إذا صح الخبر الذي انفرد بنشره موقع فرنسا الدولية والذي تناقلته منصات التواصل الاجتماعي مضمونه امتلاك المغرب الشقيق قمرا اصطناعيا للتجسس سيوضع في مداره في الثامن من شهر نوفمبر بواسطة الصاروخ فيقا VEGA انطلاقا من محطة قورو في قوويان الفرنسية بأمريكا الجنوبية. هذا القمر الاصطناعي والذي يبلغ وزنه 1 طن سيوضع في مداره على مسافة 695 كلم من سطح الأرض ويبث بتقنية عالية الدقة HD على بساط يبلغ مداه 800 كلم بدقة تحديد قد تبلغ 70 سم على الأرض وبلغت تكلفته حسب الموقع دائما 500 مليون أورو وكان ثمرة اتفاق سري وقع بين فرنسا في عهد الرئيس هولاند والمغرب سنة 2013 في سرية تامة. وبذلك يكون المغرب ثالث دولة بعد مصر وجنوب افريقيا يمتلك قمرا اصطناعيا مخصص لهذا الغرض. وبغض النظر عن الطابع التحريضي للمقال وتوقيت صدوره والذي يصور هذا الإنجاز على أنه موجه ضد الجزائر والصحراء الغربية وبغرض التعرف وبدقة على تموقع القوات العسكرية الجزائرية وحجمها وطبيعتها وكيف يمكن بذلك الحد من التفوق العسكري الجزائري على حد تعبير صاحب المقال فما هي الاستنتاجات التي يمكن استخلاصها من هكذا حدث 1/ إن إنجازا من هذا الحجم – وعلى عكس رأي البعض- يستوجب في رأيي التنويه لأن المقدرة على امتلاك هكذا تقنية دليل عمل جاد ومثابرة وفقا لرؤية واضحة وبعيدة المدى 2/ ما الذي يمنعنا نحن من حذو حذو الأشقاء – و لو متأخرين- للاقتراب من نادي الكبار 3/ ما الضير من تعاون جزائري مغربي للإفادة من هذا الإنجاز في إطار شراكة ثنائية قوامها WIN WIN وفي إطار مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة 4/ أن العلم والتحكم في التكنولوجيا وتشجيع البحوث وتثمين براءات الاختراع وإنزالها موضع التجسيد وحده معيار التفوق وضمان الاستقلالية وليس بإخضاع الإبداع والتأليف وبراءات الاختراع للاقتطاع الضريبي كما جاء في المادة 2 من مشروع قانون المالية 2018. 5/ أن الأوطان تبنى بالعلم وتسيج بالعمل وتحمى بالعدل ولا مكان فيها للرداءة والتملق والمحاباة إذ كلها أخلاق الفاشلين وعنوان التبعية تورث التخلف وتكرس التبعية. أعلم جزما أن البعض لا يشاطرني الرأي ويختلف معي جملة وتفصيلا لكنني موقن أن السواد الأعظم ستستدعيه هذه السطور لمزيد من التأمل والتفكير فيما بلغ غيرنا وما بلغنا …..