أكد الدكتور أحمد قوراية الأخصائي في علم النفس، أن الأفراد يتعرضون خلال حياتهم اليومية إلى ضغوطات نفسية، تؤثر بالتالي سلبا على ظروفهم التي تؤثر في الأخر وعلى سير الحسن لممارستهم الحياة فتسبب لهم مشكلة اللآمن وعدم الاستقرار، كما تخلق لهم أزمات نفسية فتُسبب الكثير من المعاناة والألم للفرد ومحيطه الأسري والاجتماعي. وقدم قوارية في محاضرته الموسومة ب " علاج الامراض النفسية التي مصدرها الايحاء النفسي السلبي و التي تنتج اضطربات نفسية للإنسان " والتي القاها خلال الملتقى العلمي الذي نظمته جامعة لوكسنبورغ، حول "افاق الصحة النفسية للإنسان بين الواقع و المطلوب" باعتباره أحد أعضاء الاكادمية العالمية للبحث العلمي في لوكسمبور، تعريفا شاملا لمصطلح الصحة النفسية، وكيفية علاجها، حيث قال بشأنها أنها حالة الفرد المستقرة، حيث يكون فيها الفرد متوافقا نفسيّاً واجتماعيّاً، بالإضافة إلى الشعور بالسعادة مع الذات ومع الآخرين، وبالتالي القدرة على تحقيق وتقدير الذات، واستغلال المهارات والكفاءات الذاتية بأقصى حد ممكن، أي أنها السمة الإيجابية التي يتمتع بها سلوك الفرد واتجاهاته تجاه ذاته وتجاه الآخرين، لهذا يقول الأخصائي النفساني أنه لو أخذنا هذ الحالة بصورة إيجابية سنتمكن من القضاء الكثير من الإمراض النفسية التي يسببها الاضطرابات على الجهاز النفسي لدى الانسان والتي تتحول إلى أمراض مستعصية تصل حد الجنون في أحيان كثيرة، وأظهرت الدراسات في هذا المجال أن خصائص النمو لكل مرحلة عمرية من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشيخوخة و تفسر حاجات الإنسان الجسمية والعقلية والاجتماعية والنفسية بغرض التعامل معها بالشكل الأمثل للتغيير السلوك الإنساني من خلال المفاتيح الهامة لفهم أغوار النفس من أجل التنمية وتحقيق الصحة النفسية. إن تفاعل الظروف الخارجيّة البيئية مع الظروف الداخلية، يضيف المتحدث ذاته عناصر تقود الفرد إلى القيام بسلوك تجعله لا يتكيف مع نحيط الداخلي والخارجي، مشيرا إلى أن بعض الأمراض النفسية التي إن لم يتم الإسراع إلى معالجتها ستفضي بالمريض إلى ارتكاب جرائم مثل المصاب بالفصام البارانوى والاضطراب البارانوى، حيث يجعل صاحبه يقوم بأفعال وسلوك بدافع التخيل وتتبادر إلى نفسه شكوك سلبية ويعتقد أنه محاط بأعداء ومعرض للقتل فتتولد لديه الرغبة في أن يقتل قبل أن يباغته أحدهم بالقتل، نفس السلوك نجده لدى المصابون بمرض الصرع الذي قد يقوم بعملية القتل دون وعي منه، وغيرها من الإمراض الأخرى على غرار مرض الهوس والوسواس القهري وأثارهما السلبي على المحيط الاجتماعي. وعند حديثه عن التوازن النفسي في منظور الشرع الإسلامي، قال قوراية إن الفرد في المجتمع المسلم يخضع إلى ما جاء ضمن كتاب الله وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام_،المنظمان لحياة الأفراد تحت مسمى التربية الأخلاقية التي تلزم الأولياء تنشئة أطفالهم تنشئة دينية قوامها ضبط النفس ومنعها من ممارسة كل ما قد يؤذي الفرد وانعكاس أفعاله المخزية على المجتمع، وبذلك نضمن فردا سويا يكون فاعلا في مجتمعه بشكل ايجابي. إيمان. س