تحرص بعض المدارس على إقامة معارض خاصة بالكتب لإتاحة المجال أمام تلامذتها لزيارتها والاستمتاع بالكتب المعروضة، والحصول عليها بأسعار رمزية تتناسب مع ميزانياتهم الصغيرة. هذا ما حدث مؤخرا بالمدرستين الابتدائيتين ''إبراهيم بومرداسي'' و''علي حمدان'' بمدينة بومرداس، وهنا يبرز السؤال عن مدى فائدة هذه المعارض بالنسبة للتلميذ، وهل يوجد هناك توجيه نحو عناوين معينة يعتقد أنها قد تفيد التلميذ في حياته الدراسية؟ قال عبد القادر سكلاوي ممثل دار النشر ''خناش'' صاحبة فكرة إقامة معارض بالمدارس الابتدائية، إن هدف هذه المعارض يكمن في توطيد العلاقة بين التلميذ والكتاب، وجعل هذا الأخير من بين اهتمامات التلميذ ولو من خلال عرض عناوين محددة من الكتب المدرسية المساعدة أو بعض العناوين القصصية، وتابع المتحدث يشير إلى تطبيق خصم عن أسعار الكتب المعروضة لفائدة التلميذ محدد ب5، مع تقديم 02 من مدخول المعرض للمؤسسة المستقبلة والتي تصرفها لفائدة التلاميذ.وضم المعرض المقام بمدرسة ''إبراهيم بومرداسي'' حسب ملاحظة ''المساء'' كتبا مدرسية مساعدة متنوعة تحمل بعضها الكثير من التمارين مع الحلول لصالح الأقسام الابتدائية المختلفة، كما أن هناك قواميس وموسوعات وقصص ترفيهية وكتيبات للتلوين لصالح تلاميذ الأقسام التحضيرية، إلى جانب العديد من الأقراص المضغوطة الخاصة بالجانب التربوي لفائدة مختلف الأقسام الابتدائية، وقال العارض إن دار النشر تحرص على عرض الكتب المكتوبة بلغة بسيطة، والتي يمكن لها أن تنمي ذكاء التلميذ، وأكد بشكل قاطع نجاح هذه المعارض، ودليله أنه أقام منذ بداية السنة الدراسية الجارية ما يقارب 004 معرض بمدارس ولايات تيزي وزو، وبجاية، وبومرداس، والبويرة.من جانب آخر قال المتحدث إنه لاحظ إقبالا كبيرا على كتب التسلية بشكل عام، وذلك لأنها تخرج التلميذ من أجواء الدراسة والكتب المدرسية، ولكن في بعض الأحيان يعمل هو على توجيه التلميذ نحو الكتب الثقافية التي يمكن أن تفيده في حياته العامة وتكسبه المعرفة، هذا إلى جانب توجيههم نحو قصص الأنبياء وقصص القرآن المكتوبة بلغة مبسطة حتى يتشجع التلميذ على التوغل فيها وفهمها بنفسه.ومن ذات المدرسة حدثتنا التلميذة أسماء من قسم الخامسة ابتدائي تقول إن معرض الكتاب المقام في المدرسة مفيد جدا بالنسبة لنا كتلاميذ لأنه يسمح لنا باختيار الكتب وأخذ موافقة معلمتنا حولها عوض البحث عنها في المكتبات، فضلا عن أنها تفتح أمامنا أبوابا جديدة للتعلم والمعرفة من خلال تعدد العناوين التي تعرضها لناس . أما إحدى المعلمات فشرحت وجهة نظرها تقول ''إن معارض الكتب هذه تساعد التلاميذ على اكتساب المزيد من المعلومات، وذلك من خلال كمية الكتب التي تطرحها لهم، كما أنها تمثل فرصة بالنسبة لهم للتعرف على جديد الكتب والتي تختلف كلية عن الكتب التي تُدّرس في المنهاج الدراسي.أما معلمة أخرى فاعتبرت أن معارض الكتب غنية بالمعلومات التي تفيد التلميذ، ولذلك فهي تشجع كثيراً إقامتها في المدارس لأنها تكون بذلك قريبة منه، وموجهة بشكل دقيق له، لأن طبيعة الكتب المعروضة فيها تكون من الفئة التي يهتم بها التلميذ كثيراً. وإلى جانب إقامة معرض الكتاب فإن تزيين جدران المدرسة بمختلف الرسومات منها الطبيعية ومنها شخصيات كرتونية وحتى بعض الأبيات الشعرية التي نظمت في العلم والمعلم، يظهر كشق آخر لترفيه تلاميذ المدرسة، ومن ذلك تزيين الجدران والممرات والمدخل وهو شيء جميل يجدد النشاط ورغبة التلاميذ في المدرسة لأن البيئة الجميلة لها وقعها في نفس الإنسان فكيف لا يكون لذلك وقع في نفوس التلاميذ وهم يدخلون لمدرستهم المزينة. بحسب ما كشفته ل''المساء'' السيدة اجطوطاح صباح رئيسة جمعية أولياء التلاميذ لمدرسة إبراهيم بومرداسي، والتي أضافت أن جمعيات أولياء التلاميذ عموما قد أوجدت من أجل تقديم يد المساعدة لإدارات المؤسسات التربوية في كل ما يصب في مصلحة التلميذ، ومنه تنظيم رحلات استكشافية وسياحية وثقافية وغيرها من النشاطات التربوية-.