يرى الدكتور الناشط السياسي محمد أرزقي فراد أن ترسيم اللغة الأمازيغية في الدستور القادم، سيلحق بها أضرارا مثلما حدث للعربية التي بقيت في الدرجة الثانية بعد الفرنسية من حيث الاستعمال، رغم النص عليها في كل الدساتير الجزائرية. 35 عاما من النضال من أجل الهوية الأمازيغية، ما تقييمك لما تحقق؟ القضية الأمازيغية حققت انتصارا كبيرا بفضل تضحيات أجيال بأكملها. نرى ذلك من خلال إنشاء المحافظة السامية للأمازيغية، ثم إدراجها في الدستور كلغة وطنية في تعديل الثاني من شهر مارس 2002. نحن نرى بأن ذلك مكسب تحقق بعد نضال أجيال وأجيال من الجزائريين. أحزاب في المعارضة والسلطة تتحدث عن ترسيم للأمازيغية في الدستور الجديد، ماذا ستضيف هذه الخطوة؟ أظن أننا في جهاد أكبر بعدما تم إدراج الأمازيغية في دستور 2002. هناك عمل كبير ينتظرنا من أجل ترقية الأمازيغية وتطويرها. صحيح المهمة صعبة، ويجب فتح المجال أمام الأكاديميين لأداء واجبهم في هذا الجانب. أما السياسيون فعليهم التراجع إلى الخطوط الخلفية، لفسح المجال أمام من يريد العمل من أجل إنقاذ الأمازيغية وجمع تراثها. هناك دعوات لكتابة الأمازيغية بالحرف العربي، ما رأيك؟ أنا من أنصار هذا الطرح. لدينا رصيد ضخم وتراث كبير جدا تمت كتابته بالحرف العربي، مثل كتب المذهب الإباضي والمذهب المالكي، والكثير من الأعمال الأدبية لجهابذة الثقافة الأمازيغية كتبت بالحروف العربية، وأذكر هنا على سبيل المثال، قصائد وأغاني الفنان الكبير شريف خدام. أعتقد أنه يجب ترك هذه المسألة لأجيال المستقبل، أما الآن، علينا الشروع في توفير الوسائل المادية للباحثين لتأسيس مخابر علمية خاصة بكتابة الأمازيغية، سواء بالعربية أو التيفيناغ أو اللاتينية، وبعد ذلك نقوم بالتقييم لاختيار أفضل النتائج، علما أن الأمازيغية اقترضت كثيرا من العربية ومن الطبيعي أن يكون الحرف العربي هو الذي يعبر عنها. هذا يعني أنه سيكون للأمازيغية البعد الوطني الذي تفتقده الآن؟ بالضبط.. وعليه، فإنه لا يجب اختزال الأمازيغية في منطقة القبائل فقط، لأنها لغة وطنية، وجعلها تقتصر على منطقة بعينها سيحدث تصدعا في البلاد. علينا أن نعض بالنواجذ على الطابع الوطني لهذه اللغة. ما الذي سيضيفه الترسيم للأمازيغية في الدستور القادم؟ رأيي أن إدراج الأمازيغية في دستور 2002 كان مكسبا كبيرا. الآن ترسيمها لكي تصبح لغة مستعملة في الإدارة مثل العربية، فأنا أرى بأن الأمازيغية ما تزال في مرحلة النمو والطفولة، والقيام بذلك سيلحق بها أضرارا مثلما تضررت العربية المتضررة من بقاء اللغة الفرنسية هي السائدة. أما إذا كان الترسيم يهدف لتوفير الإمكانات المادية والبشرية ومؤسسات لترقية الأمازيغية، مثل أكاديمية أو مجلس أعلى أو كتابة دولة، فهذا لا نمانعه. أتساءل لماذا لم يعين رئيس الجمهورية، لحد الآن، رئيسا للمحافظة السامية للأمازيغية، يخلف الراحل محند إيدير آيت عمران. الرئيس عين خليفة لرئيس المجلس الأعلى للغة العربية بعد أربعة أشهر فقط من انتخابه رئيسا للمجلس الشعبي الوطني، ومنصب رئيس المحافظة الأمازيغية لا يزال شاغرا منذ 11 سنة!