* الأمازيغية ظلمت في الجزائر وإنكارها يشجع دعاة الانفصال * من ينكر الأمازيغية يقدم خدمة جليلة لدعاة الانفصال * الأمازيغية للجميع "لا للتهويل ولا للتهوين" * من مصلحة الجزائر أن يحتضن الجميع الأمازيغية * أحيي شجاعة الدولة الجزائرية التي دسترت الأمازيغية * الريادة للعربية مع ترقية الأمازيغية أكد الباحث محند ارزقي فراد، في "منتدى الحوار" الذي خصصت للحديث عن الامازيغية تحت مسمى "الامازيغية وسؤال الانتماء" ان الامازيغية ظلمت في الجزائر، ومن ينكرها يقدم خدمة جليلة لدعاة الانفصال، معتبرا ان الحل الأمثل لترقية اللّغة الأمازيغية يكمن في تأسيس أكاديمية بمخابرها تعنى بتطوير الحرف الامازيغي، مع الحديث عن الاتجاه الذي ستيسر عليه، فهل ستصب في إطارها التاريخي الإسلامي، أو إطار آخر، مضيفا ان هناك مخابر يطبخ فيها خطط لتفتيت المجتمع الجزائري، مؤكدا ان الحل لمواجهة الأفكار الهدامة هو تبني الامازيغية من قبل المجتمع الجزائري ككل، رافعا شعار "لا للتهويل ولا للتهوين" مطالبا الجزائريين باحترام الامازيغية.
من ينكر الأمازيغية يقدم خدمة جليلة لدعاة الانفصال أكد محند أرزقي فراد، كاتب وأستاذ باحث في التاريخ بجامعة الجزائر، ومتخصص في التاريخ الثقافي لبلاد الزواوة، أن من ينكر وجود اللغة الأمازيغية يقدم خدمة جليلة لدعاة الانفصال، مؤكدا أن هناك مخابر تشتغل نهارا لتنظير مشروع جديد تحت عنوان الإسلام القبائلي. وأفاد أرزقي فراد، خلال تنشيطه ندوة بمقر جريدة "الحوار"، تحت عنوان "الأمازيغية ومسألة الانتماء"، أن التساؤل المطروح لا يكمن في ما إذا كانت اللغة الأمازيغية متواجدة أو لا، بل يكمن الاتجاه الذي تسير فيه هذه الأخيرة، في إطار وعائها التاريخي أو وعاء آخر، مطالبا بعدم تهويل وتهوين قضية الأمازيغية، مشددا على ضرورة إنقاذ هذه اللغة من براثن الإيديولوجية المتطرفة الضيقة، وخلق ثقافة موحدة تجمع بين الأمازيغية والعربية. وأرجع فراد، في حديثه، وقف مساره العلمي، للدفاع عن هذه القضية المظلومة خدمة للوطن –حسبه-، مضيفا أن المثقف يجب أن يقرأ الماضي والواقع لفهم الحاضر والمستقبل، مشيرا إلى المحاضرة التي ألقاها المجاهد عبد الحميد مهري، والذي قال فيها إن الدولة الجزائرية بعد الاستقلال لم تمتلك سياسة لغوية حقيقية، مؤكدا في السياق أن الحديث عن أنه يتاجر باللغة الأمازيغية غير صحيح، باعتباره يحمل رسالة لخلق ثقافة موحدة تجمع بين اللغة العربية الأمازيغية في قالب واحد، بعيدا عن أصحاب الإيديولوجيات الضيقة.
