احتفل الصحفيون الجزائريون، أمس، بالعيد العالمي لحرية التعبير، وسط برودة سياسية من الأحزاب وتجاهل رسمي من السلطة، وحالة من الترقب لبدء تطبيق قانون الإعلام الجديد، والتطلع إلى تحسين أوضاعهم المهنية والاجتماعية، وتعزيز هامش الحريات الصحفية في الجزائر. احتشد عدد من الصحفيين في ساحة حرية الصحافة بالعاصمة استجابة لنداء وجهته ''المبادرة الوطنية لكرامة الصحفي''، للمطالبة بالتكفل السريع بمشاكل الصحفيين في الجزائر. وقال المتحدث باسم المبادرة، رياض بوخدشة، خلال التجمع إن الصحفيين في الجزائر يتخبطون في حالة من الغموض والضبابية والثغرات القانونية الناجمة عن تطبيق قانون الإعلام الجديد، وتأخر صدور النصوص التطبيقية ل11 مادة منه، تتعلق بهيئة ضبط الصحافة المكتوبة والمجلس الأعلى للسمعي البصري ومجلس أخلاقيات المهنة واللجنة الوطنية المكلفة بتسليم البطاقة المهنية. وقرأ بوخدشة خلال التجمع بيان ينتقد فيه تحيز وزارة الاتصال لصحافة القطاع العمومي وتجاهلها لوضع الصحفيين في الصحف المستقلة، وطالب الوزارة بتحمّل مسؤولياتها في هذا الإطار، مشيرا إلى أن عائدات الإشهار المقدرة ب15 مليار دينار لا يصل الصحفيين منها سوى 3 بالمائة في شكل أجور يبلغ معدلها بين 15 إلى 25 ألف دينار، وفي ظل وجود 80 بالمائة من الصحفيين دون سكن، وطالب نقابات الصحفيين المعتمدة بتنسيق مواقفها للدفاع عن مطالب الصحفيين. وحضر التجمع مرشحون من جبهة التحرير الوطني ومن جبهة القوى الاشتراكية والحركة الشعبية الجزائرية، عبّروا عن مساندتهم للصحفيين في نضالهم المهني، وأصدر تكتل الجزائر الخضراء الذي يضم حمس والنهضة والإصلاح بيانا بالمناسبة انتقد فيه تملص الحكومة ووزارة الاتصال من مسؤولياتها اتجاه الصحفيين العاملين في القطاع الخاص، وأدان الاعتداءات والمضايقات التي يتعرض لها الصحفيون أثناء أداء مهامهم والظروف الاجتماعية والمهنية المزرية، فيما استحضر حزب جبهة التحرير الوطني نضالات الصحفيين من أجل الديمقراطية والحريات في التسعينات، ودعا إلى أخلقة العمل الصحفي ومنع تجريم العمل الصحفي والتسريع في فتح القطاع السمعي البصري. وقبل التجمّع كان وزير الاتصال، ناصر مهل، قد أشرف على وقفة ترحم في ساحة حرية الصحافة في العاصمة الجزائرية ووضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري المخلد ل72 صحفيا اغتالتهم أيادي الإرهاب الدموي خلال الأزمة الأمنية التي عصفت بالجزائر. وقال الوزير مهل، في تصريح للصحفيين، إن الصحافة الجزائرية قطعت أشواطا كبيرة في مجال حرية التعبير، وأكد على ضرورة تكريس حرية التعبير أكثر فأكثر، مضيفا أن قوة الصحافة تكمن في ''تعددها واختلافها بينما تكمن نقطة ضعفها في نقص الاحترافية. وفي ولاية تيزي وزو نظمت جمعية الصحفيين والمراسلين بالولاية وقفة ترحم على الصحفيين شهداء المهنة، ولقاء لمناقشة مشاكل المراسلين بالولاية، فيما كرّمت مديرية الثقافة عائلة الصحفي المغتال إسماعيل يفصح. ولم يوجه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رسالة إلى الصحفيين والأسرة الإعلامية مثلما دأب عليه منذ سنوات، على عكس السنة الماضية التي أقر فيها إلغاء عقوبة الحبس على الصحفيين.