهنة اختار الصحفي وداد الحاج رئيس تحرير صحيفة الوسط الجزائرية أن يلخّص ما تحتاج إليه الصحافة الجزائرية اليوم في ثلاث نقاط أولها أخلقة الممارسة الصحفية والاهتمام بالصحفي كشريك في التنمية، بالإضافة إلى استحداث نقابة قوية تدافع عن المهنة وأصحابها ويرى الحاج أن هذه المطالب لو تحققت على أرض الواقع ستتكفل بحل جملة من المشاكل الاجتماعية والمهنية التي يتخبط فيها الصحفي الجزائري اليوم، من جهته يقول الصحفي معمر قاني إن الصحفي الجزائري اليوم بات يحسن الدفاع عن غيره ويجهل كيفية الدفاع عن نفسه، معتبرا أن القطاع اليوم يعج بالاستغلاليين مطالبا بوضع قانون إعلام واضح وتأسيس نقابة حرة تتكفل بمطالب الصحفيين التي لا تختلف عن باقي مطالب المواطنين الجزائريين من سكن وأجر محترم وامتيازات أخرى يجب أن يحظى بها الصحفي، واتفق الصحفي قادة صافي على أن الوضع العام للصحفيين الجزائريين متشابه مطالبا بأجر محترم وضمان اجتماعي ملائم.
* المطلوب فتح قناة اتصال بين الصحفي والهيئات الرسمية ومن جملة المطالب التي يرفعها الصحفيون اليوم يقول الصحفي عمر بودي من قناة الشروق أن تحسين ظروف العمل والحق في الحصول على المعلومة خاصة من الهيئات الرسمية يشكلان عقبة في طريق الكثير من الصحفيين خاصة الجيل الجديد لذا وجب الإسراع في وضع أطر تضمن للجميع الحق في الوصول إلى المعلومة بغض النظر عن المنبر الذي يشتغل به الصحفي. وأضاف عمر بودي أن هذين المطلبين لن يأتيا إلا عن طريق تنظيم القطاع وتأسيس مجلس أخلاقيات المهنة، واعتبر محدثنا أن الصحفي في الجزائر مقارنة بدول الجوار مثلا يبقى بحاجة إلى دعم نقابي قوي يضمن حقوقه، خاصة وأن هذه السنة وجد العديد من الزملاء أنفسهم دون أجور فيما اضطرت مؤسسات أخرى إلى الغلق وتسريح عمالها. ويرى زميله بالقناة رمزي وافي أن أهم شيء يبحث عه الصحفي اليوم هو الاستقرار الوظيفي وعدم تعرضه للتضييق أثناء عمله، بالإضافة إلى المشكل الذي يعني منه أغلب صحفيي القطاع الخاص وهو التفرقة بينهم وبين صحفيي القطاع العام وما يخلقه من مشاكل وصعوبة في الحصول على المعلومة، ويضيف رمزي وافي أن أهم مطلب للصحفيين اليوم هو فتح قنوات مباشرة بين الصحفي والهيئات الرسمية وإلزامها بالتعامل مع الصحفيين دون تفضيل،وعن الجانب الاجتماعي يتفق الصحفي رمزي وافي مع زملائه مؤكدا أن الضمان الاجتماعي والأجر المناسب الذي يحفظ كرامة الصحفي وإشراك الصحفيين في اختيار الهيئات التي تدافع عن مصالحهم وتكون سدا منيعا في وجه الانتهازيين وكذا استفادة الصحفيين من الحصانة والحماية عند تطرقه لمواضيع حساسة هي أهم ما يطالب به الصحفيون الجزائريون اليوم. من جهته يرى الصحفي محمد بوشيبة أن مطالب الصحفيين الجزائريين انحصرت جميعها في أن يكون لهم وضع مهني محترم مع توفير كل الظروف اللازمة لأداء مهمته خاصة الأجر الذي يجب أن يكون مرتفعا ليغطي تكاليف الحياة وتغطية اجتماعية كاملة إضافة الى تكوين متواصل توفره المؤسسة التي يعمل بها وقانون خاص به يحميه من تجاوزات أرباب العمل وتعسفهم.
* رياض بوخدشة عضو مؤسس للفدرالية الوطنية للصحفيين الجزائريين صندوق وطني للتكافل والخدمات الاجتماعية مطلب ملّح يؤكد الصحفي رياض بوخدشة عضو مؤسس للفدرالية الوطنية للصحفيين الجزائريين أن إنشاء صندوق وطني للتكافل والخدمات الاجتماعية للصحفيين والأعوان الآخرين في القطاع مطلب جد ملّح مع السعي نحو وضع إستراتيجية وطنية للتكوين والتأهيل ومواكبة الاحترافية، وأضاف بوخدشة أن الصحفي اليوم يطالب بشبكة أجور وطنية موحدة للصحفيين مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل نوع صحفي من الأنواع الموجودة (مكتوبة، إذاعة، سمعي بصري، صحافة الكترونية مع تطبيق مضمون القانون العضوي المتعلق بالإعلام في شقه الخاص بتمكين الصحفيين من تأسيس شركات تحرير والحق في امتلاك عناوين إعلامية والمساهمة فيها مع إخضاع نشاط الصحافة والإعلام بكل الأصناف إلى السلطات الضابطة بكل الصلاحيات، تنصيب مجلس أخلاقيات المهنة وأدابها لمراقبة انحرافات الصحافيين عن أدوارهم الحقيقية وتفعيل نظام عقوبات وتحفيزات يساهم في ضبط العمل الصحفي بصورة كبيرة. سهام. ح