* المطلوب تأسيس أكاديمية للغة الأمازيغية طالب الدكتور محند ارزقي فراد الدولة بتطبيق الوعود التي رفعتها من قبل، وعلى رأسها تأسيس الأكاديمية الوطنية للغة الأمازيغية، وإنشاء ثلاثة مخابر لتطوير كتابتها، يخصص الأول للحرف العربي، والثاني بتطوير حرف التيفيناغ والثالث بالحرف اللاتيني، لا يهم متى تظهر نتيجتها حتى وإن استغرق الأمر عشرين سنة، بل الأهم ان تقدم المخابر الثلاثة نتاج بحثها، وسيكون مشروع المخبر الأكثر إقناعا أكاديميا وعلميا هو المتبنى في الأخير، والمخبر الذي يجيب عن إشكالية كتابة الأمازيغية سواء بحرف تيفيناغ أو الحرف العربي أو الحرف اللاتيني، متأسفا لكون القضية الأمازيغية وجدت نفسها غداة الاستقلال في حالة سيئة لا تحسد عليها، بين مشهدين اختصرا في أمازيغية الحرف اللاتيني وثانيا في أمازيغية الحرف العربي. واعترف ارزقي فراد بأن الحل اليوم ليس في كيفية كتابة الأمازيغية، بل على الدولة التدخل ولعب دورها في الإجابة عن الأسئلة المطروحة، داعيا المجتمع الجزائري إلى احتضان الأمازيغية لأنها جزء من هوية الجزائريين دون استثناء. _______________________ * منطقة القبائل لا تسعى لفرض اللهجة على باقي الوطن نفى الدكتور ارزقي فراد ان تكون هناك خطة لفرض لهجة منطقة القبائل على باقي مناطق الوطن، مؤكدا ان منطقة القبائل لا تسعى لفرض هذه اللهجة على باقي سكان الوطن، لكنه أكد انه لا يمكن إنكار ان منطقة القبائل رائدة في الاشتغال على القضية الامازيغية، وأضاف ان سبب اعتماد لهجة منطقة القبائل هو أن أغلب المنشغلين بوضع أطر للغة من المنطقة، ولا يوجد متخصصون كثر من مناطق اخرى كغرداية أو الاوراس، لذلك يجدون أنفسهم يبنون اللغة أكثر على لسان منطقة معينة، وهذا الخطأ لم يأت بنية إقصاء الآخر، مؤكدا ان القبائل الزواوة ليسوا بصدد فرض لسانهم على كل القطر الجزائري من الناحية المعرفية، والجميع يدرك ان الباحث مولود معمري بذل جهدا لتقعيد اللغة الامازيغية، انطلق من منطقته، لكنه نهل من مناهل كثيرة، واشتغل على لغة معمارية، وتجول في كل أقطار شمال إفريقيا. وأضاف متأسفا ان منصب رئيس محافظة للأمازيغية شاغر ويسيرها الأمين العام، والدولة قدمت وعدا بتأسيس الأكاديمية، ولكنها لم تؤسس، وما يقع من قبل الطلبة هو المطالبة بالحقوق الموجودة في الدستور، ومسيرتهم اختلطت بدعاة الانفصال، وهو ما تكسير المسيرة السلمية، وقضية منطقة القبائل ليس من الإنصاف اختزالها في قضية الانفصال. جاء رد الدكتور فراد على سؤال الأستاذ يوسف ميلي، الباحث في تاريخ الثورة، الذي تساءل عن اختزال اللغة الامازيغية في اللهجة القبائلية، معترفا في تدخله انه مع تجميد ترقية اللغة الامازيغية، فالامازيغية ليست القبائلية فقط، بل فيها الشاوية والتارقية والشلحية، وقدم مثالا عن المحافظة السامية للأمازيغية التي قال إنها تحولت للمحافظة السامية للقبائلية، وللأسف ان أديبا من منطقة الشاوية يرفض كتابه لأنه كتب بالحرف العربي، وأضاف الأستاذ يوسف ميلي انه يجب إبعاد الامازيغية عن الجانب السياسي الى الجانب الأكاديمي وإعطاؤه الوقت اللازم للتطور، وتساءل عن مجاهدي ومثقفي منطقة القبائل التي أصبحت رهينة لأطراف تأتي من باريس، الذين حولوا الامازيغية إلى مشروع تغريبي. الحل يبدأ من الديمقراطية والمفروض ان المسؤولين في الجامعة، في المخبر الجامعي، أن يقدموا الطرح المعرفي. ____________________ * يملك مخابر لاستشراف المجتمع الجزائري المغرب تجاوزنا بأشواط كثيرة في معالجة القضية الأمازيغية كشف الدكتور ارزقي فراد ان المغرب يملك مخابر لاستشراف المجتمع الجزائري، ويتجاوزون