بادرت جمعية «مرضى السيلياك» لولاية الجزائر، إحياء لليوم العالمي لحقوق المستهلك، إلى تنظيم يوم إعلامي تحسيسي بالمعهد الوطني شبه الطبي من أجل الحديث عن مرضى السيلياك وحقوقهم، كمستهلكين تتوقف حالتهم الصحية على اتباع نظام غذائي خال من الغلوتين. في كلمتها الافتتاحية، قالت صفية جباري رئيسة جمعية «مرضى السيلياك»، إن الهيئة ارتأت هذه السنة إلى إحياء اليوم العالمي لحقوق المستهلك، بتسليط الضوء على حقوق هذه الفئة التي يعتمد علاجها على اتباع حمية غذائية، تتطلب توفر أغذية خالية من الغلوتين، تطرح إشكالات كبيرة من الناحية الميدانية بالنظر إلى قلتها وغلائها. مشيرة إلى أن الجهود التي بذلتها الجمعية في التعريف بالمرض وحقوق المريض أثمرت مؤخرا بعقد لقاء مع وزير الصحة، نتج عنه الشروع في تشكيل لجنة لدراسة إمكانية إدراج مرض السيلياك في قائمة الأمراض المزمنة، ومن ثمة تأمين الدواء الذي يرافق مرضى السيلياك. من جهة أخرى، أشارت رئيسة الجمعية إلى أنّه عند الحديث عن حقوق مريض السيلياك كمستهلك، تقول «نستبشر بالخطوة التي بادر إليها وزير الصحة ووزير التجارة، بالأخذ بعين الاعتبار تمكين المرضى من المواد الاستهلاكية المستوردة، وعدم إدراجها في قائمة الأغذية الممنوعة من الاستيراد، بعد أن بادرت الجمعية إلى لفت انتباه الجهات الوصية، ممثلة في وزارة الصحة، إلى هذه المسألة، نظرا لأهميتها بالنسبة لمريض السيلياك الذي تتوقف تغذيته على هذه المادة الاستهلاكية». موضحة في السياق أن الجمعية تتجه في إطار برنامجها إلى ربط علاقات مع الجمعيات والمنظمات المدافعة عن حقوق المستهلك، من أجل حملها على اعتبار حقوق مرضى السيلياك كمستهلكين والدفاع عنها. لدى تدخله، أشار مصطفى زبدي، رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، إلى أن للمستهلك على الصعيد العالمي ثمانية حقوق متعارف عليها، من واجبه أن يدافع عنها، وبحكم أن مريض السيلياك هو الآخر مستهلك، كان من الضروري أيضا الاهتمام به، خاصة أنه مريض وله خصوصية تتمثل في نوعية الغذاء الذي ينبغي أن يتناوله. انطلاقا من هذا، يقول «المنظمة تأخذ على عاتقها التكفّل والدفاع عن حقوق هذه الفئة كمستهلك يعاني من مشاكل عديدة فيما يخص الغذاء، وعلى رأسها نقص كبير على مستوى السوق، إلى جانب الغلاء، كل هذا دفعنا إلى التدخل بعد صدور قائمة المواد الممنوعة من الاستيراد، بتقديم تحفظات بخصوص بعض الأغذية، منها تلك الموجهة لمرضى السيلياك. كانت ردود الفعل من الوزارات المعنية جد إيجابية، مما يعتبر انتصارا تحقّق في مجال الدفاع عن حقوق مستهلك مريض السيلياك». حول واقع حقوق المستهلك الجزائري، أشار زبدي إلى أن حقوق المستهلك ثابتة ومعروفة، ويضيف «غير أن الجديد الذي يدعونا إلى المفاخرة به، هو أن المستهلك اليوم أصبح يطالب بهذه الحقوق، مما يعني أننا كمنظمة حققنا قفزة نوعية، لأن العمل التحسيسي الذي بادرت إليه المنظمة وبعض الجمعيات الفاعلة، جعلت المواطن يطالب دائما بحقوقه كمستهلك وفي جميع الخدمات على اختلاف أنواعها». ❊ رشيدة بلال