أكّد الباحث في الشأن الأمازيغي الأستاذ محمد أرزقي فراد على أنّه من ضوابط و معالم نجاح أكاديمية اللغة الأمازيغية مستقبلا احتواؤها على 3 مخابر بحث تعنى بكيفيات الكتابة الثلاثة المعتمدة حاليا بالجزائر الأمر الذي سيمكّن من انهاء الجدل القائم بشأن ربط العامل الايديولوجي بها. و أشار الأستاذ محمد أرزقي فراد الى كون إشكالية الكتابة تعتبر الأكثر طرحا حاليا فيما يتعلق باللغة الأمازيغية بحيث تتم كتابتها حاليا بالحرفين العربي و اللاتيني و حرف التيفيناغ و من ثمّ فلابد من تجاوز هذه الاشكالية عن طريق إعتماد ثلاث مخابر بحث يعنى كل واحد منها بوضع قواعد اللغة بكل نوع من الكتابات الثلاث تجنبا لأي صدام أو صراع بين التوجهات الثلاثة مشيرا الى كون الخط اللاتيني يتمركز عموما بمنطقة القبائل فيما ينتشر الخط العربي بمناطق الشاوية و بني ميزاب و لا يزال التوارق يحتفظون لأنفسهم بالخط الأمازيغي الأصيل المدعى بالتيفيناغ، أما عن دور كل مخبر على حدة فقد اختصره الباحث فراد في جمع التراث الأمازيغي المرتبط بالنمط المعني لغرض ترقيته مع وضع قواعد اللغة التي تفرضها اللسانيات بمعنى تقعيد الأمازيغية مع الاشارة الى كون الحرف اللاتيني يعتبر الوحيد الذي يحوز على قواعد الكتابة بالأمازيغية حاليا بالنظر الى شروع عدّة باحثين في العمل حول هذا الموضوع منذ أكثر من 40 سنة على غرار العمل الضخم الذي انجزه مولود معمري. و في سياق ذي صلة قال الباحث فراد بانّ الأكاديمية المقترحة يجب أن تحوي على مكتبتبن إحداهما ورقية و الأخرى الكترونية مع التكفل بجمع و إحصاء جميع المؤلفات المتعلقة بالشأن الأمازيغي سواء ألفها عرب أو أمازيغ أو غيرهم من بني البشر بحيث ثبت من خلال البحوث الميدانية وجود مئات الكتب التي تتحدث عن الشأن الأمازيغي ألفها رحالة من الغرب و من العرب أيضا، و لابد من ارفاق الأكاديمية بقسم خاص بالترجمة من الأمازيغية الى غيرها من اللغات مع اعتماد الفعل العكسي أيضا . أما عن مسألة توحيد اللغة المعيارية للأمازيغية فقد أكّد الباحث أرزقي فراد الى أنّ ذلك ليس مطروحا حاليا تماما و الأولوية كل الأولوية تكمن في ترقية كلّ خط من الخطوط الثلاث المعتمدة حاليا و وضع قواعد اللغة بكل منها بحيث تقتصر مهمة الجيل الحالي على انقاذ ما تبقى من اللغة الأمازيغية بالأحرف الثلاث على أن تطرح اشكالية اللغة المعيارية بعد جيلين أو ثلاث من الآن حينما تتّضح الامور أكثر و عقب إجراء عملية تقييم شاملة ، و أشار الباحث محمد أرزقي فراد أيضا الى كون اللهجات المنتشرة بالجزائر حاليا لا تشكّل حاجزا أمام ترقية هذه اللغة بحيث يجب أن يتم الانطلاق أساسا من لسانين متمايزين يعنى اولهما باللسان القبايلي الذي حظي بوضع قواعده منذ القرن التاسع عشر بأعمال عمار بوليفة و غيره اضافة الى اللسان الشاوي المزابي المتقارب في النطق و الممارسة ، و قد شرع مولود معمري منذ 40 سنة في وضع اللبنة الأولى للغة المعيارية من حيث جمع جميع المصطلحات الدالة على نفس المعنى بمختلف اللهجات و ربطها مع بعضها على أساس أنها مترادفات و لكن هذا العمل يبقى ناقصا حاليا بالنظر الى الرصيد الثري الذي تحوزه هذه اللغة و كون ذات العملية تتطلب تكاتفا لجهود عديد الباحثين و المهتمين . و عن ضوابط و عوامل نجاح الأكاديمية في أداء دورها كاملا أكّد الباحث أرزقي فراد على ضرورة طرح اشكالية اللغتين الأمازيغية و العربية في اطار تكاملي باعتبار اللغة الأمازيغية تعايشت مع اللغة العربية لمدة 14 قرنا و من ثمّ فلابد من أخذ البعد التاريخي في الحسبان مع الاستعانة بخبراء مختصين في اللسانيات ليسوا بالضرورة من العارفين باللغة الأمازيغية، و بهذه المعطيات الواقعية يمكن للأكاديمية إبراز دورها كاملا في ترقية اللغة الامازيغية على عكس المحافظة السامية الحالية التي نشأت في ظروف سياسية و اجتماعية خاصة لا تتيح لها تقمّص هذا الدور البارز.