الجزائر بأشواط كثيرة في مسألة معالجة القضية الأمازيغية في المغرب، معتبرا ان المغرب يحاول الاستثمار في مشكلة منطقة القبائل للضغط على الجزائر، مؤكدا في ذات السياق ان المشكل يبقى مطروحا بين قيادة البلدين وليس بين الشعبين. ______________ القضية الأمازيغية بذرة استعمارية ترعرعت في عهد الاستقلال أكد أرزقي فراد أن مشكلة اللغة الأمازيغية خرجت من رحم الاستعمار الذي حاول طمس هوية الجزائريين بتفريقهم، من خلال ربط الأمازيغية بالحرف اللاتيني، حيث كانت المصيبة، مشيرا إلى التعليمة التي أعطيت عام 1844 للقادة الفرنسيين، وذلك للعمل على تقسيم الجزائريين من خلال كتاباتهم الخاصة بتاريخ الجزائر وأنتروبولوجيته، وذلك بهدف إضعاف المقاومة الجزائرية بسياسة "فرّق تسد"، من خلال تمزيق وحدة الجزائريين بالقلم والمؤلفات، حيث أنتج الفرنسيون كما هائلا من الدراسات الاجتماعية والأنثروبولوجية حول منطقة القبائل، والتي أشاعوا فيها أن هناك شعبا بربريا متحضرا وآخر عربيا متوحشا، مضيفا بالقول: "الفرنسيون كتبوا الأمازيغية بالحرف اللاتيني، مشكلة اللغة الأمازيغية هي بذرة استعمارية ترعرعت في عهد الاستقلال"، مؤكدا أن الفترة التي سبقت الاستعمار الفرنسي، كان فيها الأمازيغ مندمجين في بوتقة الحضارة الإسلامية، وهذا ما يؤكد انتماءهم الإسلامي والتاريخي. وأشاد المتحدث ذاته، بموقف الحركة الإصلاحية إبان الاستعمار، والتي كان موقفها ايجابيا، بعد تبنيها للبعد الأمازيغي كمكون أساسي في الهوية الجزائرية الإسلامية، مشيدا بدور الزوايا آنذاك ومدى مساهمتها في تفجير الثورات، لأن فكرة القومية لم تكن موجودة آن ذاك، بل كانت الزوايا تحت غطاء واحد وهو غطاء الدين الإسلامي، -يضيف ذات المتحدث-، لتترعرع القضية الأمازيغية بعدها في عهد الاستقلال في ظل سياسة الإقصاء والتهميش التي مورست عليها.
* تعدد الألسن آية من آيات الله وباعتبار أن الأمازيغية موجودة ضمن جغرافية الجزائر، شدد أرزقي فراد على ضرورة احتواء كل مكونات الهوية الجزائرية، مؤكدا أنه لا يمكن فصل هذه اللغة عن الثقافة الإسلامية ووعاء الحضارة الإسلامية، مؤكدا أن تعدد الألسن هو آية من آيات الله، وهو ما شجعه للبحث والدفاع أكثر عن هذه اللغة، مضيفا أن الأدب العربي الحقيقي لا يعارض تنوع الألسن. واعتبر فراد أن رفض تعديل ترقية اللغة الأمازيغية، والتي طالبت به جهات معينة، بحادثة الشعرة التي قسمت ظهر البعير، مؤكدا أن هذا الرفض كان وراءه الاستخفاف بهذا المكون الأساسي للهوية الجزائرية المنتمي إلى وعاء الحضارة العربية والإسلامية. وشدد المتحدث ذاته على أن مهمة الباحثين اليوم هي العمل على ترقية الأمازيغية وتطويرها، وذلك بوضع مؤسسات وطنية لتحقيق أهدافها، من خلال تأسيس أكاديمية للغة الأمازيغية تعمل على تطوير البحوث العلمية، لتسليط الجهود على الحفاظ على الوحدة الوطنية.
* الأمازيغية ليست صنعا فرنسيا بل امتداد حضاري عربي وشدد أرزقي فراد في حديثه، على ضرورة إنقاذ اللغة الأمازيغية من براثن الإيديولوجية المتطرفة والضيقة، ومن أيدي كل من يحاول الدفاع عن اللغة العربية بطريقة سقيمة، مؤكدا أن اللغة الأمازيغية ليست من صنع فرنسي، بل امتداد حضاري وعربي، وهذا ما يدل عليه الكم الهائل للكتب والمخطوطات التي تناولت ميادين ومجالات عديدة على غرار الطب والأدب باللغة الأمازيغية، مشيرا إلى مكتبة مولود اولحبيب المتواجدة في بجاية، والتي تضم ما يزيد عن 500 مخطوط في الثقافة القبائلية، بالإضافة إلى مخطوطات أمازيغية مكتوبة بالحرف العربي، مؤكدا أن هذه اللغة ليست بضاعة فرنسية كما يسميها البعض.
