تدخل المنتجات الخالية من مادة الجلوتين ضمن قائمة المواد الممنوعة من الاستيراد في إطار السياسة التي تعتمدها الحكومة لتقليص الواردات، ويأتي هذا الاجراء دون الأخذ بعين الاعتبار لفئة مرضى السيلياك التي يسبب لهم الجلوتين مضاعفات قد تودي بحياتهم، وفي ظل ضعف الصناعة الغذائية في البلاد لهذه الشريحة تثار مخاوف المصابين بهذا المرض الذين يطالبون الجهات المعنية بأخذ حالتهم الصحية بالحسبان. وفي سياق الموضوع، عبرت رئيسة جمعية مرضى السيلياك جباري صافية عن قلقلها إزاء قرار منع استيراد غذاء هذه الفئة، مؤكدة أن هذا الاجراء الذي يدخل في إطار سياسة الحكومة في تقليص الواردات يهدد بشكل كبير صحة المرضى التي تتطلب غذاء خالي من مادة الجلوتين. وبما أن معظم المواد الغذائية الخالية من الجلوتين يتم استيرادها، استاءت المتحدثة ذاتها في تصريحها ل"الحوار"، أمس، من اتخاذ هذا القرار مع العلم أن المنتوجات المتوفرة في البلاد غير كافية، مبرزة أن إحصاءات المصابين بمرض السيلياك غير دقيقة لكنها بالآلاف، مضيفة انها تتجاوز ال500 الف مريض يمسهم قرار منع استيراد غذائهم. * جمعية مرضى السيلياك تراسل بن مرادي.. وفي الصدد، كشفت رئيسة الجمعية نفسها، جباري، عن توجيه مراسلة الى وزارة الصحة والإسكان وإصلاح المستشفيات الاثنين القادم، تدعو من خلالها المسؤول الأول في القطاع مختار حسبلاوي الى العدول عن القرار او اتخاذ إجراءات بديلة على غرار استثناء المواد الغذائية الخالية من مادة الجلوتين، مشيرة الى المراسلات التي قامت بها الى كل من وزارتي العمل والضمان الاجتماعي إضافة الى التجارة باعتبارهما من الجهات المعنية في هذا الشأن، وأوضحت جباري أن وزارة التجارة لم تستجب بعد لمطالب الجمعية بمقابلة الوزير محمد بن مرادي، مؤكدة انها ستواصل رفع انشغالها لكل الجهات الوصية الى غاية إعادة النظر في هذا القرار. * حرمان مرضى السيلياك من تنوع الأغذية بدوره، استنكر رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، مصطفى زبدي، تصنيف المواد الغذائية الخالية من مادة الجلوتين في قائمة المواد الممنوعة من الاستيراد، مؤكدا أن هذا القرار ضربة موجعة لمرضى السيلياك التي لم يتم حرمانها من مواد غذائية فقط، بل من الأغذية الأساسية التي يتعين عليهم استهلاكها تجنبا لأعراض صحية خطيرة تنجم عن تناولهم للمنتوجات التي تحتوي مكوناتها على الجلوتين. وأوضح زبدي في اتصال هاتفي مع "الحوار"، أمس، أن العديد من المنتوجات المستوردة من الخارج خالية من الجلوتين وبالتالي يمكن للمصابين بمرض السيلياك استهلاكها، وبما أن قرار منع استيراد الكثير من المواد الغذائية يجبر هذه الشريحة على التغذي من المنتوجات المحلية التي تحتوي على المادة التي تسبب مضاعفات صحية للمرضى، حسب المتحدث ذاته. في سياق مماثل، اعتبر زبدي ان حرمان فئة مرضى السيلياك من منتوجات لا بديل لها في البلاد اجحاف في حقهم كون أن المواطن العادي يمكن استبدال المواد الممنوعة من الاستيراد بمواد محلية رغم احتوائها على مادة الجلوتين، ذاكرا ان المنظمة الجزائرية لحماية وارشاد المستهلك تواصلت مع وزارة التجارة بخصوص هذا الموضوع وطالبت هذه الأخيرة بضرورة إعادة النظر في الاجراء واستثناء المواد الخالية من الجلوتين من قائمة المواد التي يمنع استيرادها في الأيام القادمة. هجيرة بن سالم