صنعت المدارس الخاصة الاستثناء بمنح تلاميذها فرصة زيارة الصالون الدولي للكتاب في طبعتها الثانية والعشرين مع غياب شبه تام للمدراس العمومية حتى يومي العطلة، وغصت أجنحة الجناح الخاص بكتب الأطفال بمجموعات كبيرة من الأطفال فضل أساتذتهم شرح بعض الدروس على المباشر وتقديم معلومات علمية ودينية للأطفال أمام طاولات العرض، ولم تكن بعض العائلات أقل حرصا من المدارس الخاصة فقد بدأت هي الأخرى رحلة البحث عن كتب لأطفالها، قصص، قواميس وكتب شبه مدرسية . تحوّل جناح الطفل المقام ضمن فعاليات الصالون الدولي للكتاب إلى مزار للمدارس والجمعيات وحتى دور الحضانة، حيث فضل المدرسون زيارة المعرض وتخصيص يوم للتلاميذ ومن بين المدارس الخاصة التي تواجد جميع تلاميذها في المعرض مدرسة المنار الخاصة بالحميز ومدرسة طيف التي طاف تلاميذهما بين مختلف أجنحة العرض بحثا عن كتب وألعاب تربوية، وخلال حديثنا مع المشرفة على أحد الأفواج التابعة لمدرسة المنار الخاصة بالحميز أكدت أنها تقوم بزيارة المعرض رفقة تلاميذ قسمها وتحاول مساعدتهم على اقتناء كتب علمية وقصص تربوية مفيدة يمكنها الاستعانة بها في حصص المطالعة، وأكدت المشرفة أن مدرستهم قامت بتنظيم زيارات لمختلف الأقسام التابعة لها حتى يتمكن جميع الأطفال من فرصة زيارة المعرض واقتناء ما يرغبون في قراءته، بالإضافة إلى جوالات عبر مختلف دور النشر تقام أيضا ورشات للرسم والقراءة التفاعلية يشارك فيها الطفل ووالديه والملفت للانتباه هو أن المعروض من الكتب الموجهة للأطفال لا يزال فقيرا جدا ولا يواكب التطورات الحاصلة ولا يستوفي المقاييس العالمية، فالمتواجد حاليا على رفوف العرض لا يبتعد عن قصص الأطفال التي تعود إلى المعرض كل عام والتي يحفظ الأطفال تفاصيلها جيدا. تقول إحدى السيدات إنها جاءت لاقتناء كتب شبه مدرسية لأطفالها لكنها لم تتمكن من الاختيار بسبب الكم الهائل للعناوين المعروضة وتشابهها لحد كبير، وهو نفس الحال الذي وجدنا عليها عددا آخرا من الأمهات اللاتي فضلن التريث قبل اقتناء كتب قد لا تفيد أطفالهن.
* موقع "أستاذي في بيتي" يثير فضول الأولياء تحرص دور النشر على الترويج لبعض التقنيات الجديدة التي من شأنها أن تفتح أفق الدراسة للتلاميذ بصورة اكثر تطورا ومن بينها دار اليور التي سعت خلال المعرض للترويج لموقعها الدراسي أستاذي في بيتي الذي انطلقت فيه الدراسة لمستوى السنة الخامسة ابتدائي في خطوة أولى حسب ممثل الدار، ويعمل الموقع على شرح الدروس وفق المنهج الجديد وتقنية الجيل الثاني يقدمه أساتذة مختصون لتفادي وقوع التلميذ في أخطاء تحميل برامج وطبع مواضيع بعيدة عن البرنامج الدراسي الرسمي الخاص بوزارة التربية الوطنية، وقد لاقت الفكرة استحسان الأولياء الذي فضلوا تجربة هذا النوع من الدروس الخصوصية التي قد تنجح في تقوية مدارك التلميذ مباشرة من البيت.
* قصص بتقنيات حديثة وأسعار خيالية المتجول بين دور النشر الأجنبية المتخصص في كتاب الطفل يلحظ تطورا كبيرا في تقنيات الطباعة وإثارة فضول الأطفال، ومن آخر الكتب الذكية المعروضة كتب علمية وقصص منوعة للأطفال يمكنها الاتصال مباشرة بالهاتف النقال أو الألواح الذكية يمكنها قراءة القصة للأطفال وتقديم المعلومات العلمية الموجودة داخل الكتاب وما على الأب أو الأم سوى تحميل التطبيق الخاص بالقصة لكن أسعارها المرتفعة والتي تجاوزت 2000 دينار للكتاب الواحد قللت من فرص اقتناء هذا النوع من الكتب وهو ما أكده أحد الأولياء الذي وقف حائرا بين تلبية رغبة ابنه الصغير وثمن القصة المرتفع جدا وتبقى الأسعار هي المثبط الوحيد لعزيمة العائلات الزائرة للمعرض فمن خلال جولة بسيطة بين مختلف الأجنحة سنلحظ الارتفاع الكبير في أسعار الكتب العلمية وخاصة القواميس التي لاتزال بعيدة عن متناول الأسر البسيطة التي تفكر في اقتناء كتب لأبنائها.
* ورشات الرسم والتلوين تستقطب الصغار والكبار شهدت طاولات الرسم والقراءة إقبالا كبيرا من قبل الأطفال الذين استمتعوا بتلوين رسومات شخصياتهم الكرتونية المفضلة وكذا المشاركة في ورشات الرسم تحت تأطير مختصين فضلوا تقديم بعض النصائح للأطفال الذين استهوتهم الألوان والريشة وفضلوا المشاركة بقوة وانتظار أدوارهم للحصول على رسم من توقيعهم، ومن بين الأطفال المشاركين في الرسم الطفل حمزة ذو الخمس سنوات والذي بدا مستمتعا جدا وهو يلون إحدى الشخصيات الكرتونية بحماس شديد وإلى جانبه الطفلة إيناس التي كانت هي الأخرى تقوم بتلوين إحدى أميرات ديزني في حين أكدت والدتها أنها تعشق التلوين إلى درجة كبيرة جدا وهو ما جعلها تمضي جل وقتها بين ورشات التلوين في هذا المعرض. أما الألعاب فكان لها نصيبها هي الأخرى ضمن أجنحة العرض التي تبقى أسعارها العالية هي الأخرى سدا أمام الأسرة الراغبة في اقتناء لعبة لطفلها خاصة الألعاب التربوية التي تتراوح أسعارها بين 1000 دينار إلى غاية 3000 دينار وهي مبالغ مرتفعة وليست في متناول الجميع, وهو ما وقفنا عليه فرغم رغبة الأطفال وتلاميذ المدراس الخاصة إلا أن الأسعار منعتهم من اقتناء لعبتهم المفضلة. سهام .ح