* هناك من يريد بناء حدود بين العربية والأمازيغية كما أبدى أرزقي فراد استياءه ممن يسبون ويشتمون اللغة والرموز الأمازيغية، مضيفا أن هناك من يريد بناء حدود بين اللغة العربية والأمازيغية، وذلك لخلق انفصال في الوحدة الوطنية، مؤكدا أن هناك حكومة مؤقتة لدعاة الانفصال في الخارج حيث تستقبل من قبل البرلمان الأوروبي، مضيفا أن أفضل وسيلة للقضاء على هذا التوجه هي الديمقراطية، وأن أفضل وسيلة لمواجهة هذا الضياع المتطرف، حسب تعبيره هي الحوار، ضيفا بالقول: "كلي ثقة أن القضية التي أدافع عنها قضية عادلة"، مؤكدا أن عدم إقبال الشعب الجزائري على احتضان الأمازيغية يقدم الملف لدعاة الانفصال، مشددا على أن الحل يكمن في إقناع الشعب الجزائري لتبني القضية الأمازيغية.
* العربية الإيديولوجية تهدف إلى ضرب وحدة الجزائر وفي ذات السياق، أفاد فراد أن اللغة الأمازيغية لا يفرض قصرا أو عنوة، بل هناك مرحلية لها شروط محددة، مؤكدا أن طرح هذه القضية لا يجب أن يقع في إطار تناقضي مع اللغة العربية الموحدة للشعب الجزائري، مضيفا أنه ليس من العيب تبني هذه اللغة المكونة للهوية الجزائرية، خاصة أن عربية القرآن لا تخشى تعدد الألسن، على خلاف العربية الإيديولوجية التي تهدف إلى ضرب وحدة الجزائر. كما أشار المتحدث إلى أن التصريحات الموجعة لمعطوب الوناس، بالإضافة إلى الأخطاء التي ارتكبها، والتي كان سببها حسبه المصطلح الذي يرفض لغة أمومته، مؤكدا أن الإقصاء هو من دفعه لاتخاذ هذه المواقف، مضيفا أن النظر إلى المستقبل لا يمكن من خلال تصور الامازيغية خارج الوعاء العربي، مطالبا في السياق بضرورة كتابتها بالحرف العربي لإزالة التشنج.
* الانتقال إلى الجمهورية الثانية ضرورة حتمية في رده على سؤال حول ما إذا كانت الجزائر في حاجة إلى بناء نمط جديد للدولة الجزائرية، قال أرزقي فراد إنه لا يزال يؤمن بأن النمط الحالي لا يزال يصلح للمستقبل، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة الانتقال إلى الجمهورية الثانية، من خلال دستور جديد يصنعه الشعب، مع الإبقاء على السلطة المركزية وبصمها بالديمقراطية، وأنه لا وجود لدستور آخر خارج السيادة الوطنية، مضيفا أنه وخلال مرحلة الحكومة المؤقتة تم إقصاء الطبقة السياسة، والتي ضيعنا من خلالها، حسب تعبيره، الرصيد الذي كانت تخشاه فرنسا.
* منطقة القبائل لم تكن يوما جزيرة معادية للمحيط الوطني وبالنسبة إلى الكتابات العديدة عن منطقة القبائل، قال فراد إنه من الطبيعي أن يكتب الكاتب في التاريخ عن محيطه وبيئته، مؤكدا أن هذا التراث الذي يشمل التاريخ المحلي هو اللبنة الأساسية للتاريخ الوطني، مؤكدا أن الغاية من كتابة هذا التراث هي التأكيد على أن منطقة القبائل لم تكن يوما جزيرة معادية للمحيط الوطني. وفي كلمته الأخيرة، شدد أرزقي فراد على أن الوضع الحالي يتطلب الابتعاد عن سياسة القذف والشتم، التي تنتهجها جهات معينة عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الفايسبوك، مطالبا في السياق بضرورة الإسراع في تأسيس أكاديمية اللغة الأمازيغية بمخابرها الثلاثة، والتي تخص كلا من الحرف العربي والتيفيناغ واللاتيني. تغطية: سمية شبيطة سهام حواس تصوير: مصعب رويبي